يعد مرض الحمى القلاعية هو أحد الأمراض الفيروسية التي تصيب الحيوانات مثل الأبقار والأغنام والغزلان والجاموس، وإذا كانت أكثر الحيوانات عرضة للإصابة هي الأبقار، فالجمال لا تصاب بالمرض وقد بدأ ظهور المرض فى إيطاليا عام 1514م، والذي تتم الوقاية والتخلص منه في حالة الإصابات، حسب مختصين في المجال بواسطة الذبح مع تطهير الحظائر والتخلص من الجثث بحرقها أو دفنها عند الإصابة، وبتحصين الحيوانات بواسطة اللقاح المضاد للمرض. تسجيل حالات المرض في سبع ولايات من الوطن أكدت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية أن مرض الحمى القلاعية الذي يصيب الأبقار مس سبع ولايات عبر الوطن وهي ولايات كل من سطيف والبويرة وقسنطينة وباتنة والمدية وبجاية والعاصمة التي سجلت بها صباح أمس عدة حالات على مستوى مزارع بزرالدة وبوشاوي، حيث تم ذبح 18 بقرة بالشراقة وزرالدة كإجراء لمنع انتشار العدوى، وتم أيضا ذبح 150 بقرة مصرح بمرضها على مستوى الولايات التي سجلت بها حالات للمرض. وزارة الفلاحة توفر 35 ألف لقاح وقائي من المرض هذا ووفرت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية 35 ألف لقاح مخزن يتم توزيعه على بؤر المرض والمناطق المجاورة لها في وقت ينتظر دخول 900 ألف لقاح يوم 9 أوت الجاري، محذرة المربيين من تجنب حيوانات جديدة إلى مستثمراتهم، داعية إياهم إلى نثر الجير بصفة دورية حولها وفي المداخل مع التصريح في حالة الشك بوجود إصابة لدى طبيب بيطري وعزل الحالات المشتبه بإصابتها، كما تم أيضا تجنيد ما يقارب 10.000 بيطري في إطار حملة مراقبة لاتخاذ الإجراءات الضرورية كتطهير وتعقيم بؤر الإصابة وتلقيح الأبقار والقضاء على الحالات المؤكدة بالذبح. ارتفاع حرارة الحيوانات من أعراض المرض كما يلاحظ حسب مختصين في المجال ارتفاع درجة حرارة الحيوان التي تؤدي إلى تكاثر الفيروس بسرعة كبيرة في الدم، وبعد ذلك تظهر حويصلات مليئة بسائل شفاف داخل الفم وبخاصة الغشاء الطلائى للسان وعلى حلمات الضرع، ثم يزداد إفراز اللعاب وسيولته، وعندما تنفجر الحويصلات تترك منطقة قابلة للعدوى بالبكتيريا، حيث تلتهب وتتعفن وهذه الأنسجة الملتهبة في الفم تمنع الحيوان من الأكل وعند وجودها فى القدم تمنعه من الحركة كما يقل إنتاج اللبن. كما أن المرض يكون فى قمته في الحيوانات التى تعتمد على الرعي فى حياتها فهي تفقد القدرة على الحركة، كما تفقد القدرة على الأكل فيقل وزنها، وفى الصغار تزيد نسبة الوفاة عن 50 % أما فى الكبار فالمرض غير قاتل ونسبة الوفاة تصل إلى 5 %، ومن الآثار السيئة لهذا المرضى على الحيوان المصاب: الإجهاض، العقم وضعف فى المواليد ونقص إنتاج اللبن لفترة كبيرة تصل إلى ستة أشهر أو أكثر. الحمى القلاعية مرض خطير ومعدٍ يعتبر هذا المرض من أكثر الأمراض عدوى، حيث ينتقل من الحيوان المصاب إلى السليم عن طريق مباشر أو غير مباشر نتيجة الملامسة لمواد ملوثة بالفيروس مثل: اللعاب، اللبن، البراز، البول. كما ينتشر عن طريق الطيور والسيارات والآدميين علاوة عن انتقاله بواسطة الحيوانات الأليفة والبرية والتي تحمل الفيروس لمدة طويلة بعد شفائها، كما ينتقل عن طريق الرياح تحت الظروف الجوية الملائمة. حيث يرى خبراء أنه يمكن إرجاع سهولة انتشار فيروس الحمى القلاعية إلى ثلاثة عوامله مهمة هي مقاومة الفيروس القوية لكل اللقاحات وقابليته للتطاير بالإضافة إلى ازدياد عدد مزارع التربية وارتفاع الكثافة فيها، وسهولة حركة الحيوانات من مكان إلى آخر، وهذا كله يجعل مرض الحمى القلاعية ينتشر بشكل أسرع ويصيب حيوانات أكبر، حيث يستطيع الفيروس العيش بضعة أيام في الهواء الخارجي، ثم ينتقل من حيوان إلى آخر بالاحتكاك المباشر، أو عن طريق الهواء، أو أرجل الحيوانات الملوثة التي تضعها في الطين ، وأيضاً عن طريق الأحذية وتوجد عوامل بيئية واجتماعية واقتصادية أخرى تساعد على سرعة انتقال العدوى وعلى رأسها انتشار تربية الحيوانات على نطاق واسع وبشكل مكثف. التحصين النظامي أفضل وسيلة لتفادي إصابة الحيوان بالمرض تعتبر عملية تحصين الحيوانات من أهم الإجراءات الوقائية لتفادي إصابة الأبقار بمرضى الحمى القلاعية، حيث تكون عملية التحصين إجبارية وشهرية، ويعاد التحصين حسب ظروف الدولة كل 4 ، 6 ، أو 12 شهراً، وقد طبق هذا النظام في بلدان عدة من دول العالم التي يستوطن بها المرض مثل البرازيل وكينيا وأظهرت مراقبته نجاح استراتيجية التحكم في المرض أما ألمانيا وفرنسا التى كان مستوطناً بها المرض، فقد تبدلت الإصابات من إصابات مستوطنة إلى فردية بعد تطبيق التحصين النظامى، أما في حالات تواجد الإصابات في منطقة جغرافية محددة فيتم اتخاذ النوع الثاني من التحصين وهو التحصين الدائري ، حيث يتم التحصين على الحيوانات القابلة للعدوى حول المنطقة المصابة بالمرض ويبدأ التحصين من خارج نطاق الدائرة ثم يتجه إلى الداخل وذلك لخلق منطقة عازلة بين مكان الإصابة والأماكن السليمة الأخرى المحيطة بها تكون الحيوانات على درجة عالية من المناعة، كما يتم أيضا اتباع عملية التلقيح العازل يتبع هذا التحصين لتلقيح جميع الحيوانات القابلة للعدوى ضمن منطقة حاجزة لمنع انتشار المرض من مكان لآخر. وهناك إجراءات وقائية أخرى ينصح بها مختصون وخبراء من أجل مكافحة والسيطرة على المرض من خلال التشديد في عدم نقل الحيوانات المصابة وغيرها خارج المنطقة المصابة وعدم إدخال حيوانات جديدة على أي قطيع إلا بعد حجزها في محجر لمدة شهر وإعطاء اللقاح المناسب، وكذلك الالتزام بتعقيم الآليات ووسائل نقل الحيوانات في المزارع المصابة خاصة بعد نقل الحيوانات المصابة والحد من تنقل الناس من وإلى المزارع المصابة وإجراء التحصين المناسب عند ظهور المرض.