* email * facebook * twitter * google+ سجلت المحطة المعدنية لمنطقة زلفانة اهتماما متزايدا من طرف سكان مختلف مناطق الوطن لاسيما ضمن فئة المسنين بحثا عن العلاج خلال فترة العطلة المدرسية الربيعية 2019 نظرا للسمعة التي يحظى بها الحمام، حسبما أكده مسؤول بالمجلس الشعبي البلدي لهذه الجماعة المحلية، وعرف الحمام "تدفقا استثنائيا الزوار بحثا عن العلاج بزلفانة التي يرتبط اقتصادها بشكل أساسي بالسياحة الحموية"، كما أوضح رئيس المجلس الشعبي البلدي عمار بن غوشي الذي لاحظ ارتفاع هذا التدفق من سنة إلى أخرى فضّل حوالي 15 ألف زائر قضاء عطلتهم الربيعية بهذه المحطة المعدنية التي لا تقتصر على الدور الكلاسيكي للحمامات بهدف العلاج فقط بل أصبحت أيضا مكان للانتجاع عرف كيف يحتفظ بالطابع التقليدي الذي يلقى استحسان عدد كبير من الزوار. قدرة استقبال محدودة وحسب السيد غوشي، فإنّ محبي وعشاق الصحراء يقعون في سحر هذه الواحة الجميلة والخضراء محاطة بعدد لا يحصى من الكثبان الرملية، مبرزا أنّ الافتتان بحمامات زلفانة يرجع أيضا إلى سمعتها على المستوى الوطني. وتصارع هذه المدينة من أجل احتواء تدفق الزوار بالنظر إلى محدودية قدرة استيعاب هذا التدفق الذي قد يصل إلى ضعف عدد سكان المدينة ما يجبر عديد الزوار على الاستقرار بغرداية والتنقّل إلى زلفانة يوميا. وتعدّ قدرة الاستقبال محدودة مقارنة بإقبال الزوار لاسيما خلال عطلتي الشتاء والربيع كما أوضحه السيد "ل. بوخليفة" مسير حمام بزلفانة، مضيفا بأنه وخلال هذه الفترات التي تتميّز بإقبال كبير للزوار يخلق حركة كبيرة في الأسواق وحركة كثيفة للمرور بهذه الجماعة المحلية المعتادة على الهدوء. وعبّر مواطنون التقتهم "وأج" بزلفانة عن حسن أجواء الاستقبال والضيافة وقالوا عن أجواء حمامات زلفانة إنّها "جد ممتعة"، وعمل ستيني قاطن بتمنراست بمشورة ونصائح أصدقائه بعد معاناة من مرض المفاصل، القيام برحلة نحو زلفانة قصد العلاج بحماماتها المهيأة في شكل أحواض، حيث تجري مياه ساخنة غنية بالمعادن لراحة المرضى. فضاء للراحة والاسترخاء تعتبر زلفانة الواقعة على ارتفاع 400 متر وسط الحمادة والكثبان الرملية في مفترق الطرق المؤدي نحو ورقلة وأقصى الجنوب موقعا ووجهة للراحة والاستجمام، وتستقطب الفوائد العلاجية لمياهها والمتفّق عليها بالإجماع آلاف الزوار سواء من أجل استعادة اللياقة البدنية أو العلاج من عديد الأمراض كالتهابات المفاصل والأمراض الجلدية. ولا تزال هذه المنطقة المعدنية التي تتوفر على طاقة إيواء مقدّرة ب800 سرير بعيدة عن تلبية متطلبات الزوار وطالبي العلاج الوافدين عليها بالرغم من أنّ عديد المواطنين ينتهزون الفرصة لتأجير سكناتهم ومرائبهم. وتعد مياه زلفانة الحموية التي تصل درجة حرارتها إلى 41،5 درجة وذات الفوائد العديدة التي أثبتت جدواها العلاجية الفضل في إنشاء وازدهار هذه المنطقة وذلك منذ اكتشاف أول بئر بها سنة 1947. ويتم تسجيل أزيد من 300 ألف زائر سنويا بهذه المحطة المعدنية الصغيرة التي تحصي 9 فنادق صغيرة وشاليهات. وبهدف تعزيز هذه المحطة تم تهيئة منطقتين للتوسع السياحي لفائدة المستثمرين الراغبين في استحداث وبناء هياكل حموية وفندقية حسب السلطات المحلية. وادي ميزاب ... اختتام موسم "الزيارة" اختتمت بقصر مليكة، مساء أوّل أمس السبت، فعاليات موسم "الزيارة'' السنوية لوادي ميزاب، التي ينظّمها أعضاء الحلقة الدينية الإباضية (العزابة) لخمسة قصور وادي ميزاب ترحما وتكريما لعلماء وأسلاف أهل المنطقة. وتبرز هذه التظاهرة مظاهر تماسك سكان وادي ميزاب بعادات وتقاليد أسلافهم وأجدادهم وكذا المحافظة على التراث غير المادي للمنطقة وذلك من خلال زيارة أعضاء وأعيان حلقة العزابة بحضور السكان خاصة الشباب للمقابر وأضرحة أسلافهم وأعيان المنطقة. ويلتقي الجموع بسوق كل قصر (غرداية ومليكة والعطف وبنورة وبني يزقن) قبل التوجّه نحو المقابر والأضرحة للترحم على أرواح أسلافهم من أعيان وأئمة الذين كانوا يتميّزون بورعهم وإيمانهم القوي ونشرهم للقرآن الكريم لتفتح الزيارة بتلاوة آيات قرآنية قبل أن يعبّر المشاركون أزقة القصر في جو روحاني مع ترديد بصوت عالي مدائح النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام. ويقوم أعيان حلقة العزابة خلال هذه المناسبة بتقديم شروح -خاصة للشباب- حول تاريخ هذه الأماكن ودور أسلافهم في المحافظة علي الدين الإسلامي وكذا تماسكهم بعادات وتقاليد المنطقة، وفقا لما صرح لوأج السيد "عبد الله. ص« أحد قاطني قصر بنورة. وأفاد السيد بكيري شاب من قصر مليكة، من جهته، أنّ هذه الزيارات بمثابة دليل على تجديد ارتباط سكان وادي ميزاب بالإسلام وحبهم الذي لا يتزعزع لخاتم الأنبياء والمرسلين عليه الصلاة والسلام، وهي أيضا فرصة للترحم وذكر خصال أسلاف وعلماء المنطقة المتوفين. وشهدت المقابر قبل الشروع في هذه الزيارة حملة تنظيف وتخليص هذه الأماكن من النفايات المتراكمة بها، في عملية تدل علي القيم الروحية والإنسانية وقيم التحضر التي يتحلي بها المواطنين بالمنطقة. وتختتم الزيارة بحلقات بمسجد كل قصر مجتمعين حول أطباق تقليدية علي غرار الكسكسي و''إيوزان'' وهو عبارة عن حساء من القمح المكسر مع تقديم الحليب والتمر، إلى جانب القيام بالصلاة وتلاوة سورة الفاتحة من طرف الحاضرين متضرعين إلى الله تعالى ليجعل الموسم الفلاحي وافرا وطالبين الرحمة والمغفرة للموتى.