عادت، خلال هذه الأيام، أزمة الحليب بمختلف أنحاء البلديات، وهو ما جعل المواطن يدخل يوميا في رحلة بحث عن محل لبيع هذه المادة الاستهلاكية التي باتت صعبة المنال بأغلب البلديات بالعاصمة، وسط ندرة وشح في التوفر وإقبال مكثف عليها. يواجه أغلب المواطنين عبر بلديات العاصمة، على غرار كل من بلدية حيدرة والدرارية وبابا احسن، باب الوادب، وبولوغين وغيرها من البلديات المجاورة صعوبة حادة في الحصول على كيس حليب، حيث باتت الطوابير والالتفاف حول المحلات التي توفر هذه المادة أمرا سائدا خلال هذه الأيام، لتؤرق الظاهرة التي تفرض نفسها على المواطنين بحصولهم على كيس أو كيسين من الحليب بشق الأنفس، وتفرض هذه الندرة التي تضرب مادة الحليب على أغلب بلديات العاصمة، حيث الشح في التوزيع وقليلة هي المحلات التي توفر هذه المادة التي تعتبر أساسية لأغلب العائلات وخاصة لمن لديهم أطفال، إذ يواجهون صعوبات بالغة في الحصول عليها وقد فرضت ندرة الحليب على الأشخاص التنقل من منطقة إلى منطقة ومن بلدية إلى بلدية أملا في الحصول على هذه المادة، وهو ما أطلعنا عليه عمر في هذا الصدد ان انعدام الحليب ببلديته جعله يبحث عنه ببلديات أخرى، ويشاطره الرأي رياض ليضيف في ذات السياق أنه يبحث عن الحليب بأماكن في غير مكان إقامته، وما يلبث أن يقوم محل أو دكان ما بتوفير مادة الحليب، حتى يلتف العشرات من الأشخاص الطامحين في الحصول على هذه المادة ليقوم الأشخاص ولدى ظفرهم بمحل يوفر الحليب، باقتناء مجموعة من الأكياس وهو ما أطلعتنا عليه زهية لتقول في هذا الصدد أنها تقوم باقتناء كميات كبيرة من الحليب لدى توفره بالمحل، وقد دفع الأمر ببعض المحلات إلى بيع كيسين فقط لكل شخص، وذلك لإتاحة الفرصة للآخرين لاقتناء الحليب، وهو ما أطلعنا عليه سفيان، صاحب محل، ليقول في هذا الصدد أنه يقوم بتزويد كل شخص بكيسي حليب لا أكثر، ليضيف المتحدث أنه يقوم بالأمر لتمكين الأشخاص من الحصول على الحليب. ومن جهة أخرى، وفي خطوة أخرى للحصول على كيس الحليب الموعود، يقوم أغلب الأشخاص بحجز الحليب مسبقا من عند المحلات، إذ يتفقون معهم على كمية معينة ودفع سعرها، ليحصلوا عليها غداة توزيعها بالمحل، وهو ما أطلعنا عليه فارس ليقول في هذا الصدد أنه يقوم دوما بالحجز مسبقا من عند المحل الذي يقوم بتوفير الحليب، وفرضت ندرة الحليب بأغلب البلديات عبر العاصمة وضواحيها على الأشخاص الترحال بعيدا عن مقرات إقامتهم بحثا عن هذه المادة الأساسية، وهو ما أطلعتنا عليه زينب في هذا الصدد أنها تقوم بالتنقل إلى بلديات مختلفة قد توفر الحليب، ولضرورة الحليب لدى أغلب الأسر، فإن الأغلبية تتجه نحو اقتناء الحليب الآخر غير المقنن والذي يكلف أموالا مضاعفة على حليب الأكياس العادية، وهو ما يستنزف جيوب العائلات وخاصة ذوي الدخل المحدود والذين لديهم أطفالا صغارا، ليطلعنا طاهر في هذا الصدد أن ندرة الحليب لم تترك له خيارا سوى الاستعانة بالحليب غير المقنن والذي يفرض مصاريف إضافية، ووجد آخرون من حليب البودرة حلا آخر لسد الرمق في انتظار عودة المياه إلى مجاريها وعودة الحليب إلى المحلات وتوفره.