توفي امس الأحد، بوهران،غرب الجزائر، أحد مفجري ثورة أول نوفمبر 1954 المظفرة،عن عمر يناهز 94 سنة . وذكرت عائلة الفقيد أن المجاهد أحمد بو شعيب قد توفي إثر مرض العضال ألزمه الفراش. كما أوضحت أن جثمان الفقيد سيوارى الثرى غدا الاثنين بمقبرة عين تيومشنت مسقط رأسه. اسمه الحقيقي، بلحاج بوشعيب، قبل أن يلقب إبان الثورة التحريرية ضد المستعمر الفرنسي، بسي أحمد. ولد في الثالث جويلية 1918 بعين تيموشنت غرب الجزائر العاصمة. و هو ابن البكر في عائلة من ثلاثة أبناء أخ و أختان. توقف عن الدراسة عام بعد حصوله على شهادة التعليم اللابتدائي من أجل مساعدة والد الذي كان يعمل جزارا و ذلك قبل أن يشتغل كساعي بريد مستخلف ببريد عين تيموشنت. في سنة 1937، يلتحق بحزب الشعب الجزائري، غير أنه لم يكن بوسعه القيام بأي نشاط بين سنتي 1938 و 1945 بسبب استدعائه لأداء الخدمة العسكرية بلوفان الفرنسية.هناك ارتبط بصداقة مع المطالبين بلاستقلال الذاتي لمقاطعة بريطانيا الفرنسية.سرح ثم أعيد تجنيده، إذ عان و قاسى من حرب لم تكن تعنيه. لقد أسره الألمان خلال الحرب العالمية الثانية ، قبل أن يهرب من السجن غير أنه أعيد للبلاد من قبل نظام فيشي المساند للأملنية النازية. شارك في نزول بسواحل بروفنس بفرنسا من أجل محاربة النازيين، إذ تحصل على وسام الحرب و بعد عودته إلى الجزائر وجد جميع جميع أصدقائه بالسجن عقب أحداث الثامن ماي 1945 بالشرق الجزائري و التي خلفت أكثر من 45 ألف قتيلا. كان حزب الشعب في حاجة إلى إعادة البناء فانهمك في العمل من خلال تشكيل فرقة كرة القدم و تجنيد الشبيبة كغطاء للمنظمة السرية خلال تأسيسها في فيفري 1947. تمكن من الوصول إلى المجلس البلدي لعين تيموشنت و لكنه تخلى بسرعة عن عهدته الانتخابية ليدخل في السرية. حيث ارسل من قبل المنظة السرية لتفقد الناحية الأكثر ملائمة في الجبال لتوطين المقاومة ضد المستعمر الفرنسي. لقد تم اختياره كمسؤول لقيادة عملية سطو على البريد المركزي بوهران في 6 أفريل 1949. ثم الهجوم على شركة كهرباء و غاز الجزائر. بعد تفكيك المنظة الخاصة، اشتد الخلاف بين أنصار التعايش مع المستعمرين، مؤيدي الانتخابات و المختفين الجاري البحث عنهم من قبل الشرطة الاستعمارية. إذ نشب خلاف على المشروعية راح يمزق الحزب بين المصاليين و المركزيين. لقد شعر أعضاء المنظمة الخاصة أنهم غير معنيين بأية علاقة بالحزب و تم تأسيس لجنة 22 التي شارك فيها بلحاج بوشعيب. حيث قررت اللجنة 22 بإشعال فتيل الثورة المظفرة ضد أحد أقوى العساكر في العالم. و في سبتمبر 1955، قبض عليه عندما كان في طريقفه لملاقاة سويداني بوجمعة بالشبلي قرب من بوفاريك و لم يفرج عنه إلا غداة استقلال الجزائر في 5 جويلية 1962. واصل نشاطه السياسي غير أنه عاد إلى مسرح الأحداث عقب اغتيال الرئيس محمد بوضياف في سنة 1992، حيث ترأس لجنة التحقيق.