الناتو يستهدف القذافي مجدّدا والأمم المتحدة تدعو إلى وقف مؤقت للقتال لإدخال المساعدات دعت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس جميع الأطراف في ليبيا إلى وقف العمليات القتالية للسماح بدخول المساعدات الضرورية للسكان ويمكن الراغبين من المغادرة، مشيرة إلى مغادرة أكثر من 740 ألف شخصاً للبلاد منذ بدء الصراع في حين أن 5 آلاف ما زالوا عالقين في المناطق الحدودية مع مصر وتونس والنيجر، فيما يقدّر عدد النازحين داخلياً ب58 ألف شخص. وأكدت المتحدثة على ضرورة إيصال الإمدادات الطبية الأساسية وغيرها من مواد الإغاثة للمدنيين وإجلاء مواطني الدول الأخرى والمصابين ومن يحتاجون مساعدة طبية طارئة، وشدّدت على أن استمرار الوضع الحالي سيزيد من خطورة الوضع الإنساني في ليبيا، وفي الوضع الميداني جددت طائرات الحلف استهداف مجمع العزيزية في طرابلس بالقصف وهو المجمع الذي يضم إقامة القذافي، حيث قال شهود أن طائرات الناتو قصفت أمس بالصواريخ عددا من الأهداف في منطقة طرابلس ومنها مجّمع للزعيم الليبي معمر القذافي، وهي العملية التي تأتي بعد محاولة اغتيال القذافي يوم 30 أفريل الماضي حين قصفت طائرات حلف شمال الأطلسي منزله في العاصمة الليبية في غارة قتل خلالها أصغر أبنائه وثلاثة من أحفاده. وقال مسؤولون ليبيون أن أربعة أطفال أصيبوا من بينهم اثنان في حالة خطيرة جراء الزجاج المتطاير في انفجارات أحدثتها ضربات لحلف شمال الأطلسي في منطقة طرابلس أثناء الليل، وقد اصطحب مسؤولون ليبيون صحفيين أجانب إلى مستشفى في طرابلس أدى القصف إلى تحطيم زجاج بعض نوافذه نتيجة دوي الانفجارات الناتجة عن غارات الحلف التي أسقطت برج اتصالات قريب، كما تم اصطحاب الصحفيين لمشاهدة مبنى حكومي يضّم اللجنة العليا للطفولة وقد دمر بشكل كامل، وكان المبنى القديم الذي يعود إلى الحقبة الاستعمارية أصيب بأضرار في ضربة شنّها الحلف في 30 أفريل. وتأتي الغارات على طرابلس في ظل الجمود في مسعى المعارضة للإطاحة بنظام القذافي وما نتج عنه من مأزق للقوى الغربية بشأن تقديم مساعدة سرية للمعارضة، وقالت مصادر المعارضة المسلحة أن طائرات حلف شمال الأطلسي قصفت أول أمس الاثنين مخازن أسلحة تابعة للحكومة الليبية أربع مرات خلال النهار والتي تقع على بعد نحو 30 كيلومترا جنوب شرقي بلدة الزنتان الواقعة في منطقة الجبل الغربي. وقال متحدث آخر أن طائرات الحلف قصفت أهدافا حول منطقة طمينة وشنطين شرقي مصراتة حيث تتشبث المعارضة بآخر مدينة تسيطر عليها في غرب ليبيا، وشنت قوات القذافي هجوما قويا على مصراتة التي قتل فيها مئات خلال أسابيع من القتال، فيما قالت صحيفة “برنيق” المعارضة يوم الاثنين أن معارضين ليبيين يقودون انتفاضة في ضواحي طرابلس بعد أن زودهم ضباط منشقون من أجهزة الأمن بأسلحة خفيفة. من جهة أخرى أفاد شهود عيان في العاصمة الليبية طرابلس بأن بعض المدارس علقت أعلام المعارضة الليبية، وأضاف شهود العيان أمس الثلاثاء أن هناك بعض المظاهرات في سوق الجمعة وتاجوراء، وأوضحوا أن الأوضاع لم تكن آمنة في شوارع طرابلس خلال الليل حيث كانت هناك عمليات تفتيش واعتقالات ومطاردات، فيما ذكرت وسائل إعلام ليبية مقربة من نظام القذافي إن قوات حلف شمال الأطلسي “ناتو” قصفت موقعا مدنيا يضم منشآت ومرافق خدمية وإنسانية وسط العاصمة طرابلس منتصف ليلة الاثنين إلى الثلاثاء .