تعيش ولايتا تيزي وزو وبجاية، منذ الأسبوع الأخير، حالة من الخوف والهلع على خلفية اكتشاف ست حالات مؤكدة للإصابة بالحمى القلاعية، ما أدى إلى التخلص من أزيد من 100 رأس بقر منذ ظهور الوباء الذي انتقل من تونس ليظهر بولاية سطيف كإجراء وقائي نفذته مصالح مفتشية البيطرية لتفادي نقل العدوى الى المناطق الاخرى، لاسيما الشرقية منها وأجزاء من بوزڤان وعزازڤة الحدودية لبجاية، مرورا بإيعكوران التي تعيش هي الأخرى حالة استنفار قصوى. وقد تم اصدار تعليمة عاجلة من طرف والي بجاية وتيزي وزو تنص على ضرورة التعجيل في غلق جميع أسواق الماشية وفرض حظر التنقل للماشية والأبقار بين المناطق والولايات. وحسب ما كشفت عنه مصادر مسؤولة من مفتشية البيطيرية ل”الفجر”، فإن الحالات المؤكدة بولاية بجاية تم اكتشافها في كل من مناطق بوليمات بوخليفة ودرقينة، إلى جانب ضبط حالات أخرى مشبوهة في مناطق الصدوق فناية مع تاوريرث إيغيل بوادي الصومام المعروف بشساعة أراضيه الرعوية التي يقصدها كثيرا مربو الأبقار والماشية، مضيفة أنه تم الشروع في إجراء خرجات ميدانية للمناطق المشتبه فيها لظهور الحمى القلاعية، خاصة وان الحالات المؤكدة تم جلبها من ولاية سطيف، أين تم اقتناء عدد من الماشية تبين انها مصابة بهذا الوباء دون أن يتم التفطن لحالتها الصحية العامة، ليتم عرضها من طرف المربيين في سوق بيع المواشي بسيدي عيش الذي يجري حاليا تطهيره بغية إبعاد شبح الحمى القلاعية، والذي أصدر أمرا بغلقه بصفة مؤقتة من طرف والي بجاية. كما أقدم بدوره والي تيزي وزو، عبد القادر بوعزغي، على إصدار تعليمة تجبر المصالح المختلفة بضرورة غلق جميع اسواق الماشية عبر إقليم الولاية خصوصا بعد ظهور عدة حالات في 11 بلدية منها بوغني وايمسوحال، إلى جانب تيزي راشد، فريحة، عزازڤة واغريب بالجهة الساحلية مع ماكودة ومقر الولاية تيزي وزو، حيث اشتكى الفلاحون من ظهور أزيد من 100 حالة أخرى مشتبه فيها، مع حالات مؤكدة تم التخلص منها عن طريق الحرق ودفن أجزاء من الحيوان المصاب، إلى جانب ظهور الحمى القلاعية أيضا بمناطق ايمسوحال الجبلية الواقعة على محاذاة الطريق الوطني رقم 15باتجاه ولاية البويرة مرورا بمرتفعات عين الحمام. وكانت مصالح الفلاحة والمفتشية البيطرية للولايتين تنتظر وصول حصة من اللقاح الذي يتم جلبه من الخارج تقرر منحها من طرف وزارة الفلاحة، بغية مواجهة الحالات المشتبه فيها، كما تم اتخاذ تدابير استعجالية وأخرى احترازية لتطويق زحف الحمى القلاعية من خلال تنصيب فرق من البياطرة لمراقبة الأماكن المشتبه فيها، وتنصيب فرق على حدود سطيفوبجاية وصولا لحدود تيزي وزو لمنع تنقل الحيوانات وخوفا من زحفه نحو المواطنين، لاسيما أن فترة حضانة المرض تتراوح بين 2-7 أيام، كما ترتفع درجة حرارة الحيوان ويتكاثر الفيروس بسرعة كبيرة فى الدم (Viraemia) وبعد ذلك تظهر حويصلات مليئة بسائل شفاف داخل الفم وبخاصة الغشاء الطلائى للسان وفى شق الأظلاف وعلى حلمات الضرع، ثم يزداد إفراز اللعاب وسيولته وعندما تنفجر الحويصلات، لتترك منطقة قابلة للعدوى بالبكتيريا، حيث تلتهب وتتعفن، وهذه الأنسجة الملتهبة في الفم تمنع الحيوان من الأكل، وعند إصابة القدم تمنعه من الحركة ويقل إنتاج اللبن. كما أكد عدد من البياطرة أن المرض يكون في قمته في الحيوانات التي تعتمد على الرعي في حياتها، فهي تفقد القدرة على الحركة كما تفقد القدرة على الأكل فيقل وزنها. وفى الصغار تزيد نسبة الوفاة عن 50بالمائة، أما لدى الكبار فالمرض غير قاتل ونسبة الوفاة تصل إلى 5 بالمائة. ومن الآثار السيئة لهذا المرضى على الحيوان المصاب الإجهاض، العقم وضعف في المواليد ونقص إنتاج اللبن لفترة طويلة تصل إلى 6 أشهر أو أكثر، لكن الإجراء الوقائي الأكثر نجاعة يكن في التخلص والقضاء على الحيوان المشتبه فيه.