رغم ما شهدته المسيرات والمظاهرات السلمية التي جابت كامل ربوع الوطن طيلة الثلاث جمعات الماضية من مظاهر التآزر والترابط بين أفراد الشعب الواحد، إلا أن ذلك لم يمنع بعض المتربصين بالمسيرات من محاولة إخراجها من إطارها السلمي، من خلال بعض المناوشات بين رجال الأمن ومنحرفين حاولوا قدر المستطاع تخريب فرحة الجزائريين وكل تلك الصور الجميلة التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ورغم هذه الأحداث المؤسفة التي تسببت في إصابات طفيفة وسط رجال الأمن، إلا أن المسيرات بقيت سلمية وسجلت جانب آخر من شخصية الشعب الجزائري الذي يميل بمناسبة وغير مناسبة إلى التنكيت، ويظهر ذلك جليا في مختلف الشعارات واللافتات المرفوعة خلال المسيرات التي ميزها طابع الطرافة والضحك. تزامنت مظاهرات الجمعة الماضي الموافق لتاريخ 8 مارس مع الاحتفال بعيد المرأة، حيث كان الاحتفال بهذا اليوم مختلف تماما عن ماضيه نظرا لتزامنه مع المظاهرات السلمية التي جابت ربوع الوطن وكان فرصة للمرأة الجزائرية للخروج والمشاركة إلى جانب أخيها الرجل في هذه المظاهرات، لتقول رأيها السياسي وتطالب بالتغيير والإصلاحات من جهة، وتحتفل بعيدها العالمي من جهة أخرى. وفي إطار هذه المسيرات الشعبية، فضلت العديد من النساء الخروج بالزي التقليدي على غرار اللباس القبائلي و الحايك ، وهن في كامل وأبهة حلة لعل وعسى أن تظفر بعضهن من العازبات بفارس الأحلام وسط الحشود من الرجال التي كانت متواجدة ضمن هذه المظاهرات. ولم تخلو بدورها مواقع التواصل الاجتماعي من صور المتظاهرين ضمن المسيرات الشعبية ممن حملوا لافتات مضحكة وأخرى بعيدة كل البعد عن المطالب الأساسية التي خرج من اجلها الشعب، حيث حملت بعض النسوة من العازيات لافتات مكتوب عليها زوجوني ، وأخرى أريد رجلا ، فيما حمل البعض الأخر من المتظاهرين لافتات أخرى تحمل شعارات مضحكة على غرار شعار سلمية سلمية راهي مرقية . وتم تداول هذه اللافتة نظرا للإشادة الدولية التي شهدتها المظاهرات السلمية بالجزائر، ما دفع البعض لرفع هذه اللافتة خوفا من العين والحسد. كما حمل المتظاهرين لافتات أخرى تحمل عبارات مضحكة، إلا أن لها أبعاد سياسية بحتة على غرار احد المتظاهرين الذي حمل لافتة مكتوب عليها الربيع الجزائري نطيبو فيه غير الرفيس والبراج ، في إشارة منه إلى الربيع العربي الذي شهدته بعض الدول العربية وكانت له أثار سلبية عليها، ولافتة أخرى مكتوب عليها إحنا تسونامي ماشي موجة ما تقدروش تركبونا ، والتي تشير لبعض الجهات التي أرادت ركوب الموجة من خلال الحراك الشعبي الذي تشهده البلاد. ولعل من بين الصور الجميلة التي طبعت مسيرات الجمعة الثالثة، هو خروح سكان غرداية جبنا الى جنب عربا وبني مزاب، في حراك سلمي يطالبون فيه بالتغيير، طاوين بذلك سنوات الصراع في تلك المنطقة من الجزائر.