قال مصدر عليم من أمانة الإتحاد من أجل المتوسط، للصحيفة اللندنية الالكترونية"الجيريا برس أون لاين"اليوم، أن العديد من المشاريع الجزائرية المصادق عليها من قبل الهيئة معطلة بسبب الخلافات الإيديولوجية و السياسية، لا سيما ما تعلق بالنفوذ الإسرائيلي. و ذكر ذات المصدر بلقاء أنتظم بين الأعضاء بإسبانيا العام الماضي، بسبب تباين المواقف بين الدول العربية وإسرائيل فيما يتعلق بالوضع في الشرق الأوسط، وإلإختلاف في تسمية التواجد الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية،حيث اعترضت الدولة العبرية بشدة على الإشارة لعبارة"الأراضي المحتلة"مثلما ورد في مسودة الوثيقة التي كانت مطروحة للتوقيع و المتعلقة بإستراتيجية المياه لدى بلدان حوض المتوسط. وقد عرضت الجزائر مسودة مشاريع تبنى الإتحاد عدد منها و على راسها مشروع سياحي جهوي بولاية تيبازة، يضم مرافق بمعايير دولية.و مشروع أخر" الضخم"يتوقع إنجازه بولاية بجاية،ويتعلق بتجميع مياه الأمطار بين الجبال،وهو مشروع معقد يحتاج إلى تكنولوجيات متطورة..وتم إقرار المشروع بسبب خسران الجزائر لأكثر من 50 بالمائة من مياه الأمطار في البحر". علاوة عن مشاريع اخرى تتصل بتكنولوجيات الاتصال و التنمية الحضرية و السكن و التعليم العالي وتطوير المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ، كما تجري حاليا مشاورات حثيثة لتجسيد مشروع مركز لتوليد الطاقة الشمسية ، ومشروع للغاز بحاسي رمل، على أن كل هاته المشاريع سخر لها عشرات الخبراء لتحضيرها تحسبا لتجسيدها ميدانيا. وهي مشاريع لم يبت فيها بعد، لأسباب سياسية تتعلق بمواقف مختلفة لدول الإتحاد. ويوجد وزير البئة و التهيئة العمرانية، شريف رحماني، دول الإتحاد من اجل المتوسط، وضع خارطة طريق لتجسيد المشاريع التي تبناها،في تصريح ينم عن"عراقيل"تواجه الهيئة،جغرافية وأخرى إيديولوجية سبق لمسؤولي الإتحاد ان عبروا عنها. واعتبر شريف رحماني في تدخله امام المشاركين في أشغال مجلس أوروبا بستراسبورغ أنه من الضروري أن يحدد الإتحاد أجندة أو خارطة طريق محددة،بينما عكس تصريح وزير البئة،مخاوف كانت الجزائر عبرت عنها في السابق وهي تعرقل مسار الإتحاد، الذي يواجه عدم انسجام بين عديد الدول،بسبب عضوية اسرائيل التي تنشزها الجزائر وكذلك الخلاف الجزائري المغربي بشأن القضية الصحراوية، غير أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي بادر بالمشروع،يرغب بكل ما استطاع من قوة عدم التخلي عن الجزائر كدولة محورية في الضفة الجنوبية للمتوسط، وذلك لدوافع،واقعية وأخرى تاريخية،تتعلق حسب الملاحظين بالحفاظ على نفوذها في مستعمرتها القديمة،إثر ظهور"التهديد الأمريكي"لمصالحها الاقتصادية خاصة في المجال الطاقوي،كما ترغب في دعمها في مساعي الخروج من التبعية للمحروقات،مثلما يشير ساركوزي،بالإضافة إلى تجربتها في مكافحة الإرهاب،حيث أن من أهم أهداف المتوسط، تأمين المنطقة من الضربات الإرهابية بالإضافة إلى الاستثمار.