تعتبر بلدية بومقر بولاية باتنة من البلديات الريفية ذات الطابع الفلاحي، تتميز بتسلسل التضاريس بين السهل والجبل، بما يتخللهما من الشعاب والوديان والتلال، ورغم ذلك تبقى هذه البلدية بعيدة عن أدنى شروط التنمية، والنهوض بها في مختلف المجالات والجوانب يبقى أمر حتميا، وللتعرف أكثر على مشاكل هذه البلدية سنحاول في هذا الريبورتاج توضيح واقع مختلف القطاعات• كنوز أثرية تتعرض للنهب تزخر البلدية بعدة النقاط الأثرية تعود للعصر النوميدي وللعهد الروماني، إلا أنها معرضة للإهمال والنهب، والاستغلال اللاعقلاني، من طرف بعض المواطنين الذين لا يعرفون قيمة مثل هذه الآثار، وهذا راجع إلى عدم اهتمام السلطات المحلية وكذا الجهات الوصية المعنية بهذه الأماكن الهامة جدا، فمثلا في منطقة تيخوباي نجد الحضارة النوميدية مجسدة في عدد هائل من القبور التي تعود إلى هذه الحقبة الزمنية الهامة من تاريخ المنطقة ، كما تنتشر الكثير من المعالم الدالة على المدينة الرومانية القديمة، مثل خربة سي حسين، خربة الشعرة وخربة السرابحة ··· هشاشة المؤسسات يعيق التحصيل الدراسي ولنعرج على قطاع التربية والتعليم، الذي يعاني هو الآخر من بعض النقائص، إذ تضم البلدية خمس مدارس ابتدائية قديمة ما عدا مدرسة بورقبة الحديثة البناء، تعمل بنظام الدوامين، نظرا لقلة الأقسام وكثرة التلاميذ، إلا إذا استثنينا مدرسة مقونسة التي لا يوجد بها عدد كبير من التلاميذ، حيث نجد 23 حجرة للدراسة مقابل فوجا دراسيا في المؤسسات الخمس، كما تعاني معظم الأقسام خاصة في مدرستي بومقر وحسون من الاهتراء وظهور تشققات في بعض الجدران، فيما لا تخضع ساحات المدارس لتهيئتها بالكامل مما يعيق حركة التلاميذ بداخلها خاصة في فصل الشتاء الماطر، ناهيك عن مشاكل أخرى كالنقائص الموجودة بدورات المياه وعدم توفر المساحات الخضراء، مما يؤثر سلبا على التلاميذ والمعلمين والعمال على حد السواء، ويأمل الأولياء في حديثهم للسياسي بأن يروا مدارس توفر الراحة لأبنائهم وتوفر عنهم العناء· كما توجد ببلدية بومقر متوسطتين، تعود إحداهما لسنة 7891 والثانية إلى سنة 7002، هذه الأخيرة و بعد موسمين دراسيين فقط، ظهرت على جدرانها فتحات وشقوق بسبب سوء الإنجاز والمتابعة التقنية، مما اضطر الوصاية إلى الإسراع في إجراء عمليات الترميم الجارية أشغالها حتى اليوم، وتحتوي هذه المتوسطة على 41 حجرة للدراسة مقابل 80 فوجا دراسيا و362 تلميذا، ومخبرين وورشة، ويستفيد تلاميذها من نظام النصف داخلي، أما المتوسطة القديمة ففيها 61 حجرة دراسية مقابل 71 فوجا، و 175 تلميذا، ومخبرين وورشتين ويستفيد تلاميذها من نظام النصف داخلي، ويبقى أكبر مشكل مطروح في المؤسستين هو غياب المدرج، وأيضا مكان يحمي التلاميذ من الأمطار في فصل الشتاء كما لا تتوفر المؤسستين على قاعة للإعلام الآلي والإنترنت· والمواطنون يحلمون بثانوية جديدة البلدية ورغم احتوائها على متوسطتين وعدد كبير من طلبة المستوى الثانوي، إلا أنها لم تستفد من ثانوية لحد كتابة هذه الأسطر حيث أن هؤلاء الطلبة يعانون يوميا جراء التنقل إلى كل من ثانوية نقاوس ومتقنة نقاوس البعيدة بحوالي 01 كلم، وهذا ما يجبرهم على الخروج باكرا من المنازل، خاصة القاطنين بكل من حي بورقبة وحي لحنانشة· نقص الإمكانيات يرهن مستقبل القطاع الفلاحي تشتهر المنطقة حسب ممثل الفلاحين في البلدية فلاحي بشير بحقول المشمش والزيتون وأنواع أخرى، إضافة إلى زراعة الحبوب، إلا أن فترة الجفاف التي ضربت المنطقة في أواخر التسعينات وتسببت في جفاف منبع الماء، أثرت سلبا على الفلاحة خاصة حقول المشمش التي جفت جل أشجارها، كما قام فلاحون من المنطقة بحفر 9 آبار ارتوازية، واستصلاح الأراضي البور، وغرس الأشجار المثمرة وأغلبها تقع في منطقة مقونسة، وبدلوا جهودا كبيرة لإنجاح هذه الاستثمارات رغم الصعوبات الكبيرة التي يجدونها أمامهم، وعلى رأس هذه الصعوبات عدم ربط آبارهم بالكهرباء، مما يكلفهم التعب والمال لجلب المازوت بغرض تشغيل المحركات لضخ المياه· العيادة النسائية والمداومة الليلية من أبرز المطالب لم يعرف القطاع الصحي تطورا، حيث تتواجد أربعة مستوصفات، ثلاثة منها تداوم، والرابع المتواجد على مستوى حي الشهداء لم يستأنف العمل به، رغم إكمال بنائه منذ عدة سنوات، أما المستوصفات الثلاثة الأخرى الواقعة في كل من حي حسون،حي شنطوط وحي مقونسة، لا تفي بالغرض، لأنها لا تداوم في ساعات الليل مما يضطر المواطنين لنقل مرضاهم إلى مستشفى نقاوس، في سياراتهم الخاصة أو سيارات الأجرة، ويأمل المواطنون في أن تفتح قاعة استعجالات أولية تعمل على مدار اليوم في المستوصف الواقع في حي شنطوط، والذي تتوفر فيه كل الشروط لذلك، كما طالبوا بفتح عيادة نسائية، نظرا لما تعانيه النساء المقبلات على الولادة جراء التنقل إلى مستشفى نقاوس، وكذا معاناة المواطنين المسجلين في نقاوس في استخراج وثائقهم الأصلية· ··وانتهاك حق البيئة والمحيط مجال البيئة والمحيط، الذي يعرف هو الآخر مظاهر كارثية من رمي عشوائي للنفايات أمام المنازل وإحراقها، أثر على صحة المواطنين وسلامة البيئة، في ظل عدم توفر شاحنات خاصة بالنفايات، تمر عبر كل الأحياء كما هو متعارف عليه في مختلف البلديات، علما أن الجرار الوحيد التابع للبلدية والمخصص لجمع النفايات يقتصر مروره على الطريق الوطني والأحياء الكبيرة والمؤسسات العمومية فقط· غياب الطرقات·· الكهرباء والغاز من جهة أخرى لحظنا تدهور شبكة الطرقات في البلدية، حيث أن المؤدية منها إلى أحياء البلدية المترامية الأطراف غير مهيئة، ولا تتماشى مع متطلبات العصر، أما الطرق المعبدة في البلدية، فتزفيتها لم يخضع للمواصفات المعمول بها، مما أثار استهجان مستعمليها من أصحاب السيارات الذين يعانون من اهتراءها وكثرة حفرها، كما أن الكثير من المنازل لا تصلها الأعمدة الكهربائية، مما حرمها من أحد حقوق المواطنة، ناهيك عن معاناة سكان أحياء البلدية من انعدام الإنارة العمومية حيث تغرق هذه الأحياء و الطرق المؤدية لها في الظلام الحالك بحلول الليل خاصة في فصل الصيف مما يصعب تنقل السكان، حتى على مستوى الطريق الوطني العابر للبلدية، الذي تتوفر به مسافات قصيرة في نقاط متفرقة تتوفر على الإنارة العمومية · لم تستفد عدة أحياء عبر البلدية من غاز المدينة، هذه الطاقة الضرورية في منطقة معروفة ببرودة الطقس خاصة في فصل الشتاء، علما أن البلدية استفادت ببرنامج خاص سنة 2002 إلا أنه لم يغط إلا نسبة قليلة من أحياء البلدية، لتبقى معاناة سكان الكثير من الأحياء مع تحمل أعباء قارورات غاز البوتان، وندرتها في فصل الشتاء وارتفاع ثمنها أيضا· بومقر··مقبرة النشاطات الشبانية رغم كون بلدية بومقر تزخر بطاقات شبانية قادرة على العطاء في مختلف المجالات الثقافية من مسرح، رسم، فنون تشكيلية، شعر، إلا أن معظم هؤلاء الشباب يعانون من البطالة، مما يسبب لهم إحباطا نفسيا و لا يسمح لهم بتفجير طاقاتهم، بحيث لا تحتوي المنطقة على مكتبة عمومية أو مرافق أخرى للشباب، مما أثر كثيرا على نشاط الحركة الجمعوية والمجتمع المدني حسب ما أكده عبد الباسط سعادي رئيس جمعية نشاطات الشباب لدار الشباب بومقر، أما الفوج الكشفي المسمى بويذبيرن و الذي بدأ نشاطه في سنة 3002 في بومقر، وعرف إقبالا كبيرا حيث بلغ المنتسبون إليه أكثر من 003 كشاف، وعرفت أنشطته نجاحا كبيرا،على مدى موسمين تخللهما مخيمين كشفيين ناجحين، وعدة نشاطات ثقافية وكشفية وحتى رياضية، إلا أن أعضاؤه اضطروا إلى التوقف عن النشاط، بعد أن تم تحويل مقرهم إلى ملحقة للتكوين المهني، هذه الأخيرة التي أغلقت أبوابها منذ سنتين· ··وركود رياضي رهيب وتعرف الرياضة حاليا ركودا رهيبا، حسب رئيس النادي الرياضي للهواة بولقيس صليح، هذا النادي الذي بعث نشاطه في الموسم الرياضي 8002/9002 ، بفريق لكرة القدم حقق في موسمه الأول نتائج طيبة في البطولة الولائية رغم نقص الإمكانات، وظروف التدريب السيئة في الملعب البلدي الذي يبقى في نزاع قانوني بين البلدية وأحد المواطنين حول ملكية القطعة الأرضية، علما أنه حاليا لا يتوفر على أدنى شروط العمل، مثل غرف تغيير الملابس والأرضية المناسبة والسياج، والتي تم تخريبها بطريقة بشعة ومقصودة من طرف مجهولين، ويضيف ''في الموسم الفارط لم يستطع الفريق المواصلة، وانسحب من البطولة في منتصف الموسم''، وتعود أسباب الانسحاب لحالة الملعب وضعف الإمكانيات، والذي تبقى عدم تهيئته وفصل النزاع فيه، أو تشييد ملعب جديد في مكان آخر علامة استفهام لدى الجميع، كما أن البلدية لا تتوفر على مسبح بلدي يلجأ له الشباب في فصل الصيف الشديد الحرارة · لا تحتوي البلدية على ملاعب جوارية عدا الموجود بدار الشباب، تكون متنفسا للشباب وتعطي لهم الفرصة لممارسة كرة القدم واكتشاف بعض المواهب الكثيرة وتزخر البلدية بطاقات شبانية في رياضات أخرى غير كرة القدم مثل العدو الريفي والرياضات القتالية التي كانت بها مدرسة أخرجت أبطالا للشرق، إلا أنها توقفت عن النشاط لنقص الإمكانات المادية، وتبقى البلدية وشبابها في حاجة إلى قاعة متعددة الرياضات، لتفجير الطاقات الشبانية في مختلف الرياضات· ويبقى سكان بلدية بومقر وخاصة فئة الشباب، في انتظار إطلالة شمس جديدة تحمل لهم مشاريع تنموية، ومنشآت رياضية وقاعدية تفك العزلة عنهم، وتدمجهم في الحياة الواعدة التي ينتظرونها·