جزائريون يردون عبر تعليقات بالمواقع الإلكترونية خصصت وسائل الإعلام الأجنبية حيزا كبيرا من اهتماماتها على المسيرات والمظاهرات، التي شهدتها العديد من ولايات الوطن أمس الأول للمطالبة بالتغيير والإصلاحات السياسية، لكن العديد منها ركزت بشكل فاضح في تعاطيها مع المسيرات السلمية على أعمال التخريب المنعزلة التي شهدتها الجزائر العاصمة، رغم إقرار مصالح الأمن بأن الأمر يتعلق بأشخاص لا علاقة لهم بالحراك السلمي وكانوا تحت تأثير المخدرات. وشدت المسيرات الشعبية الضخمة التي شهدتها معظم ربوع الجزائر للمطالبة بالتغيير والإصلاحات، انتباه العالم حيث كانت هذه المسيرات محل اهتمام كبريات الصحف العالمية والقنوات الاجنبية. وفي السياق، وصفت وكالة رويترز مسيرة الجمعة بأنها أكبر مظاهرات مناهضة للحكومة منذ الاحتجاجات المتزامنة مع الربيع العربي قبل ثماني سنوات، كما عادت بالتفصيل الى أحداث المسيرات منذ بدايتها. أما الجزيرة.نت ، فخصصت أبرز موضوع على موقعها لمسيرات الجزائر وعنونت: انتخابات الجزائر بداية النهاية لسياسة معهودة ، وبدأت مقالها بتوقعات لمعهد أمريكي تطرق الى الوضع السياسي في الجزائر. بدوره، موقع فرانس تي في انفو خصص مقاله لكيفية تفاعل مواقع التواصل الاجتماعي مع المسيرات في الجزائر، وكتب إنه منذ منتصف فيفري، كان عشرات الآلاف من الجزائريين يحتجون في الشوارع، وهي الأحداث التي لا تزال تجمع الكثير من الشعب، الجمعة 1 مارس، وأضافت: مثل الربيع العربي في عام 2011، بدأت حركة الاحتجاج هذه من الشبكات الاجتماعية. منذ ذلك الحين، ازدهر ونظم نفسه عبر الإنترنت . بالمقابل، مارست العديد من وسائل الإعلام الأجنبية هوايتها للصيد في المياه العكرة كلما تعلق الأمر بأخبار الجزائر، حيث ركزت العديد من الدكاكين الاعلامية في فرنسا والمغرب وغيرها، بشكل فاضح، في تعاطيها مع المسيرات السلمية على أعمال التخريب المنعزلة التي شهدتها الجزائر العاصمة، رغم إقرار مصالح الأمن بأن الأمر يتعلق بأشخاص لا علاقة لهم بالحراك السلمي وكانوا تحت تأثير المخدرات. وهنا اختارت فرانس 24 ، أعمال الشغب التي وقت على هامش المسيرة وركزت عليها في تقريرها، حيث عنونت الجزائر: عشرات الجرحى والموقوفين في مظاهرات حاشدة ، وكتبت: نزل عشرات الآلاف الجمعة إلى الشوارع في مختلف أنحاء الجزائر. واتسمت أغلب المظاهرات عبر البلاد بالسلمية، إلا أن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق عدد كبير من المتظاهرين تجمعوا أمام مقر الحكومة في العاصمة، ما أسفر عن وقوع 63 جريحا بينهم 56 شرطيا وتوقيف 45 شخصا، وفق ما نقل التلفزيون الجزائري العام عن الشرطة . من جهتها، عنونت صحيفة تورنتو ستار الكندية: المظاهرات تعم الجزائر والحقبة السوداء تطل برأسها ، كما ركزت بشكل كبير على أحداث الشغب المنعزلة دون ان تشير من قريب او من بعيد إلى سلمية المظاهرات. أما الصحافة المغربية، فركزت بشكل كبير على أعمال الشغب التي حدثت عقب المظاهرات السلمية، ومن بينها هيسبرس و أخبار اليوم ، وهما صحيفتان معروفتان بالتهجم على كل ما هو جزائري. وتجاهلت العديد من المواقع الاجنبية الصور الرائعة والحضارية التي صنعها الآلاف من الجزائريين في مظاهرات الجمعة، وراحت تركز على تصوير بعض الحوادث المنعزلة التي لا تمت بصلة إلى المتظاهرين الذين عبروا عن مطالبهم السياسية في جو هادئ وحضاري قل نظيره، حتى في الدول التي تدعي الديمقراطية والتحضر.