- قطارات كوراديا الجديدة تتعرض للتخريب - قطارات نقل البضائع لم تسلم من الظاهرة - ملايير تصرف لصيانة القطارات المتضررة تعرف ظاهرة رشق القطارات بالحجارة انتشارا واسعا في الجزائر، لتتخذ بذلك منحى تصاعديا في عدد القطارات التي تتعرض للتخريب عبر شبكات سكك الحديد الرابطة بين الولايات والتي تعترض طريقها الحجارة الطائشة على مستوى كل خطوط النقل، سواء تعلق الأمر بقطارات المسافرين أو نقل البضائع، في ظاهرة باتت تطرح الكثير من الأسئلة حول أسباب الاعتداء على القطارات وتعرضها للرشق بالحجارة، حيث تتكبد شركة السكك الحديدية خسائر كبيرة بسبب هذه الظاهرة التي باتت تعرف منحى خطيرا، وخاصة أن القطارات أصبحت عرضة للرشق بعد دخولها حيز الخدمة مباشرة. شباب ومراهقون يتربصون بالقطارات يوميا باتت شبكات السكك الحديدية بؤرة للرشق بالحجارة من طرف شباب ومراهقين، لترتبط الظاهرة بالقطارات والسكك الحديدية لتصبح جزءا من يوميات المتنقلين، بحيث باتت الممتلكات العمومية تحت رحمة راشقي القطارات الذين ينتظرون مرور القطار ليقوموا بفعلتهم المتمثلة في رمي الحجارة على نوافذ القطارات الزجاجية التي تتسبب في تحطيمها وتكسيرها دون وجه حق، ويختار هؤلاء التوقيت المناسب لممارسة هذا الفعل الرامي للتخريب وانتهاك الممتلكات العامة والتي استبيحت من طرف بعض الأشخاص ليصبح نشاطهم اليومي هو ترقب عبور القطار لرشقه وتحطيم نوافذه والتسبب له في الخسائر بتحطيمهم لأكبر قدر من زجاج نوافذه وجوانبه، بحيث يترقب وينتظر هؤلاء هذه القطارات بفارغ الصبر لإطلاق العنان لأنفسهم في رشقها، إذ لا يدخرون أدنى جهد للقيام بذلك. مسافرون تحت رحمة أصحاب الحجارة لا يقتصر تهديد راشقي القطارات على القطارات في حد ذاتها بغض النظر عما يسببه من خسائر معتبرة، بل يمتد إلى تهديد الحجارة الناتجة عن الرشق إلى الأشخاص المسافرين، بحيث يمثل لهم الأمر تهديدا مباشرا أيضا لتخوفهم من اختراق الحجارة نوافذ القطار الزجاجية وإصابتهم، بحيث طالما تعرض الكثيرون للأمر عبر خطوط السكك الحديدية لدى تنقلهم ليفاجئوا بالحجارة تنهمر نحوهم من خلال النوافذ الزجاجية، وهو الأمر الذي جعل البعض حذرين ومتخوفين من الأمر لدى تنقلهم، إذ يترقب الكثيرون رشقا بالحجارة في أي لحظة لدى تنقلهم عبر القطار، ليصبح الأمر الشغل الشاغل للمسافرين من مستعملي القطارات، وذلك لتفكيرهم وتخوفهم من التعرض للرشق وإصابتهم بإصابات بالغة نتيجة القصف الذي قد يحدث في أي وقت. قطار كوراديا الجديد يتعرض للتخريب أياما بعد إطلاق خدماته تعرض القطار السريع كوراديا للرشق بالحجارة عبر رحلة الذهاب من الجزائر العاصمة إلى وهران، أتلفت خلال العملية 40 نافذة من بين 90 نافذة تتوفر به، كانت آخرها حادثة رشق مخرج النجدة الذي تكسر تماما وهو ما تسبب في خسائر مادية باهظة للشركة التي تسجل سنويا تضاعفا في عدد هذه الحالات ما حولها لمشكل حقيقي للشركة لاسيما وأن تكلفة تجديد نافذة واحدة تقدر ب19 مليون سنتيم زيادة على تكاليف الصيانة بالورشات فيما يكلف تجديد نافذة قطار عادي 56 ألف دج. من جهة أخرى، فإن المديرية الجهوية للنقل بالسكك الحديدية بوهران، ومن خلال تقرير أجرته حول عمليات التخريب هذه، تأكد تسجيل زيادة في عدد الحالات سنويا والتي تسجلها مختلف القطارات بما فيها كوراديا وقطارات الخطوط الكبرى والضواحي حيث كانت تقدر سنة 2016 ب64 حادثا، لتصل سنة 2017 إلى 78 حادثا، فيما بلغ عدد الحالات منذ بداية السنة الحالية وخلال ثلاثة أشهر فقط، 27 حالة، آخرها حادثة القطار الجديد التي كانت خطيرة كونها وقعت لنافذة مخرج النجدة المصنوعة بزجاج أقل صلابة من بقية النوافذ الأخرى العادية وذلك للتمكن من تكسيرها في حالة خطر وهو ما تسبب في إتلافها كليا، ولحسن الحظ، لم يصب الركاب، فيما أكد دياب مراد، المدير الجهوي للمؤسسة في تصريح سابق لوسائل الإعلام، بأن أغلب حالات الرشق، وإن كانت لا تتسبب في إصابة المسافرين، كون النوافذ مؤمنة ومزدوجة الزجاج، غير أنها تتكسر كما أن الركاب يصابون بالفزع وفي الكثير من الحالات تقع حالات إغماء. من جهة أخرى، فإن أغلب حالات الرشق بالحجارة تقع ببعض الأحياء الفوضوية التي سجلت بها الكثير من هذه الحوادث وذلك بكل من ولايتي غليزان وسيدي بلعباس حيث تعتبر هاتين المنطقتين الأكثر تسجيلا لحوادث الرشق التي تتسبب أيضا في تقليص سرعة سير مختلف القطارات بما في ذلك السريعة وقطار كوراديا الذي يجري رحلاته أحيانا خلال مدة تتجاوز الأربع ساعات بسبب مثل هذه الحوادث التي تضطر السائق لتخفيض السرعة كون الرشق تزيد قوته مع السرعة الكبيرة للقطار زيادة على حالات أخرى لتمرير قطعان الأغنام وجلوس سكان هذه الأحياء بالسكة وغيرها وكذا رداءة السكة الحديدية الخاضعة للتهيئة في انتظار إتمامها. التخريب يطال قطار كوراديا بورڤلة لم تدم فرحة سكان الجنوب، وعلى وجه الخصوص بولاية ورڤلة بالقطار السريع كوراديا طويلا، حتى مسه التخريب في أول رحلة له، رغم حفاوة الاستقبال من طرف الورڤليين حيث تعرض هذا الأخير للتخريب عن طريق رشقه بالحجارة، مما ألحق أضرارا في هيكله الخارجي، لا سيما الزجاج الذي تحطم، وللإشارة، فإن الخسائر التي لحقت بالقطار أجبرته على التوقف عن الخدمة لمدة أسبوع من أجل الصيانة وإعادة إصلاحه، ومن جهتهم، عبر الكثيرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن سخطهم وأسفهم الشديد لما لحق بضرر عبر هذا القطار، وخاصة ان سكان الجنوب طالما انتظروه بفارغ الصبر ليكون مصيره كمصير غيره من القطارات التي لحقت بها أضرار وخسائر مادية معتبرة جراء ظاهرة الرشق التي تتربص بالقطارات عبر ربوع الوطن. القطار الكهربائي الثنية - العاصمة يرشق بالحجارة يوميا ويتعرض قطار الثنية بصفة شبه يومية للرشق بالحجارة، لتلتصق الظاهرة عبر هذا الخط، بحيث طالما كانت القطارات التي تعبر عبر الثنية باتجاه العاصمة أو العكس، عرضة للرشق بالحجارة من طرف الشباب والمراهقين والأطفال أيضا، إذ اتخذ هؤلاء من رشق القطارات عادة ترافقهم في يومياتهم، بحيث أنه ما إن يمر القطار، حتى يتهاطل عليه وابل من الحجارة الناتجة عن الرشق من طرف الشباب والمراهقين وفي صور همجية لما يفعله هؤلاء من عبث باستمتاعهم بتحطيم نوافذ القطارات وتخريبها امتدادا إلى تهديد المسافرين بإصاباتهم جراء الحجارة الكبيرة التي يقومون برشقها، وهو ما بات يخشاه المتنقلون عبر السكك بحيث يتوقعون يوميا تعرض القطار الذي يركبونه للرشق من طرف العصابات التي تفرغت لمثل هذه الأعمال غير المعقولة وجعلت منها روتينا يمارس في حق القطارات بدون دوافع أو أسباب. ويروي سكان حي البرقوقة المتمثل في الشاليهات المطلة على خط سكة الحديد للقطار القادم من العاصمة نحو الثنية كيف باتت هذه السكة عنوانا للهمجية، ليطلعنا رشيد، أحد ساكني الحي، بأنه يشاهد يوميا كيف يتربص المراهقون والشباب بالقطارات العابرة للسكة، ليضيف بأنه ما إن يسمع صوت مرور القطار، حتى يتوافد عليه الشباب مدججين بالحجارة للقيام بالرشق لغاية تحطيم الزجاج، وقد نجمت عن ظاهرة رشق قطار العاصمة - الثنية عدة إصابات وجروح بليغة في أوساط المسافرين، وهو ما أطلعتنا عليه لويزة، شاهدة عيان من المنطقة، لتقول بأنها طالما شاهدت إصابات في أوساط المسافرين المتنقلين عبر هذا الخط، لتضيف بأن أبناء الحي لا يترددون في رشق القطارات كلما مرت عبر هذه السكة. خط العفرون - العاصمة يقع في مصيدة الحجارة ومن الخطوط الشرقية للسكك الحديدية إلى الخطوط الغربية للوطن، بحيث يشهد القطار الكهربائي الرابط بين الجزائر العاصمة والعفرون ذات الظاهرة المتمثلة في الرشق بالحجارة، إذ طالما كانت القطارات المتنقلة عبر هذا الخط عرضة للرشق من طرف الأطفال والمراهقين الذين وجدوا ضالتهم في الأمر ليتربصوا بالقطارات التي تمر عبر السكة للمباشرة في رشقها مركزين على النوافذ والجوانب، ومركزين أيضا على مشاهدة حجارتهم تخترق هذه الأخيرة، فهمهم الوحيد هو مشاهدة الحجارة قد بلغت ذروتها باختراقها نوافذ وزجاج القطار وذلك بقذفهم القوي نحوها والذي ينتهي بتحطيم الزجاج وإصابته بالتلف، ولطالما مثل خط العفرون - العاصمة نقطة سوداء بالنسبة للمسافرين الذين يتخذونه كمنطقة عبور لهم بتنقلهم اليومي عبره، بحيث يترقبون وينتظرون دوما تعرضهم للرشق بالحجارة من طرف المراهقين والأطفال، وباعتبار أن قطار البليدة - العفرون يمر عبر مناطق منعزلة نوعا ما، فإن هؤلاء وجدوا ضالتهم للانفراد بالأماكن المنعزلة وانتظار القطار لأجل رشقه فحسب، إذ وبمجرد مروره، يتوافد الشباب والمراهقون باتجاهه لأجل إمطاره بالحجارة المتتالية التي تتسبب في خسائر له، ويتجند هؤلاء لتنفيذ العملية بالحجارة قبل مرور القطار ويترصدون توقيت مروره أو سماع الصافرات المنبعثة منه ليتجه هؤلاء مباشرة إليه والقيام برشقه دون هوادة، ليصبح الأمر وكأنه عادة لا بد من القيام بها من قبل بعض المراهقين والشباب والأطفال، لنجدهم مصطفين في انتظار مرور قطار لأجل رشقه والتسبب في الخسائر له وتهديد من على متنه من مسافرين بإصابتهم والتي قد تكون بليغة، إن لم تكن قاتلة. قطارات نقل البضائع أيضا لم تسلم قطارات الديازال، المخصصة لنقل البضائع والسلع من رشق الحجارة، إذ يعتبر هذا الأخير ملاذا لشباب وأطفال الحجارة وتعددت وجهات هذا القطار الذي ينطلق من الجزائر العاصمة باتجاه محطات سطيف، برج بوعريريج، الشلف، تيزي وزو وعين الدفلى وغيرها من الوجهات عبر مناطق الوطن، ليصبح هذا الأخير محل ترصد أطفال الحجارة الذين يحفظون توقيت وزمن مرور القطارات لنجدهم مدججين بالحجارة وأحيانا بقارورات زجاجية وفي حالة تأهب تامة لرشق ما تيسر من قطارات، وفي صورة غريبة قد لا يوجد لها أي تفسير لما يقوم به راشقو القطارات باعتبار أن القطار يسير دون التسبب في اعتراض طريق هؤلاء أو غيرهم أو يسبب لهم إزعاجا سوى أنه يمر عبر المناطق التي يقطنها هؤلاء ليتعرض للرشق والتخريب بعدها دون وجه حق، وقد يكون هؤلاء لا يقطنون بالمناطق التي يمر بها القطار، بحيث يكلفون أنفسهم عناء التنقل إلى السكة الحديدية وترقب مرور القطار لأجل رشقه وتخريبه، وهو ما بات تقليدا روتينيا لدى أغلب الأشخاص المخربين الذين بات التخريب للممتلكات العمومية سمة لديهم. تميم: التحسيس مهم للقضاء على ظاهرة رشق القطارات وفي خضم هذا الواقع الذي يفرض نفسه على شبكات السكك الحديدية وما تتعرض له القطارات من رشق بالحجارة وعمليات تخريب متواصلة، أوضح فادي تميم، رئيس المنظمة الوطنية لحماية المستهلك بمكتب الشرق في اتصال ل السياسي ، أن رشق القطارات بالحجارة ظاهرة قديمة جدا ومستفحلة ارتبطت بخطوط السكك الحديدية على مدار سنوات عديدة وقد اقترنت بمناطق معينة، إذ توجد مناطق متعددة طالما كانت عرضة لرشق القطارات المارة بخطوطها، بحيث أصبحت الخطوط عرضة لتخريب القطارات وليس هذا فحسب، فالمسافرون أيضا عرضة للحوادث جراء الرشق بالحجارة، فنحن طالما تلقينا شكاوى من مسافرين تعرضوا لحوادث جراء رشق القطارات بالحجارة ، وأضاف المتحدث بأن هذه الظاهرة لا نعلم لم تحدث وخاصة أن القطارات من الممتلكات العمومية وعلى امتداد شبكات السكك الحديدية، توجد مناطق غير مراقبة من طرف السلطات باعتبار أن سكك الحديد مفتوحة وهو ما جعل تعرضها للرشق سهلا ومتداولا ومستمرا، ونحن نحسس وننبه في كل مرة ونشير إلى الظاهرة وخطورتها وندعوا إلى تضافر الجهود للحد منها . تخريب القطارات يكلف شركة السكك 35 مليون دينار سنويا ومن جهته، أوضح المدير العام لشركة النقل بالسكك الحديدية، ياسين بن جاب الله، في تصريح سابق له لوسائل الإعلام، أن الشركة تتكبد سنويا خسائر تفوق ال35 مليون دج سنويا بسبب عمليات التخريب التي تطال الزجاج الخارجي للعربات والكراسي والأبواب، دون احتساب الخسائر الناجمة عن حالات تأخر القطارات عن الوصول في الموعد إلى المحطات، بسبب الاضطرار إلى التوقف على مستوى بعض المقاطع التي تكون مسرحا للاعتداءات، أو لعوامل أخرى تتعلق بانطلاق أشغال تجديد شبكة السكك الحديدية التي يعود إنشاؤها إلى العهد الاستعماري على مستوى مناطق عدة، وذكر، على سبيل المثال، خط بئر توتة - بابا علي وبوفاريك وصولا إلى بني مراد بولاية البليدة، وتم إعطاء الأولوية لضواحي العاصمة في تجديد الشبكة بالنظر إلى ارتفاع عدد المسافرين الذي يفوق ال27 مليون مسافر سنويا. ضيف الله: ظاهرة تخريب القطارات تنجم عنها أموالا طائلة وفي ذات السياق، أوضح وحيد ضيف الله، المدير المنتدب للعتاد بالمؤسسة الوطنية للسكك الحديدية، في تصريح له مؤخرا، بأنهم يتأسفون لما يحدث من عمليات تخريب في صفوف القطارات، بحيث تتعرض هذه الأخيرة للرشق بصفة مستمرة ويوميا عبر خطوط السكك الحديدية بمناطق الوطن، ليضيف المتحدث بأن الرشق بالحجارة كان يتعلق فيما سبق بمناطق معينة، غير انه حاليا بات معمما عبر الخطوط الوطنية، على غرار عين الدفلى وخميس مليانة وخزرونة والعفرون بالبليدة والمسيلة والثنية وغيرها من المناطق التي تشمل شبكات السكك الحديدية، وقد طالب المتحدث المواطنين الالتزام بالمسؤولية والحس المدني والابتعاد عن مثل هذه التصرفات المشينة التي تمس الممتلكات العامة وخاصة أنها تتعلق بتعريضها لخسائر معتبرة امتدادا إلى الخسائر البشرية في بعض الأحيان، وقد أشار المتحدث إلى ان تخريب ورشق القطارات يكلف الدولة أموالا طائلة سنويا، بحيث يتراوح سعر الزجاج الجانبي ما بين 09 إلى 12 مليون سنتيم، ويوجد حوالي 56 زجاجا أماميا محطما سيتم إصلاحه، كما يتراوح سعر الزجاج الأمامي 240 مليون سنتيم وهو ذا تكاليف مضاعفة بسبب انه مقوس ودائري ويتم الحصول عليه عن طريق استيراده من خارج الوطن.