تستعد منظمة أوبك ومنتجون رئيسيون آخرون غير أعضاء بالمنظمة، في مقدمتهم روسيا، لعقد اجتماع بعد غد في الجزائر لحسم ملف إعادة الاستقرار للسوق، من خلال ضخ كميات إضافية من النفط وجعل نسبة امتثال الدول 100% من إجمالي الكمية التي تم الاتفاق عليها منذ بداية عام 2017 وهي 1.8 مليون برميل يومياً. ومن غير المرجح أن يوافق الاجتماع على زيادة رسمية في إنتاج الخام، بالرغم من ضغوط متنامية لمنع زيادة حادة في الأسعار. ووجه ترامب سهام انتقاده إلى أوبك مجدداً لدفعهم لضبط ارتفاع الأسعار،حيث تريد واشنطن وقف صادرات الخام الإيراني تماماً بحلول نوفمبر، وتضغط على السعودية وبقية أعضاء أوبك وروسيا لضخ المزيد من الخام لتعويض النقص. ومن المقرر أن يجتمع تحالف أوبك+ بعد غدٍ الأحد في الجزائر لبحث كيفية إدراج تلك الزيادة البالغة مليون برميل يومياً ضمن إطار حصص إنتاج الدول المشاركة في التحالف. ونقلت وكالة رويترز عن مصادر في أوبك أنه من المستبعد أن تتفق المنظمة وحلفاؤها على زيادة رسمية في إنتاج الخام عندما يجتمعون في الجزائر مطلع الأسبوع المقبل، لكن الضغوط تتصاعد على كبار المنتجين للحيلولة دون حدوث طفرة في أسعار النفط قبيل عقوبات أميركية جديدة على إيران. وأضافت المصادر أن السعودية، أكبر منتج في أوبك ، تخشى أن أي طفرة في أسعار النفط بفعل العقوبات قد توقد شرارة انتقادات جديدة من الرئيس الأميركي ترامب، لكنها قلقة أيضاً من عدم كفاية الطاقة الإنتاجية الفائضة لتعويض أي نقص. و تسعى السعودية لمنع الأسعار من الارتفاع فوق 80 دولاراً للبرميل قبل انتخابات الكونغرس الأميركي، وفي الوقت نفسه درء الشكوك بشأن قدرتها على تعويض انخفاض الإنتاج الإيراني. وتدخل عقوبات أميركية على صادرات النفط الإيراني حيز النفاذ في نوفمبر، مع انخفاض إنتاج البلاد بالفعل لأدنى مستوى في عامين. وسيؤدي انخفاض إنتاج فنزويلا والتوقف غير المخطط له للإمدادات في أماكن أخرى أيضاً إلى استمرار شح المعروض بالسوق. ودعمت المخاوف بشأن نقص الإمدادات أسعار الخام في الأسابيع الأخيرة، مع تداول خام القياس العالمي برنت فوق 79 دولاراً للبرميل يوم الخميس. وأبلغت مصادر لدى أوبك وفي القطاع رويترز ، أن شركات تكرير صينية وهندية وأخرى آسيوية تطلب من منتجي الشرق الأوسط، مثل السعودية والعراق والإماراتوالكويت، مزيداً من الشحنات. مشاركة قياسية في الاجتماع بالمقابل كشفت مصادر متطابقة امس عن مشاركة 24 دولة في اجتماع منتجي النفط من أوبك وخارجها في الجزائر. وحسب نفس المصادر، فإن 10 وزراء للطاقة سيشاركون رسميا في اجتماع أوبك الجزائر. و الوزراء المشاركون هم: الجزائر، عمان، الكونغو ،الكويت، فنزويلا، الإمارات، قطر، أذربيجان، روسيا والسعودية. وكانت منظمة أوبك وروسيا وحلفاء آخرون قد اتفقوا في جوان على زيادة الإنتاج بمقدار مليون برميل يوميا بعد أن شاركوا في اتفاق لخفض الإمدادات بدأ سريانه في 2017. ورغم هذا الاتفاق فإن متعاملين ومحللين كثيرين يتوقعون أن يتخطى برنت قريبا مستوى 80 دولاراً. رهان الالتزام بخفض إنتاج النفط و في السياق أكد الخبير الطاقوي الدكتور مهماه بوزيان، أن الاجتماع العاشر للجنة الوزارية ل أوبك+ الذي ستستضيفه الجزائر هذا الأحد لثاني مرة سيركز على السبل إلى التزام الدول الأعضاء بخفض إنتاج النفط، وأوضح، بوزيان في تصريحات اذاعية أن هذا اللقاء يأتي في ظل متغيرات عميقة تجتازها السوق النفطية ما دفع إلى تعديل مسار عمل المنتجين من خفض الإنتاج إلى زيادته منذ جوان الماضي، بهدف تبديد المخاوف على المعروض النفطي في ضوء تراجع واسع في إنتاج عدد من الدول الرئيسية . كما قال أنه سوف يتم تقييم مدى التزام بمقررات الاجتماع السابق للأوبك بتخفيض إنتاج النفط و مدى القدرة على الالتزام الفعلي للدول و كذا مراجعة ميكانزمات متابعة و ضبط التوازن على مستوى العرض و الطلب و ما يمكن من خلاله العمل على ترقية التوافق من خفض الإنتاج إلى التعاون الاستراتيجي . و أبرز في ذات السياق، أن هذا الاجتماع هو لقاء تكريمي فيه اعتراف بفضل الدبلوماسية الجزائرية للتوصل إلى تخفيض إنتاج النفط في الاجتماع الماضي و الذكرى الثانية لمبادرة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة التي توجه باستقرار في أسعار النفط. أوبك تكرم بوتفليقة هذا وسيتم تكريم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة خلال هذا الاجتماع الهام من طرف منظمة الأوبك نظير النجاح في تقريب المواقف بين دول الأعضاء. و كشف وزير الطاقة، مصطفى ڤيطوني في وقت سابق، أن منظمة أوبك ستكرم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من أجل مساهمته في الجهود القائمة لرفع أسعار النفط ابتداء من 2016 وذلك خلال الاجتماع المقرر عقده في أواخر سبتمبر .المقبل بالجزائر العاصمة. وأضاف الوزير أن في أواخر سبتمبر ستحضر وفود من البلدان الأعضاء في منظمة أوبك إلى الجزائر من أجل تكريم رئيس الجمهورية لقاء حكمته ومجهوداته التي ساهمت في ارتفاع أسعار النفط من 20 دولارا في 2016 إلى قرابة ال80 دولارا حاليا.