يتطلع الفلسطينون إلى ما سيتمخض عنه إجتماع اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط المقرر عقده يوم غد السبت بميونخ في ألمانيا لبحث السبل الكفيلة باعادة بعث مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية المتعثرة منذ عدة أشهر جراء تعنت اسرائيل و اصرارها على مواصلة البناءات الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية المحتلة. وعشية إنعقاد الإجتماع الذي سينظم على هامش المؤتمر السنوي 47 المقرر أيضا في ميونخ قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن هذا اللقاء يعد "الفرصة التاريخية" للرباعية الدولية للاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس بعد أن إتخذت عدة دول خطوة مماثلة معلنة إعترافها بالدولة الفلسطينية المستقلة على الحدود التي إحتلتها إسرائيل عام 1967. وحث عريقات اللجنة الرباعية التي تضم كلا من الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة على الاعتراف بالدولة الفلسطينية واعتبار كل ما أقيم من استيطان على الأرض الفلسطينية وبما فيها القدسالشرقية لاغيا وباطلا ومخالفا للقانون الدولي وكذلك بالنسبة لقرار ضم القدس غير الشرعي. كما حذر عريقات من أنه دون إتخاذ اللجنة الرباعية الدولية هذا الموقف "فإن المنطقة ستقع في مزيد من الإضطراب والفوضى وسفك الدماء". وستجتمع اللجنة الرباعية الدولية في ميونيخ على المستوى الوزاري بمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف والمسؤولة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون والمبعوث الخاص للجنة الرباعية توني بلير. من جهته دعا ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الى ضرورة تكثيف الجانب الفلسطيني اتصالاته مع أطراف اللجنة الرباعية من أجل حثهم على اتخاذ "موقف جدي" حيال استمرار تعثر عملية السلام في المنطقة. وقال عبد ربه " نأمل في أن يكون لدى أطراف اللجنة الرباعية توجهات مشتركة وحازمة خاصة فيما يتعلق بوقف الاستيطان الإسرائيلي وفيما يتعلق بالاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967". وقد شهد المسعى الفلسطيني الاخير (المتمثل في الإعتراف بالدولة الفلسطينية) منذ ديسمبر الماضي إنتشارا واسعا سيما في دول أمريكا اللاتينية أين أعلنت عديد منها إعترافها بفلسطين كدولة ذات سيادة كاملة على حدود 1967 كالتشيلي والأكوادور وبوليفيا والبرازيل والأرجنتين و البيرو. إضافة إلى اعتراف أكثر من 100 دولة أخرى بالدولة الفلسطينية إثر إعلان الاستقلال بالجزائر عام 1988. ولوح الفلسطينيون بانتهاج خيارات وبدائل عن مفاوضات السلام مع الاسرائيليين بعد توقفها بسبب الخلاف على البناء الاستيطاني أبرزها التوجه للمؤسسات الدولية لطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967. وقررت السلطة الفلسطينية تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي بدعم عربي ينص على عدم شرعية وقانونية الاستيطان الإسرائيلي ويطالب بوقفه بشكل فوري الأمر الذي تعارضه إسرائيل بشدة. وكان الفلسطينيون قد أرجؤوا تقديم مشروع القرار الى مجلس الأمن بإنتظار إجتماع اللجنة الرباعية. كما حذر الفلسطينيون الولاياتالمتحدة من استخدام حق النقض "الفيتو" في مجلس الامن ضد هذا المشروع. مبرزين أن واشنطن فشلت في وقف مؤقت للاستيطان وبالتالي قررت السلطة الفلسطينية اللجوء الى المجتمع الدولي. وإنتقد الامين العام الاممي بان كي مون بشدة الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة داعيا اسرائيل الى تجميده ومؤكدا حق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة. وطالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تستضيف بلادها اجتماع الرباعية بإيقاق الاستيطان لكونه مخالفا لخارطة الطريق ومهما للعودة إلى المفاوضات المباشرة بين الإسرائيلين والفلسطينيين.وأضافت أن موقفها واضح وهو إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل مشددة على ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات. وتخلت واشنطن شهر ديسمبر الماضي عن مطلبها بتجميد البناء الاستيطاني الإسرائيلي لاستئناف محادثات السلام المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بعد أن كانت عرضت حوافز سياسية وأمنية على إسرائيل للقبول بذلك.