تقضي عشرات العائلات عبر الوطن أيامها ولياليها في العراء، بحيث اختلفت الأسباب وتنوعت بين إقصاء بعضهم من السكنات إلى افتقاد آخرين لسكنات لائقة تأويهم، ليبقى البرد وقساوة فصل الشتاء يحتضن هذه العائلات لغاية النظر في أمرهم والتفاتة السلطات إليهم وتمكينهم من الحصول على سكن لائق يحميهم من قساوة فصل الشتاء. عائلة العيدي في الشارع منذ 3 سنوات لا تزال معاناة عائلة العيدي متواصل، ببقائها في أحضان الشارع وعيش حياة التشرد، وذلك بعد إقصائها من عمليات الترحيل التي مست حيهم الهش بسيدي امحمد، لتجد العائلة نفسها مجبرة على البقاء بالشارع حيث تعود قصة تشردهم إلى ما يقارب ال3 سنوات قضتها بالشارع، ومع حلول فصل الشتاء، زادت معاناة العائلة أكثر، أين البرد الشديد يطوقهم وينغص عليهم يومياتهم، حيث تعيش العائلة المتكونة من أربعة أفراد في حالة يرثى لها بمبيتهم وقضاء أوقاتهم بالعراء وسط الأجواء الباردة وقساوة الطقس أين تنخفض درجات الحرارة ليلا لتبلغ درجات متدنية متسببة في حرمان النوم الهنيء للأفراد، فالظروف التي يتواجدون بها فرضت عليهم المعاناة بكل ما تحمله الكلمة من معنى أين اتخذوا من إحدى الحفر المتواجدة بالعاصمة مأوى لهم يضعون به متاعهم وأغراضهم إضافة إلى المبيت به وسط البرودة الشديدة. ومن جهته، فإن رب الأسرة موظف بسيط ويتقاضى أجرا زهيدا ينفقه على عائلته الصغيرة التي تحتاج إلى الكثير من متطلبات الحياة اليومية على غرار الأدوية بسبب إصابة الطفلين بالحساسية المفرطة والربو جراء مبيتهم بالعراء وتعرضهم للتلوث والبرودة الشديدة، وبين هذا وذاك، فإن الأمطار الغزيرة تبلل متاعهم وأغراضهم المتمثلة في الأفرشة والأغطية التي لا تكفي لمجابهة البرد باعتبار أنهم يعيشون في خيمة مصنوعة من البلاستيك والذي بدوره لا يقاوم البرودة الشديدة والأمطار، لتبقى معاناة عائلة العيدي متواصلة ومستمرة وتزداد سوءا يوما بعد يوم مع بلوغ فصل الشتاء ذروته واشتداد البرد القارس. معاناة عائلة لحرير بباش جراح تتواصل لا يختلف الأمر بالنسبة لعائلة لحرير، التي تتواجد بالشارع منذ عدة شهور بقلب بلدية باش جراح وعلى مرآى من السلطات، فبعد هدم منزلهم بغرض توسعة مسجد الطيب العقبي ، وجدت هذه العائلة نفسها مجبرة على المبيت في الشارع، بحيث اتخذت لها خيمة لا تزيد عن 3 أمتار تقضي فيها العائلة أوقاتها، وبحلول فصل الشتاء القاسي، تفاقمت معاناة العائلة أكثر، بحيث أن الأمطار المتساقطة تتسرب إلى الداخل وتبلل أفرشتهم وأغراضهم، كما أن البرودة الشديدة نالت منهم وفعلت فعلتها، ومن جهته، فإن الوضع أجبر ربة البيت عن التخلي عن وظيفتها بسبب عدم توفر الظروف المواتية لمواصلة عملها وهي تعيش بهذه الوضعية، بحيث تنعدم أدنى شروط العيش الكريم على غرار الحمام، إذ حرمت الأوضاع القائمة هذه العائلة من أبسط الأشياء إضافة إلى البرودة الشديدة التي تشهدها أغلب المناطق خلال هذه الأيام، لتبقى عائلة لحرير تنتظر وعود السلطات المحلية التي وعدتهم بسكن لائق في حال ما إذا ثبت أنهم غير مستفيدين قبلا، لتبقى المعاناة قائمة ومتواصلة في أحضان الشارع وقساوة الفصل الحالي. العوز يجبر عائلة باجور على العيش في العراء بالشلف بعيدا عن العاصمة وما تحمله من معاناة لعائلات وجدت من الشارع مأوى لها في عز البرد وقساوة فصل الشتاء، لا يختلف الأمر بالنسبة لعائلة باجور القاطنة في الشارع بولاية الشلف منذ عدة شهور، بحيث دفع العوز والحاجة برب الأسرة إلى الشارع، إذ لا يملك سكنا خاصا به ما دفعه إلى الاستئجار مرارا وتكرارا لغاية استحالة الأمر عليه بسبب ارتفاع التكاليف، ليجد نفسه وعائلته في أحضان الشارع رفقة أبنائه وزوجته الحامل، وتقضي عائلة باجور لياليها ويومياتها في العراء وسط بؤس حقيقي تترجمه الحالة المزرية التي يقبعون بها بكوخ بلاستيكي ضيق، بحيث أن الخيمة التي شيدها رب الأسرة لا تكاد تكفي لمجابهة الأمطار والبرودة الشديدة ولا تقيهم من البرد، إذ تجد العائلة نفسها تقاوم البرد وقساوة الطقس الشديدة ليل نهار وخاصة عند تساقط الأمطار بغزارة، ومع الاضطرابات الجوية الأخيرة التي تسببت في خفض درجات الحرارة إلى مستويات متدنية، أصبحت يوميات العائلة شبه مستحيلة، إذ ضاقت هذه الأخيرة ذرعا من الواقع الذي يفرض نفسه عليهم ويحاصرهم دون وجود بصيص أمل يلوح في الأفق ينهي معاناتهم ويحولها إلى فرحة تختصر في سكن لائق يليق بالأفراد، وتبقى معاناة عائلة باجور تنتظر التفاتة السلطات التي اتهمتهم بأنهم مستفيدين من سكن سابقا بحيث رهن الأمر حصولهم على سكن لائق يحميهم من البرد الشديد وقساوة الشتاء، ليبقى فصل الشتاء وقساوة طبيعته يطوق العائلة ويحول يومياتها إلى جحيم في انتظار ما ستفرج عنه التحقيقات الجارية من طرف السلطات الولائية لولاية الشلف.