نفت الجزائر، أمس، بشدة وجود مرتزقة جزائريين فوق التراب الليبي يعملون لحساب العقيد معمر القذافي، ردا على مزاعم للثوار في أجدابيا أمس تحدثت عن أسر 15 جزائريا وقتل ثلاثة آخرين. وزعم الثوار الليبيون، أمس الأحد، أنهم أسروا خمسة عشر شخصا من ''المرتزقة'' الجزائريين في أجدابيا وقتلوا ثلاثة آخرين في معارك ضارية دارت، أول أمس السبت، في هذه المدينة شرق البلاد. وجرى الحديث أيضا عن ''معاملة حسنة لهؤلاء الجزائريين''. وقال متحدث باسم الثوار لوكالة الأنباء الفرنسية إن المرتزقة الذين أسروا لم تكن بحوزتهم أوراق ثبوتية لكنهم ''قالوا إنهم جزائريون وكانت لهجتهم جزائرية''. وأوضح المتحدث أنه عثر على بطاقات هوية وجوازات سفر جزائرية في مبنى قريب بأجدابيا. وقال أيضا ''أكدوا أنهم يبيعون الحشيش (...) وكانوا يحملون كمية من الحشيش''. ولا تعكس هذه المعلومات أو المزاعم الجديدة، برأي مراقبين، وجود أية أدلة ملموسة على تورّط الجزائر، وردا على ذلك، قال المتحدث باسم الخارجية الجزائرية، أمس، في بيان صحفي إن ''الوزارة تنفي نفيا قاطعا تورّط الجزائر في هذه العملية المزعومة''. ويأتي هذا النفي مرة أخرى في ظل تزايد الاتهامات الموجهة للحكومة الجزائرية بدعم نظام القذافي، حيث دأب عدد من المتحدثين باسم الثوار وبعض المحللين السياسيين، منذ أيام على التشهير بالجزائر عبر وسائل الإعلام وعلى رأسها قناة ''الجزيرة''. وفتح باب الاتهامات المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي، عبد الحفيظ غوقة، الذي زعم أن لديه أدلة تتحدث عن مشاركة طيارين جزائريين في نقل المرتزقة لدعم قوات القذافي. لكن رئيس المجلس الانتقالي، وزير العدل المستقيل، مصطفى عبد الجليل، نفى في تصريح لمراسل ''الخبر'' في بنغازي، أن يكون الثوار يشكون في حياد الجزائر بلد المليون ونصف المليون شهيد. وهو ما يؤكد وجود تناقض في تصريحات مسؤولي المجلس الوطني الانتقالي، وبالتالي وجود أغراض خفية من ترديد اتهامات بتورّط الجزائر في ليبيا. وسألت ''الخبر'' مسؤولا عسكريا حول جدية هذه الاتهامات، فأجاب محتفظا بحقه في عدم كشف هويته، بالقول ''يجب أن يكون واضحا أن القذافي دأب طيلة أربعة عقود على تجنيد أشخاص غير ليبيين في إطار مشروعه لبناء جيش المليون إفريقي، ووفق هذا المنطق قد يكون هناك جزائريون كغيرهم من الأفارقة قد انضموا إلى نظام القذافي''، مضيفا أن ''هؤلاء إن وجدوا ونحن نستبعد ذلك فهم لا يمثلون الجزائر وإنما يمثلون أنفسهم''.