يبدو أن العديد من التجار واصلوا الاحتفال بعيد الأضحى إلى مدة تجاوزت ال3 أيام، لتصل بذلك الى حدود الأسبوع وهو ما لاحظته السياسي خلال جولتها الاستطلاعية، حيث ظلت محلاتهم مغلقة رغم كثرة حركة المواطنين وانتهاء العطلة الرسمية، في حين لم يلتحق بعض التلاميذ بالمؤسسات التعليمية وفضّلوا تمديد الراحة إلى الأسبوع القادم. العاصمة تتحول إلى مدينة أشباح ونحن نجوب شوارع العاصمة التي تعتبر القلب النابض بالحركة التجارية، لا تزال بعض المحلات مغلقة، حيث فضّل أصحابها مواصلة الراحة، خصوصا محلات بيع الملابس التي تكون قد استنفدت كميات كبيرة من مخزونها عشية العيد وبعض المحلات الأخرى، في حين أغلق مختلف بائعي القماش بالجملة محلاتهم، بعد أن اتفقوا على تمديد عطلتهم بعد العيد إلى غاية الأسبوع القادم، حسبما أخبرنا به أحدهم. بعض التجار أكدوا بأنهم يجدون أنفسهم مضطرين لفعل ذلك، نتيجة التعب الكبير الذي يعانون منه طيلة العام، وخصوصا في الفترات المتزامنة مع المناسبات الاجتماعية والدينية، على غرار الأعياد، مشيرين إلى أن المشكلة تكمُن في قلة عدد العمال، مما يدفعهم إلى وقف النشاط لعدة أيام، للدخول في عطلة شبه جماعية، كتعويض للعمال عن أيام أخرى تكثر فيها الحركة. ولاحظنا بوسط المدينة طوابير على مستوى المخابز، أخبرنا مواطنون بأنها ناجمة عن توقف بعض المخابز عن العمل وهو ما دفع بالبعض للتنقل إلى نقاط بعيدة عله يظفر بمحل مفتوح يقتني منه حاجياته وهو ما أطلعنا عليه مروان ليقول في هذا الصدد أنه واجه صعوبة كبيرة في اقتناء بعض الحاجيات، ليضيف بأن البلدية التي يقطنها لم تفتح بها المحلات رغم مرور أيام من العيد، ويمس الأمر خاصة المواد الأساسية، على غرار مادتي الخبز والحليب اللتان شهدتا ندرة حادة جعلت العديد منهم يتخبط جراءها ويبحث عن حل بديل لسد هذه الثغرة حيث أن المخابز التي فتحت أبوابها مؤخرا تعد على الأصابع والتي تشهد طوابير لا متناهية للمواطنين الراغبين في الحصول على مادة الخبز، وهو ما أطلعنا عليه سليم ليقول في هذا الصدد بأنه أصبح يتوجه باكرا لاقتناء الخبز قبل نفاد الكمية ويضيف المتحدث بأن المخبزة الوحيدة التي فتحت أبوابها تقفل باكرا ولا يمكنها استيعاب طلبات المواطنين كلهم، وبسبب عدم فتح المخابز ومزاولة نشاطاتها بعد أيام العيد، وجدت العديد من ربات البيوت ضالتهن في صناعة الخبز كحل بديل في ظل ندرة المخابز المفتوحة ونقص الخبز وهو ما أطلعتنا عليه زهرة لتقول في هذا الصدد أنها أصبحت تصنع الخبز المنزلي بسبب المخابز المغلقة، وكذلك الحال بالنسبة لمادة الحليب التي لم توزع إلا بكميات محدودة حيث واجه المواطنون ندرة في هذه المادة، فرغم مرور الأيام المخصصة للعيد، لا تزال أغلب المحلات التي تزاول نشاطاتها بدون حليب مما أجبر الكثيرين منهم للتنقل خارج مقرات إقامتهم في رحلة بحث شاقة عن هذه المادة، ليطلعنا عمر في هذا السياق أنه بحث كثيرا عن الحليب بمناطق بعيدة من العاصمة والولايات المجاورة لها، على غرار ولايتي بومرداس والبليدة في سبيل الحصول على أكياس حليب ليضيف بأنه عثر عليه بعد رحلة شاقة من مكان إلى آخر. الجشع يلهب أسعار الخبز والحليب وقد اغتنم بعض التجار الفرصة في رفع أسعار الحليب حيث وصلت ببعض المحلات إلى 35 دج وهو ما أثار سخط المواطنين الذين أرقهم الأمر، فبعد عثورهم على أكياس الحليب، يباع لهم بأسعار غير معقولة وهو ما أطلعنا عليه لطفي ليقول في هذا الصدد انه اشترى الحليب ب35 دج من أحد المحلات بالبليدة ويضيف المتحدث بأن الأمر يحدث رغم مضي يومي العيد وعودة النشاطات التجارية نسبيا، وأرجع العديد من التجار السبب إلى أن الحليب لا يوزع بانتظام ويعرف تموينا متذبذبا وأن الحليب الذي رفعت به الأسعار هو لشركات ومنتجين خواص. ولم يقتصر الأمر على الحليب، بل امتد إلى الخبز الذي شهد ارتفاعا فاحشا في سعر الخبزة الواحدة والتي وصلت بدورها إلى 25 دج وهو الأمر الذي فرض نفسه خلال الأيام التي تلت أيام عيد الأضحى المبارك أين وجد المواطن نفسه مخيرا على اقتنائه رغم ارتفاع سعره اللامعقول وهو ما أطلعنا عليه محمود ليقول في هذا الصدد أنه اقتنى الخبز ب25 دج ليضيف بأن اقتناص للفرص من طرف أصحاب بعض المحلات الذين أرجعوا الأمر إلى ان المخابز التي تزودهم بالخبز هي المسؤولة عن رفع الأسعار. وقد تم عرض وبيع الخبز بالأحياء الشعبية بصفة غير قانونية حيث انتشرت سلال الخبز عبر الأرصفة والطرقات بالأحياء الشعبية للعاصمة، على غرار حي باب الوادي وباش جراح وبراقي أين وجد الكثير من المواطنين ضالتهم في اقتناء الخبز من الأرصفة رغم الطريقة العشوائية التي يباع به ورغم الأسعار المرتفعة له وهو ما أطلعنا عليه محمد ليقول في هذا الصدد أنه يقتني الخبز من عند هؤلاء بسبب المخابز المقفلة، ويضيف المتحدث بأن بعض المخابز المتوفرة تفتح عند السادسة صباحا وتوزع كمية محدودة جدا من الخبز وتعاود غلق أبوابها في حدود العاشرة صباحا. بولنوار: غياب التنسيق والتنظيم سبب الظاهرة وفي خضم هذا الواقع الذي تشهده أغلب المحلات عقب عيد الأضحى، أشار الطاهر بولنوار، رئيس جمعية اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين في اتصال ل السياسي إلى أن هناك تجارا لم يلتزموا بفتح محلاتهم وهناك من يداومون ويزاولون نشاطهم بصفة عادية وهناك سبب رئيسي لعدم فتح أغلب المحلات وذلك لعدم وجود تنسيق بين أصحاب المحلات وعمالهم الذين لم يرجعوا من زيارة أهلهم وذويهم، لتبقى المحلات مغلقة لهذا السبب. ومن جهته، أوضح بولنوار في سياق حديثه، بأن الأسعار ترتفع تلقائيا خلال أيام العيد بسبب الندرة ونقص التوزيع بسبب فترة العيد، خاصة أن الأمر صادف نهاية الأسبوع وستعود الأمور إلى نصابها بداية الأسبوع.