إختتمت بقصر مليكة فعاليات موسم الزيارة السنوية لوادي ميزاب، التي ينظمها أعضاء الحلقة الدينية الاباضية (العزابة) لخمس قصور وادي ميزاب، ترحما وتكريما لعلماء وأسلاف أهل المنطقة. وتبرز هذه التظاهرة مظاهر تماسك سكان وادي ميزاب بعادات وتقاليد أسلافهم وأجدادهم، وكذا المحافظة علي التراث اللامادي للمنطقة، وذلك من خلال زيارة أعضاء وأعيان حلقة العزابة بحضور السكان خاصة الشباب للمقابر وأضرحة أسلافهم وأعيان المنطقة. ويلتقي الجموع بسوق كل قصر (غرداية ومليكة والعطف وبنورة وبني يزقن) قبل التوجه نحو المقابر والأضرحة للترحم علي أرواح أسلافهم من أعيان وأئمة، الذين كانوا يتميزون بورعهم وإيمانهم القوي ونشرهم للقران الكريم، لتفتح الزيارة بتلاوة آيات قرآنية، قبل أن يعبر المشاركون أزقة القصر في جو روحاني مع ترديد بصوت عالي مدائح النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام. ويقوم أعيان حلقة العزابة خلال هذه المناسبة بتقديم شروح، خاصة للشباب، حول تاريخ هذه الأماكن ودور أسلافهم في المحافظة على الدين الإسلامي وكذا تماسكهم بعادات وتقاليد المنطقة، وفقا لما صرح به عبد الله. ص، أحد قاطني قصر بنورة. وأفاد بكيري، شاب من قصر مليكة، من جهته، بأن هذه الزيارات بمثابة دليل على تجديد ارتباط سكان وادي ميزاب بالإسلام وحبهم الذي لا يتزعزع لخاتم الأنبياء والمرسلين عليه الصلاة والسلام، وهي أيضا فرصة للترحم وذكر خصال أسلاف وعلماء المنطقة المتوفين. وشهدت المقابر، قبل الشروع في هذه الزيارة، حملة تنظيف وتخليص هذه الأماكن من النفايات المتراكمة بها، في عملية تدل علي القيم الروحية والإنسانية وقيم التحضر التي يتحلي بها المواطنين بالمنطقة. وتختتم الزيارة بحلقات بمسجد كل قصر مجتمعين حول أطباق تقليدية علي غرار الكسكسي و إيوزان ، وهو عبارة عن حساء من القمح المكسر مع تقديم الحليب والتمر، إلى جانب القيام بالصلاة وتلاوة سورة الفاتحة من طرف الحاضرين، متضرعين إلى الله تعالى ليجعل الموسم الفلاحي وافر وطالبين الرحمة والمغفرة للموتى.