تزامنا مع بداية قطف أولى ثمار الإصلاحات السياسية التي بادر إليها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ،لتعزيز دولة المؤسسات،تخرج بين الفينة والأخرى اصواتا نشاز،مازالت تتغنى بشعارات جوفاء تهدف إلى الحفاظ على مصالح ضيقة ،وان كانت على حساب مصلحة البلد،ومستقبل أبنائه .شعارات كشف زيفها الحراك الشعبي والتطور الاجتماعي للجزائريين،لتؤكدانها بعيدة عن طموحات المجتمع بمختلف مكوناته سيما الشباب . و إيمانا منا بحقيقة راسخة لا يمكن القفز عليها وهي زمن المجازفة بمصير البلاد قد ولى إلى غير رجعة ،وان ساعة التاريخ دقت مع خمسينية استرجاع السيادة الوطنية ،و لآن يستخلف الشباب جيلا قاد الأمة لأكثر من نصف قرن ،لقد أكدت المتغيرات الجيوسياسية أن المستقبل للكفاءات والنخب الشابة ،وهي حقيقة لا مفر منها. و حرصا على قيمة العمل السياسي والنضال الحزبي النزيه،فاني أعلن للرأي العام الوطني ،ومن خلاله إلى كل المخلصين من أبناء هذا الوطن من مجاهدين ووطنيين،أنني لم أفكر يوما في تبوأ منصب نيابي أو تنفيذي على حساب مبادئي وإخلاصي للوطن أنني أفند قطعا ما ذهبت إليه بعض الدوائر الحزبية من إنني متصدر قائمة الحركة الشعبية الجزائرية للاستحقاق النيابي المقبل ،لإقليم ولاية الشلف المجاهدة. 1- إني اعتذر لأبناء الحركة الشعبية الجزائرية وسكان ولاية الشلف عن عدم ترشحي وهذا ليس تهربا من تحمل الأعباء ،و لكن كقناعة أن الوقت حان لجيلي أن يترك تسيير وقيادة مستقبل البلاد لأبنائه من الشباب المخلصين،و هذا ليس للمتاجرة ولكن حقيقة و مبدأ نؤمن به في حركتنا. أن عدم مشاركتي في السباق نحو البرلمان،لا يعني التخلي عن خدمة بلدي،فسأبقى وفيا لبلدي كما كنت دائما وفي خدمة مؤسسات الجمهورية. لقد كنت من المؤسسين الأوائل للتجمع الوطني الديمقراطي ، الذي ساهم أبناؤه المخلصون برفقة مكونات المجتمع في إعادة بناء مؤسسات الدولة بعد عشرية دامية،ان استقالتي من هذا الحزب تحققت عن قناعة بعد تلك الانحرافات المسجلة في مسار الحزب خصوصا بعد مؤتمر 2008.لقد كان لزاما علي أن انسحب واستقيل نهائيا من عضوية المكتب الوطني للتجمع الوطني الديمقراطي بعد 13 عاما من العطاء و النضال. 2- أن الإصلاحات السياسية الجارية فتحت أبوابا أغلقتها ديكتاتورية الأفكار الضيقة و المرجعيات البالية ،أمام العديد من الكفاءات و الطاقات الشبانية ،و مع أنني لست من أنصار التجوال الحزبي ،إلا أن الواجب دفعني إلى الانضمام إلى الحركة الشعبية الجزائرية للمساهمة أكثر في استكمال البناء الديمقراطي للبلاد ،بعيدا عن الشعبوية و المتاجرة بثوابت الأمة وقيم الثورة وخطابات الديمقراطية المزيفة ،و التي لم يجني منها الشعب سوى اليأس من المستقبل.الذي لا مفر من أن يعيد شباب الجزائر بناؤه. و عليه فأنني أجدد ندائي للشعب الجزائري خصوصا الشباب ،بأهمية المشاركة في الاستحقاق المقبل و اختيار النخب و الطاقات الشبانية المخلصة،بعيدا عن الحسابات الضيقة التي قد تزيد الوضع تعقيدا و تؤخر انطلاق القاطرة نحو المستقبل.