حذر الوزير الأول للجمهورية العربية الصحراوية السيد عبد القادر طالب عمرفي لقاء حصري مع ''السياسي'' انه إذا بقي نظام الملك محمد السادس في فرض تعنته ومواصلة عرقلته لمسار السلام والتهرب من المفاوضات الجادة وفرض سيناريوهات الهروب إلى الأمام والتجاهل للحقوق المشروعة للشعب الصحراوي مع عدم الكف عن سياسة القمع والتعذيب والتهجير والتضييق على الصحراويين وزج بهم في دوائر النسيان وغياهب اليأس، من شانه أن يدفع المؤتمر القادم لجبهة البوليزاريو في أواخر السنة المقبلة، إلى تبني إعلان الحرب واستئناف الكفاح المسلح وانتهاج الخيار العسكري لتحرير باقي الأراضي الصحراوية التي يسقط النظام المغربي غصن الزيتون من يد الصحراويين· الوزير الأول الصحراوي السيد عبد القادر طالب عمر تطرق في هذا اللقاء إلى آخر تطورات الملف الصحراوي والادعاءات المغربية على الجزائر كما تطرق المسؤول الصحراوي إلى عدة قضايا هامة في هذا الحوار الحصري مع ''السياسي ؟ من أنكر حق شعب بكامله يستطيع إنكار رسالة المبعوث كريستوفر روس ؟ الصحفيون المغاربة الذين دخلوا الجزائر ما هم إلا زبانية مخابرات الملك ؟ تكالب نظام المخزن على الجزائر مرده فشل ما يسمى الحكم الذاتي ؟ جريدة ''الشرق الأوسط'' وقناة ''العربية'' يروجان للملك المغربي ومخططاته ؟ نتحدى المغرب أن يفتح المجال للاستفتاء أمام الشعب الصحراوي ؟ ''السياسي'': ما هي آخر تطورات الأوضاع الشعب المرابط داخل أراضي المحتلة وكذا مستجدات الملف القضية الصحراوية ككل؟ عبد القادر طالب عمر: آخر التطورات الحاصلة على مستوى القضية الصحراوية هو ما حصل مؤخرا، حيث قام المبعوث الاممي الخاص لسكرتير العام لهيئة الأممالمتحدة السيد كريستوف روس بإرسال مذكرة ورسالة إلى مجلس الأمن والجمعية العامة والتي يطالب فيها الأممالمتحدة بالضغط على الطرف الذي يعرقل مسار السلام، ومسلسل المفاوضات وتبادل الزيارات وهو النظام المغربي كما ذكر كريستوف روس في ذات الرسالة، انه في ضل هذه الظروف والأوضاع المعرقلة، فانه لا يمكنه بأي حال من الأحوال استدعاء جولة جديدة من المفاوضات بين جبهة البوليساريو الممثل الوحيد والأوحد للشعب الصحراوي وقضيته والنظام المغربي ما دام مالها الفشل والانهيار· ولهذا كما قلت لكم دعا السيد روس المجتمع الدولي والشرعية الدولية لبذل مساعي أكثر من اجل حمل المملكة المغربية على قبول القرارات الأممية، ولانصياع للقانون الدولي ومحذرا في نفس الوقت على خطورة بقاء الوضع على ما هو عليه حاليا، والذي سوف تكون له تداعيات خطيرة على المنطقة· ونحن من جانبنا نأمل في الاستجابة السريعة والايجابية للهيئة الأممية، بما يسمح لمبعوثها الخاص من أداء مهتمة كما ينبغي· ؟ سيدي الرئيس لكن العرش العلوي أنكر ما تداولته وسائل الأعلام العالمية بخصوص هذه الرسالة التي بعثها كريستوف روس وشكك في وجودها أصلا؟ يا أخي من استطاع أن ينكر حق الشعب الصحراوي في الوجود وفي العيش على أرضه وبناء دولته وذلك منذ أكثر من 53 سنة كاملة، ألا يستطيع إنكار وجود رسالة هذا من جهة، ،كما تفضلتم فان خبر هذه الرسالة انتشر وتداولته كبريات القنوات التلفزيونية العالمية والمؤسسات الصحفية الدولية، على نطاق واسع، إضافة إلى عدم تكذيب هيئة الأممالمتحدة لفحوى هذه الرسالة ولم تنفي وجودها· وعلى كل حالة فان هذه الوثيقة الرسمية الأممية التي أرسلها المبعوث الخاص لب كي مون موجودة لدى مصالح السكرتير الاممي· السياسي: علي ذكر المبعوث الاممي كريستوف روس هل هناك جديد فيما يخص جولته القادمة إلى المنطقة؟ الوزير الأول الصحراوي: لحد الساعة لم نبلغ بأي شيء أو جديد في هذه النقطة، ولكن السيد روس في انتظار ردود إعطاء مجلس الأمن وجواب البلدان، المشكلة له وهل ستقوم بتقديم الدعم اللازم والكافي لكي تكون الدورة القادمة ناجحة أم لا، فهو لا يريد أن يكرر الفشل وهذا مفهوم ومعقول وذلك بعد أن حذر من بقاء الانسداد الحاصل في الأفق لأنه هذا سيولد توتر وسيولد عنف، ولا يمكن لأحد فيما بعد التحكم في إبعاده ومخاطره، هذا أولا، ثانيا، كما نبه المبعوث الخاص للامين العام اليد بتن كي مون بالمخاطر القائمة وهذا شيء حقيقي وواقعي ونحن من جهتنا نؤكده لأنه لا يمكن إبقاء الوضع بأفق مسدودة إلى ما لا نهاية· ؟ للمخابرات المغربية باع طويل في فضائح الاغتيالات الشعب الصحراوي، وسجل مخزي في قمع المعارضين وانتهاكات لحقوق الإنسان جهارا نهارا ورغم هذا لم نرى الدول التي تتشدق بالديمقراطية وحقوق والحريات الإنسانية ترافع لصالح شعب أعزل؟ ولذلك فان ندوة الجزائر الحالية تأتي في هذا الإطار والاتجاه لأنها تحشد دعم دولي كبير لحماية النشطاء الحقوقيين خصوصا، والتحسس بالويلات الكارثية التي يتكبدها افراغد الشعب الصحراوي داخل الأراضي الصحراوية المحتلة من طرف الترسانة العسكرية السرية والعلنية للمملكة المغربية· وهذا هو المقصود، والمنشود حتى تشكل ضغط على نظام محمد السادس لكي يرفع يده عن القمع والمطاردات والانتهاكات لأبسط قواعد حياة الإنسان الصحراوي· والكف عن كل وسائل الابتزاز والمساومة التي يتعرض لها شعبنا ونشطاؤنا الحقوقيين وحتى الحقوقيين الأجانب· ؟في إطار سياسة شراء الذمم التي ينتهجها المخزن المغربي خاصة داخل الكونغرس الأمريكي باعت بعض أفراده أبواق لنظام محمد السادس بشكل مكشوف وبالتالي يرى الملاحظين أن مفاتيح الحل للقضية الصحراوية تتواجد داخل إدارة اوباما نفسها؟ هو من المعروف أن الولاياتالمتحدةالأمريكية اليوم هي القوة العسكرية والسياسية والدبلوماسية الرئيسية في العالم، ولكن لا ننسى أن اسبانيا لها دور كذلك وفرنسا لها أيضا دور، أما أمريكا فصحيح لها أيضا يد في قضيتنا لكنها لا تتخل بشكل مباشر· لكن ما أود التأكيد عليها والجزم به هو أن المعرقل الكبير والحاجز الرئيسي والمانع الأكبر في هذا الموضوع هي فرنسا التي تمنع الحل وهي تشجع النظام المغربي في تماديه في قهر الشعب الصحراوي ووئد قضيته· وفرنسا الرسمية هي التي عرقلت عمل مجلس الأمن الاممي فيما يخص آليات مراقبة حقوق الإنسان، وهي أيضا التي عرقلت مشروع وزير خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية السابق جمس بيكر عندما كان مبعوث خاصا للأمم المتحدة، إذن الحكومة الفرنسية هي المعرقل الحقيقي والرئيسي لتسوية شاملة وعادلة لقضيتنا الصحراوية· ؟ سيدي الوزير الأول، يجرنا هذا الحديث على التساؤل لماذا فرنسا تقف حجر عثر أمام طموحات وآمال طال شوقه لنيل حريته واستقلال دولته؟ لأن بكل بساطة النظام المغربي هو محمية فرنسية بامتياز وهذا الشيء معروف والقصر الملكي يأتمر بأوامر قصر الاليزي ويعد تابعا وملحقا عسكريا وسياسيا في المنطقة· ومن الدول الكبرى في المنطقة نجد الجزائر وهي معروفة بمواقفها التي لا تهزها الرياح ولا الأعاصير، والجزائر هزمت فرنسا شر هزيمة في حربها التحريرية وأخرجتها صاغرة، ولذلك تجد فرنسا لحد اليوم غير راضية على خروجها مدحورة من ارض المليون ونصف شهيد ومازالت تحمل الحقد على الجزائر· وبالتالي فرنسا ترى أن كفاح الشعب الصحراوي من اجل نيل استقلاله هو امتداد لحركات التحريرية التي قادتها الجزائر وشعبها الباسل وبالتالي أيضا تتخوف الدولة الفرنسية من أن تكون السيادة في المنطقة للقوى التحريرية وللقوى الانعتاق من الاستعمار بدل التابعة والخاضعة للدول الكولونية· ؟ وماذا عن المحتل التاريخي للأراضي الصحراوية والمتمثل في المملكة الاسبانية والغموض المريب في تعاطيها مع الملف الصحراوي والشكوك القوية التي تحول حول دورها في تأزم الوضع الصحراوي؟ لا هناك شعبهم يقف وقفة مؤيدة ومخلصة للقضية الصحراوية ومناصرة للقضية الصحراوية ومناصرة على طول الخط للقضية الصحراوية ونشطاء حقوقيين أسبان تنقلوا إلى العيون وقاموا بمظاهرات وجهوا بقمع بوليسي وحشي واعتقال من طرف أجهزة الاستخبارات العرش الملكي المغربي، وهذه الحقائق لا يمكن لعاقل أن ينكرها أو يسقطها من ذاكرته· لكن الحكومة الحالية الاسبانية تغض الطرف نتيجة الضغط والمساومات التي فرضها النظام المغربي عليها، على غرار قضية سبتة ومليلية وقضايا اقتصادية أخرى والتي تعمل مدريد على أن لا تغضب الرباط فيها· وبالتالي فان محور علاقات المغرب مع هذه البلدان الغربية تبقى دائما قضية الصحراء الغربية· ؟ لماذا يحشر العرش العلوي الجزائر دائما في صراع لا ناقة لها فيها ولا جمل ويصوره للرأي العام العالمي على انه القضية الصحراوية هو نزاع وصراع جزائري مغربي رغم أن الجزائر موقفها واضح ،لا لبس فيه، والمتمثل في مبدأ تقرير المصير للشعب الصحراوي وفق اللوائح الأممية والقانون الدولي؟ في حقيقة الأمر الحملة المسعورة والتكالب الفظيع التي يقودها نظام المخزن ضد الجزائر والجمهورية الصحراوية وجبهة البوليساريو سببها فشل مخططات وسيناريوهات ما يسمى الحكم الذاتي وتصاعد الحضور العالمي في هذه المناطق والذي وقفوا بأم أعينهم وشاهدوا الممارسات الستالينية والخروقات المروعة في مجال حقوق الإنسان والتي لم يسلم من بطش زبانية النظام المغربي حتى المراقبين الأجانب، إضافة الارتباك والإحراج والفضيحة التي كشفتها رسالة روس إلى أعضاء مجلس الأمن والتي تركت انطباعا عاما وواضحا للجهود المغربية الهادفة لعرقلة مساعي السلام الأممية وسبل حل النزاع وتحقيق الأمن في المنطقة، وما يعزز طرحكم الذي تقدمتم به هو هرولة الملك المغربي محمد السادس وسفره على جناح السرعة خلافا ولغيره عادته إلي نيويورك للالتقاء بالأمين الاممي بان كي مون وحلفائه ولقد حاول الملك المغربي خلال تلك الجولة الأمريكيةوالأممية إلحاق كل التهم والأكاذيب بالجزائر ومحاولة منه لرسم صورة توحي وكان الجزائر هي التي تقف ضد السلام في المنطقة وهي التي تعمل على إطالة عمر الانسداد الحاصل في الملف الصحراوي وكان الجزائر هي التي تحتل الصحراء الغربية وهي التي تتفنن في ابتكار أساليب التعذيب الشيطانية ضد الصحراويين وهي من قامت ببناء جدار عازل العنصري· إلا أن الملك محمد السادس فشل في مسعاه وفي تحقيق مأربه· إن الثقل الذي تمثله الجزائر على الصعيد الدبلوماسي والسياسي وسمعتها الطيبة لدى المجتمع الدولي بإضافة إلى الإرث التاريخي الذي تزخر به والمشهود به أمميا والذي لطالما استمدت مبادئها السياسية منه خاصة حق تقرير مصير الشعوب ومناصرو القضايا العادلة في العالم· بدون أن ننسى أن الجزائر دولة كبرى ولاعب لا يمكن تجاوزه في القضايا التي تخص المنطقة، لذلك عمد النظام المغربي على تصوير الجزائر على انه الغول الذي يهدد مسار السلام، رغم أن الجزائر تطالب تطبيق قرارات الشرعية الدولية ولوائح الأممالمتحدة فقط إذن الجملة القذرة التي يشنها النظام المغربي على الجزائر مردها محاولة تحجيمها ومحاولة في توريطها في صراع ليست طرف فيه· ؟ أحبطت الجزائر مؤخرا مؤامرة استخباراتية من المخزن المغربي بعد محاولته اختراق الأمن القومي بإرساله جواسيس على شكل صحفيين من اجل التسلل إلى مخيمات في تندوف بغية حبك سيناريوهات مفبركة لحال المخيمات إضافة إلى إطلاق نداء استغاثة مزيفة للاجئين مفتعلين ليتم بعد ذلك تسويق الصورة السوداوية الزائفة لدى وسائل الأعلام العالمية والمجتمع الدولي من اجل تشويه صورة الجزائر؟ هذه كلها مخططات مكشوفة وكلها قذرة ولا علاقة لها بمهنة الصحافة وأخلاقياتها وهو ما يدل على أن تسلل بطريقة لصوصية لهذين الصحفيين المغربيين هو نتاج عمل استخباراتي بحت من أجل تنفيذ مهمة وتوصية من قبل المخابرات المغربية وهي مؤامرة خارج الأعراف والعمل الإعلامي القويم هدفه ضرب استقرار الجزائر وخلق مشاكل في مخيمات تندوف، ومحاولة شراء ذمم الصحراويين وزرع الفتنة والشقاق وضرب وحدة الصف الصحراوي، وإشاعة أكاذيب لا أساس لها من الصحة، والترويج لأباطيل ليست إلا في مخيلة مسؤولي المخابرات المغربية· إذن هؤلاء الصحفيين المغاربة ما هم في الحقيقة إلا عملاء المخزن مكلفين بتجنيد أطراف لاستهداف الجزائر والبوليزاريو على حد سواء· ؟ في ظل هذا المستنقع الذي يحاول المغرب جر جبهة البوليزاريو إليه، كيف ترون مستقبل القضية الصحراوية؟ طبعا إما الأمور تتقدم وتتطور، وإما استمر الموضوع هكذا بدون إنفراج إيجابي، ومن هنا تأتي ندوة الجزائر والمعنونة حق الشعوب في المقاومة، والبالغة الأهمية في هذا الوقت بالذات، وبالتالي فإن الشعوب لها الحق في المقاومة بكل الوسائل المشروعة، هناك مقاومة سلمية ومقاومة عسكرية، ومادام لهم هذا الحق فإن الصحراويين سيمارسونه، وهذه حقيقة كل الاستعماريين في البداية يتعنتون ويتبجحون ويتنكرون، ولكن مع مقاومة الشعوب ينتهي بهم المطاف إلى التسليم والاعتراف بحقوق الشعوب· ؟ هدد رئيس الجمهورية العربية الصحراوية بإعلان الحرب والعودة للكفاح المسلح إذا واصل المغرب تعنته وتمادى في مخططاته؟ رأينا المبعوث الأممي الخاص بالصحراء الغربية السيد كريستوفرروس وكيف حدد الطرف المعرقل لمسار السلام في المنطقة والجانب الذي يختلف العوائق والذي يضع الحواجز لبدء جولة مفاوضات حقيقية، وأنا أظن أنا السيد روس شخص يستحق أن نعطيه وقت وفرصة حتى تأتي جهوده بنتيجة، ومن جهتنا فأننا نعبر على إرادتنا الصادقة والحقيقية من أجل الدخول في مفاوضات جادة للتوصل إلى حل عادل وشامل وبما يخدم قضيتنا، وآمال شعبنا في التحرر والاستقلال، ونحن مستعدون لتلبية نداء الأممالمتحدة إذا دعتنا لطاولة المفاوضات· ؟ من بين المناورات التي يلجأ إليها النظام المغربي مناورة ما يسمى قضية الشرطي مصطفى سلمى، فما هي خلفيه هذه المسألة ؟ قضية نعتبرها جد بسيطة بالنسبة لنا، وهي استخباراتية يريد نظام البلاط المغربي من خلالها أن يخفي بها الحقيقة، بينما هناك صحراويين كثيرون، وصحراويات يروحون ويغدون إلى المناطق المحتلة ويعدون ولم يكلمهم أحد ولم يتعرضوا لأي مضايقات أو مسائلات ويتحركون بكل حرية، وحتى نحن ننادي المنظمات الحقوقية الدولية والجمعيات الناشطة في حقل القانون الدولي الإنساني إذا أرادت هذه الهيئات العالمية ملاقاة أفراد الشعب الصحراوي لتقصي الحقائق واستشعار الواقع فيما يخص هذه النقطة والمسألة، لكن شرطي أدى قسم لحماية الأمانة وصون الوديعة والحفاظ على الأسرار وهو في حالة خدمة ونشاط، ثم ينقلب ويذهب إلى الطرف الآخر الذي ينازعنا حريتنا وأرضنا واستقلالنا ويفشي الأسرار ويذيع الأخبار الخاصة بالدولة ويخون بأمانته، هذا يعتبر جاسوس مثل باقي الجواسيس الذين نسمع عنهم كل يوم في الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا، ويتم اعتقال هؤلاء العملاء والجواسيس ولا أحد يتكلم عنهم ولا عن حقوق الإنسان والحريات لذلك، هذا الشخص يقع تحت نفس الوضعية السابقة التي ذكرناها، وبالتالي فهي ليس مسألة حريات وحقوق الإنسان وما شابه ذلك، ونحن مند سنوات والمفوضية غوت اللاجئين تنظم زيارات لآلاف الصحراويين إلى المناطق والأراضي المحتلة، فمن أراد أن يكون مغربيا فاليكن، ومن أراد أن يحافظ على هويته الصحراوية فله ذلك، والنظام المغربي بذل مجهودات وقدم إغراءات كبيرة كي يجعل الصحراويين يغيرون جلدتهم وهويتهم، إلا أنهم رفضوا وأبوا وقالوا لهذا النظام الاستبدادي أنهم يفضلون المعاناة والجوع والفقر ونقص الوسائل والإمكانيات عن إغراءاته، وهذه حقيقة، إذن هذا الشرطي وضعية خاصة تختلف عن باقي الحالات الأخرى· ؟ سيدي الوزير الأول، هل ترى أن هذه الدعايات والحرب النفسية التي تقوم بها مخابرات الملك محمد السادس يمكن أن تؤثر على معنويات أفراد الشعب الصحراوي؟ لا، على الإطلاق، الصحراويون يعرفون الحقيقة ومتمسكون بمطالبهم المشروعة والمتمثلة في نيل حريتهم وبناء دولتهم، وهي الغاية التي لن يتنازلوا عنها مهما حدث، ورغم بطش الآلة الجهنمية لنظام المغربي الظالم، الذي يصبو إلى قبر تطلعات شعبنا وآمال مواطنينا، والشعب الصحراوي واثق في نفسه ومؤمن بقيادته الشرعية والوحيدة والعنوان الأوحد لنضاله الشرعي والسلمي وهي جبهة البوليزاريو، هذه الشطحات الكاريكاتورية والمهاترات المفرطة قد تؤثر مع الأسف على أناس يجهلون لب القضية الصحراوية وتجهل الحقيقة المتعلقة بصراعنا معا النظام المغربي، خاصة وأن هذا النظام الاستعماري يتمتع بدعم وسائل إعلام معينة معروفة تغطي كل ما يقوم به ولو كذبا، فنجد فضائيات وصحف كبيرة وذات انتشار واسع، ويجب أن نقولها بصراحة مثل صحيفة سالشرق الأوسط'' وقناة ''العربية''، ليس لهم من هم إلا ترويج لدعاية والسياسة المغربية والتي أصبحتا أبواق النظام المخزني، بينما الطرف الآخر لا توجد لديه هذه الترسانة الإعلامية الضخمة، وانطلاقا من هذه الجزئية إن غسيل المخ الذي تمارسه هذه الدوائر الإعلامية لحساب الطرف الآخر قد تنطلي على البعض الذين يجهلون حقيقة الشعب الصحراوي وقضيته العادلة، ولكن مع هذا سيكتشفون العذرية المفقودة للنظام المغربي مع مرور الأيام، ونحن ننادي ونوجه أصواتنا لهؤلاء الناس بأن لا يسقطوا في الفخ والخديعة المغربية· هناك المئات من المساجين في غياهب الزنزانات البلاط الملكي وآلاف من الصحراويين الذين يعانون وهناك المئات من المفقودين وعليهم أن ينفروا إلى الحقيقة بكاملها وبعين محايدة ونحن هنا لكشف الحقيقة وتوضيح الأمور، ونتحدى نظام المغرب ونقولها ونكررها ليفتحوا المجال لصحراويين ليعبروا عن ماذا يريدون، وعندها سوف نرى إن كانت الدعاية الملكية المغربية حقيقة، أم ما نقوله نحن هو الواقع والحق· ؟ القضية الصحراوية ستشهد العام المقبل انعقاد ممثلها الشرعي جبهة البوليزاريو مؤتمرها، والذي يعقد عليه الشعب الصحراوي أمالاً كبيرة، ما تعليقك؟ نعم، مؤتمر جبهة البوليزاريو سوف ينعقد إن شاء الله في أواخر سنة 1102، ولا شك أنه من بين المواضيع الرئيسية التي سوف تطرح على المؤتمرين الصحراويين هي تقيم المفاوضات ومسار السلام مع المغرب، لأن في مؤتمر السابق المناضلين خولوا لقيادة الجبهة أن تقوم بتقييم ودراسة سير جولات ومسار المفاوضات، إذا رأوا أن هناك أفق للسلام وللحل العادل والشامل لمأساة الشعب الصحراوي فأهلاً وسهلاً، أما إذا لم يروا هناك أفق للسلام والحل فعليهم أن يحظروا لعودة الكفاح المسلح والمقاومة العسكرية، وبالتالي فالمؤتمر القادم سيكون حاسم والأيام المتبقية قبل حلول موعد هذا المؤتمر ستكون مفصلية ومهمة في مستقبل قضيتنا· ؟ هل لنا من ختامية لهذا اللقاء الشيق سيدي الوزير الأول في الأخير، اسمحوا لي أن أرفع أسمى عبارات الشكر والامتنان إلى القيادة الرشيدة والحكيمة للدولة الجزائرية، وعلى رأسها المجاهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وإلى كافة الشعب الجزائري الأبي الجزائر التي بقيت وفية لثورتها المجيدة ولمبادئها التي استلهمتها من رحم بيان أول نوفمبر العظيم، فبالتالي الجزائر بلد الثورة والشهداء وقبلة الثوار والمجاهدين وهي أقرب البلدان إحساسا بمعاناة الشعب الصحراوي، كما لا يفوتني أن أشكر سالسياسي'' على هذه اللفتة·