افتتح قادة الدول الغنية والناشئة الاعضاء فى مجموعة العشرين ظهر امس الاثنين بالتوقيت المحلى قمتهم السابعة فى مدينة لوسكابوس بشمال غرب المكسيك والتى ستتناول بالخصوص اثار ازمة الديون الاوروبية على النمو العالمى. واعلنت مجموعة بريكس"البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا"قبيل افتتاح القمة انها اتفقت على زيادة مساهمتها فى موارد صندوق النقد الدولى لكنها طرحت شرطين لتنفيذ ذلك هما ان يكون الصندوق بحاجة الى المال وان يكون اجرى اصلاحا لحقوق التصويت العائدة للدول الناشئة . و تعهدت الدول الغنية والناشئة العشرين فى نهاية افريل فى واشنطن بزيادة الموارد المالية للصندوق باكثر من 430 مليار دولار. و تعقد هذه القمة في ظروف صعبة حيث عادت الاسواق المالية الى التشاؤم مستهدفة اسبانيا بعدما سجلت ارتياحا عابرا نتيجة فوز اليمين في الانتخابات التشريعية اليونانية ما ينبئ تشكيل ائتلاف حكومي مؤيد لليورو في هذا البلد. و ازاء"عودة التوتر الى الاسواق" يؤكد قادة دول مجموعة اليورو الاعضاء في مجموعة العشرين استعدادهم لاتخاذ "كل الاجراءات الضرورية للحفاظ على سلامة واستقرار" منطقتهم، وفق مشروع البيان الختامي لقمة مجموعة العشرين الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة عنه الاثنين. و تعهد قادة مجموعة الدول الغنية والناشئة التي تمثل حوالى 90% من اجمالي الناتج الداخلي العالمي "باتخاذ الاجراءات الضرورية لتعزيز النمو العالمي وترميم الثقة"، بحسب ما ورد في النص. غير ان دولا عديدة لم تقتنع بالموقف الاوروبي وابدت خيبة املها منتقدة غياب الطموح لدى الاوروبيين. واعرب قادة الدول الناشئة من مجموعة بريكس (البرازيل و روسيا والهند والصين وجنوب افريقيا) تحديدا عن "اسفهم لعدم اتخاذ تدابير ملموسة"تخفف من حدة ازمة الديون في منطقة اليورو، على ما اعلن متحدث باسم الرئاسة الروسية. لكن رئيس الاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومبوي اكد ان مجموعة العشرين ستدعم وستشجع جهود الاوروبيين، في نص البيان الختامي الذي يصدر اليوم الثلاثاء. ويخضع القادة الاوروبيون لضغوط شركائهم وحضتهم واشنطن مرارا على بذل المزيد للخروج من الازمة خشية ان تنعكس على النمو الهش في الولاياتالمتحدة في وقت يخوض الرئيس باراك اوباما حملة انتخابية للفوز بولاية رئاسية جديدة في نوفمبر. و وصف اوباما الجهود الاوروبية بانها "مشجعة" عقب لقاء الاثنين مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل، وفق ما اعلن المتحدث باسم البيت الابيض. و الغي لقاء كان مقررا مساء الاثنين بين اوباما والقادة الاوروبيين في مجموعة العشرين بعد حفل العشاء وفق ما اعلن مسؤول في البيت الابيض مشيرا الى ان "مادبة العشاء انتهت في وقت متاخر" واوضح انه "قد يتسنى للرئيس عقد لقاءات اخرى على هامش القمة" اليوم الثلاثاء. قادة منطقة اليورو يرفضون تحمل مسؤولية ركود الاقتصاد العالمي..وحدهم اعلن رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو امام الصحافيين "بصراحة، لسنا هنا لتلقي دروس في الديموقراطية او في كيفية ادارة الاقتصاد"،وقال "ليست جميع دول مجموعة العشرين ديموقراطيات" مضيفا- رئيس الاتحاد الاوروبي هرمان فان رومبوي - "لسنا المسؤولين الوحيدين عن المشكلات الاقتصادية الحالية في العالم". و تعتبر الدول الناشئة صراحة انه يعود للاوروبيين بالمقام الاول تسوية مشكلاتهم واذ وافقت على الاعلان اخيرا عن قيمة المبالغ التي تعتزم منحها لصندوق النقد الدولي لزيادة موارده، الا انها حددت شروطا لذلك. يذكر ان مجموعة العشرين تاسست فى نهاية تسعينيات القرن الماضى اثر الازمات الاقتصادية التى اندلعت على التوالى فى اسيا وروسيا وامريكا اللاتينية وتضم كبرى الدول الصناعية والناشئة فى العالم. و اعضاء مجموعة العشرين هم دول مجموعة الثمانى التى تضم الدول الصناعية الكبرى"روسيا والمانيا وكندا والولاياتالمتحدة وفرنسا وايطاليا واليابان و بريطانيا"اضافة الى 11 دولة ناشئة هى"جنوب افريقيا والمملكة العربية السعودية والارجنتين واستراليا والبرازيل والصين وكوريا الجنوبية والهند واندونيسيا و المكسيك وتركيا ويحتل الاتحاد الاوروبى الموقع العشرين. و يشارك فى اشغال المجموعة صندوق النقد الدولى والبنك الدولى كما تدعى اسبانيا وهولندا بانتظام الى اجتماعاتها.