دخل شباب وعائلات في مواجهة حامية حقيقية و مباشرة مع قوات مكافحة الشغب بحي مناخ فرنسا "وادي قريش"في أعقاب تدخل القوة العمومية لهدم منازل نحو 40 عائلة بنيت وسط إحدى حدائق الحي. وواجهت قوات مكافحة الشغب التي يقول المواطنون المحتجين أنها تدخلت في ساعة مبكرة من نهار أمس، الشباب الرافض لهدم البيوت بالقنابل المسيلة للدموع،و الرصاص المطاطي، بعد أن اظهر الشباب المحتج صلابة في الدفاع عن البيوت التي تم بناءها فوضويا وبطريقة غير قانونية ، بينما يقول بعضهم أن عمليات البناء رخص لها،شفهيا،رئيس البلدية نفسه. وأصيب بعض الشبان وعناصر من قوات مكافحة الشغب بجروح خلال المواجهات،وتداول المحتجون وفاة رضيع يبلغ من العمر ثمانية أشهر،غير أن مصالح الأمن و الحماية المدنية نفت ذلك، وقد تحولت المواجهات إلى معركة حقيقية، وتضاعف أعداد عناصر الأمن بالمكان،وتضررت البنايات القريبة من مكان الاحتجاج،وتشوهت بسبب آثار القنابل المسيلة للدموع.وقد انطلقت أولى المواجهات بين الجانبين منذ الساعات الأولى من صباح يوم أمس في حدود الساعة السابعة،وبدا الشباب الذي حاول منع أعوان الأمن من تهديم المنازل المشيدة على الحديقة مستعدا لجميع أشكال المواجهة مع الشرطة، على اعتبار أن هذه الأخيرة كثفت من تواجدها باستعمال المدرعات بالحي والأحياء المجاورة منذ مساء أول أمس استعدادا للعملية. وأغلق المحتجون كل السبل المؤدية للحديقة التي تتواجد بها البيوت الفوضوية، باستعمال المتاريس بواسطة حرق العجلات المطاطية ، بغرض ثني أعوان الأمن من التقدم على الرغم من استخدامهم للجارفات والمدرعات، واستعصى على القوة العمومية تنفيذ قرار الهدم إلا بعد مرور ساعات، حيث تدخلت خلال منتصف النهار. وصعد الشباب المحتج من موقفه وبات لا يهمه أي شيء من اجل الدفاع عن البيوت المبنية حيث استعمل هؤلاء الحجارة وقذائف"الملوطوف" وكميات كبيرة من قطع الآجر التي كانت معدة ومجهزة على أسطح العمارات المجاورة، كانت وراءها إصابة عدة أعوان مكافحة الشغب بجروح في محاولتهم للتقدم تنفيذا لقرار الهدم،ومن جهتهم استعمل أعوان الأمن الغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي. وقد دفعت مشاعر الغضب المحتجين إلى إطلاق شعارات ضد مصالح الشرطة طالبوا خلالها بتغيير النظام، فيما أكد هؤلاء أن قرار هدم بيوتهم جائر في حقهم حيث يعاني هؤلاء من أزمة خانقة في السكن منذ عقود،وقد اطلعت"ألجيريا برس اونلاين"على بيوت هؤلاء،ووقفت على الوضع الكارثي، حيث ينام في غرفة واحدة ستة أو سبع أشخاص بينما تعيش ثلاث عائلات في شقة واحدة.بينما شدد المحتجون أنهم لم يستفيدوا من برامج إعادة الإسكان .