يعيش سكان قرية سيدي عراب التي تبعد بحوالي 71 كلم عن مركز بلدية ديدوش مراد بقسنطينة، تحت سقف الرعب من مخاطر المحجرة التي لا تبعد عن مقر سكناهم إلا ببضع الأمتار الوضع الذي اثر سلبا على وتيرة حياتهم اليومية، وحسب سكان القرية فإن الوحدة التابعة لمصنع سافسار لاستخراج الحصى الخاص بصناعة الآجر أصبحت تشكل خطرا حقيقيا يهدد استقرارهم بالمنطقة لما تشكله من مخاطر كبيرة على حياتهم وسلامة ممتلكاتهم، لاسيما وان سكناتهم تتعرض بشكل دائم لقدائف الحجارة المتناثرة فوق أسقف المنازل بسبب التفجيرات اليومية القوية، حيث عبر لنا الكثير من هؤلاء السكان عن استيائهم جراء تعرض أسقف وأرضيات مساكنهم للتصدعات والتشققات التي تهدد منازلهم بالانهيار خاصة وان اغلبها عبارة عن سكنات هشة، فضلا عن تلوث المحيط ومصادر المياه بسبب كمية الغبار الكبيرة التي تغطي رقعة واسعة من المكان، وهو الأمر الذي تسبب في إصابة الكثير من السكان خاصة منهم الأطفال بأمراض الحساسية والربو· هذا الواقع اليومي المرير الذي يطغى على يوميات أهالي المنطقة الذين يعيشون حالة من التأهب والاستنفار الدائم لإخلاء منازلهم بمجرد سماعهم سفارة الإنذار وذلك خوفا من انهيار المسكن في أي لحظة أثناء وبعد الانفجار حرمهم من الاستقرار والطمأنينة، فالزائر لهذه القرية النائية التي تفتقر لأبسط مؤهلات العيش الكريم يقرأ حجم المعاناة الكبيرة التي ارتسمت على وجوه ساكنيها خاصة منهم الأطفال الذين أصبحوا يعيشون جوا من الرعب والفزع و اللا استقرار جراء الأصوات القوية الناتجة عن تفجيرات المحجرة المستمرة مما حرمهم الاستمتاع بأبسط حقوقهم كاللعب والتركيز في الدراسة أو حتى النوم ملئ الجفون كبقية الأطفال· وفي ظل هذه الوضعية القاسية فإن سكان قرية سيدي عراب يطالبون بتعجيل ترحيلهم لسكنات اجتماعية أو منحهم حصصا خاصة بالبناء الريفي بعيدة عن خطر المحجرة·