شهدت الجزائر مؤخرا عودة لوباء الحمى القلاعية الذي أصاب الأبقار والمواشي ما دفع بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية إلي تسطير برنامج وقائي وإطلاق حملة تلقيح من اجل تحصين باقي رؤوس الماضية من انتقال العدوى خاصة مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، خاصة أن عدد الحالات لم تتجاوز 178حالة عبر عدد من مناطق الوطن، إلا أن الأمر يستلزم اتخاذ إجراءات وقائية وعدة طرق يلزم مربي المواشي بإتباعها لتجنب نقل العدوى حسب مختصين. وتعتبر الحمى القلاعية مرض وبائي حاد وشديد الانتشار يصيب الحيوانات ذات الحوافر كالأبقار والماعز والأغنام ويعتبر من اخطر الأمراض التي تصيب هذه الحيوانات، وتكمن خطورته في سرعة انتشاره، ما يستلزم اتخاذ الاحتياطات الصارمة والسريعة كون انتشار المرض يتسبب في خسائر كبيرة تصيب الثروة الحيوانية. هذه الحالات المشتبه في إصابتها بالمرض تظهر أعراض الحمى القلاعية على الماشية من خلال ظهور بثور على اللسان واللثة وتزداد في العدد والحجم وهى تحتوى على سائل مصفر شفاف يتحول تدريجيا في بعض الأحيان إلى صديد سائل مكونا حويصلات صديدية، تلتحم بعض البثور أو الحويصلات مع بعضها مكونة طبقة منفصلة فوق اللسان تتجمع في هذه الطبقة سوائل شفافة أو ربما صديد وتكون هذه الحويصلات مؤلمة للغاية للحيوان تؤدى إلى توقفه التام عن التغذية وإفرازه اللعاب باستمرار وقد يصل للأرض . وفى اليوم الرابع أو الخامس تتفتح تلك الحويصلات تاركة مكانها تقرحات على الفم واللثة واللسان، ترتفع درجة حرارة الحيوان المصاب وقد تصل إلى 41-42م◦خاصة في حالة حدوث العدوى الثانوية وبعد اليوم الخامس تفتح تلك الحويصلات ويحاول الحيوان أن يتناول البعض من غذائه بصعوبة وألم بالعين ومن ثم يبدأ ظهور الحويصلات الجديدة على الأقدام في اليوم الخامس إلى السابع كما تبدأ تلك الحويصلات في الظهور على الضرع والحلمات ويكون المشي مؤلما جدا وكذلك عملية الحليب ويظهر العرج على الحيوانات بل أنة يحدث خلع لبعض الحواجز فيرقد الحيوان ولا يستطيع الوقوف وبعض الحيوانات الحلابة تتوقف عن الحلب، يحدث تبديلا للحويصلات الموجودة على الضرع والحلمات في اليوم العاشر تاركة مكانها تقرحات مؤلمة وبعد اليوم العاشر تزول التقرحات الموجودة على الضرع والحلمات وبعد حوالي أسبوعين تظهر حالات التهاب ضرع بكتيري قوى نتيجة حدوث عدوى ثانوية ويحدث داخل الضرع صديد ذو رائحة كريهة. ستة طرق لمنع انتقال المرض بين الماشية وعن طرق احتواء وباء الحمى القلاعية يشدد على المربين إتباع الخطوات الوقائية عند الاشتباه بوجود المرض حتى يتم احتوائه بشكل سريع ومنع انتقال العدوى إلى باقي المواشي وينصح المختصون في الطب البيطري بضرورة استدعاء الطبيب البيطري بمجرد الاشتباه في إصابة بمرض الحمى القلاعية وفي حال إثبات حدوث الإصابة، يشير المختصين إلى ضرورة عزل الحيوانات المصابة باعتبار أن العدوى تنتقل عن طريق مخالطة الحيوانات السليمة لحيوانات مصابة أو عن طريق اللعاب أو الحليب أو البراز أو البول أو السائل المنوي من الحيوانات المصابة إلى الحيوانات السليمة وكذلك عن طريق الجهاز التنفسي عند استنشاق الحيوانات السليمة لهواء ملوث من حيوانات مصابة حيث أن الهواء ينقل العدوى لمسافات قصيرة أو طويلة تبعا للظروف الحيوية. كما شدد المختصين في الطب البيطري في حديث ل السياسي على ضرورة حرق الحيوانات النافقة ودفنها في حفرة عميقة باعتبار أن الفيروس يبقى لمدة طويلة في الحيوانات النافقة، مع ضرورة إتلاف جميع العوامل التي تساعد على نشر المرض مع تنظيف وتطهير المباني والأدوات والتأكد من وجود مطهرات قوية أمام الحظائر وأيضا إزالة الأوساخ والروث والمخلفات وحرقها أو دفنها وينصح أيضا بعدم ترحيل الحيوانات المصابة من مزرعة إلى أخرى أو حتى تسويقها حتى يتم شفائها، كما يجب على العاملين في تربية المواشي النظافة التامة أثناء العمل وعدم التنقل إلى أماكن أخرى، مع ضرورة مكافحة الذباب والقوارض والحشرات لكونها ناقلة للعدوى . بوعزقي يطمئن المواطنين بعدم تأثير الحمى القلاعية على الأضاحي وفي السياق، كشف وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري عبد القادر بوعزقي، أمس، أن عدد الإصابات بمرض الحمى القلاعية لم يتجاوز 178 حالة تم تسجيلها على مستوى عشر ولايات عبر الوطن وكشف بوعزقي خلال زيارة ميدانية قادته إلى مشاريع قطاعه بالعاصمة، أن اللقاح المستورد في طريقه إلى الجزائر لتنطلق عملية تلقيح كل الأبقار المتواجدة على المستوى الوطني، بالمقابل أعلن المتحدث منع استيراد البقر من اجل تجنب نقل العدوى. وقال الوزير الذي كان مرفوقا بوالي العاصمة إن الحمى القلاعية لن تؤثر في أضاحي العيد التي تم ترك نقاط بيعها في يد الولاة من أجل تحديدها، مشيرا إلى أن مصالحه تعكف على مراقبة تنقل الأبقار من ولاية إلى أخرى من أجل عدم السماح بتنقل الوباء، مؤكدا وجود متابعة يومية من طرفهم.