تقع بلدية بن خليل شمال ولاية البليدة، مرت خلال العشرية السوداء بظروف أمنية صعبة جعلتها من أفقر وأبطء واعزل البلديات في انجاز العديد من المشاريع الإنمائية. ورغم كل المشاريع المجسدة، تبقى تحاول اليوم بعد استتباب الأمن النهوض بكافة القطاعات من خلال تجسيد بعض المشاريع الضرورية كالمؤسسات التربوية والسكن والهياكل الرياضية والصحية والخدماتية. ويعمل المجلس الشعبي البلدي الحالي الذي يترأسه السيد طيبي داود على تحقيق كافة المرافق التي يحتاجها المواطنون المتعطشون إلى هياكل ثقافية ورياضية وخدماتية أخرى، مع العلم ان بلدية بن خليل المتكونة من ثلاثة مراكز كبرى وهي مركز بن شعبان أين يوجد مقر البلدية، ومركز بن خليل ومركز بن حمداني، إلى جانب العديد من الأحياء الكبرى والمداشر والاحواش المترامية الأطراف على مستوى مداخل ومخارج المنطقة. الصحة لا تلبي حاجة المواطنين ان قطاع الصحة ببلدية بن خليل ناقص ولا يلبي حاجة السكان، حيث لا تتوفر المراكز الثلاثة الا على قاعة للعلاج ومستوصف بمقر البلدية ولا توفر هذه الهياكل الفقيرة حاجة السكان الذين يضطرون الى التنقل الى بلدي بوفاريك او بلدية وادي العلايڤ او مدينة البليدة من اجل تلقي ابسط العلاج. اما فيما يخص الاطباء، فان هذه المرافق الصحية الضعيفة لا تتوفر على عدد كاف منهم ولا تتوفر على اطباء متخصصين، الامر الذي يدفع السكان للتوجه نحو المدن الكبيرة بحثا عن العلاج الامثل. كما لا يتوفر مستوصف البلدية بمركز بن شعبان على اطباء مناوبة، حيث يغلق ابوابه مبكرا تاركا السكان مجبرين على التنقل الى مدينة بوفاريك التي تبعد عن البلدية بثمانية كيلومترات وسيارات الاسعاف لا اثر لها في الفترة الليلية. اما اذا تحدثنا عن المعدات والتجهيزات الطبية الحديثة، فانها غائبة، حارمة بذلك المواطنين من تقديم خدماتها. أما قاعات العلاج بكل من مركز بن خليل ومركز بن حمداني، فحدث ولا حرج... فهي خدمات دون المستوى. قطاع الأشغال العمومية نصف الطرقات غير معبّدة والجسور والوادي الاصطناعي ينقذ المدينة من الفيضان، رغم كل محاولات البلدية تعبيد وتهيئة كافة الطرقات، الا انها لم تستطع تحقيق هذا المطلب، حيث لا تزال العديد من الاحياء والقرى والاحواش لم تستفد من هذا المشروع ويبقى السكان يعانون في فصل الشتاء من الاوحال والغبار في فصل الصيف، الذي يتسبب في إزعاج المرضى، خاصة المصابين بالأمراض التنفسية كالربو والحساسية، ومن بين المشاريع التي استحسنها السكان، مشروع الوادي الاصطناعي الذي قامت بانجازه مديرية الري لولاية البليدة بتكلفة مالية عالية، وشهد هذا الأخير تأخرا كبيرا في مدة الانجاز نحو السنتين.. ويهدف هذا المشروع الهام والضخم إلى حماية مدينة بن شعبان من خطر الفيضانات التي عرفتها المنطقة لثلاث سنوات متتالية، وبنت البلدية جسورا على مستوى هذا الوادي لتتيح لسكان الاحواش العبور فوقها. غاز المدينة يراوح نسبة المئة بالمئة استفادت اغلب الاحياء والمراكز والقرى من غاز المدينة، هذه الخدمة التي كان يواها السكان حلما قد لا يتحقق، الا ان مصالح البلدية تمكنت من ربط معظم المناطق بهذ الشبكة وتبقى بعض الاحواش والمداشر البعيدة لم تنل هذه الخدمة وتبقى محرومة منها وتعاني في فصل الشتاء من البرد القارص ومحرومة من التدفئة وطهي الطعام وتجبر على البحث عن قارورات غاز البوتان بأثمان باهظة ولمسافات طويلة، وتأمل العائلات القاطنة على مستوى المناطق المحرومة من غاز المدينة في أن تنتبه المصالح المعنية إليها وتزودها بهذه الشبكة. الثقافة لا أثر لها بالمنطقة تفتقر بلدية بن خليل بمراكزها الثلاثة إلى مراكز ثقافية من شانها تشجيع المواهب وصقلها وإبراز الطاقات الشبابية، فهي لا تتوفر حتى على قاعات للنشاطات الثقافية التي من شأنها الدفع بالمواهب. يذكر أن بلدية بن خليل لا تتوفر إلا على مكتبة ثقافية واحدة فقط، لكن هذه الأخيرة متواجدة بمقر البلدية وتشملها عدة نقائص. وأمام هذا الغياب الكلي للهياكل الثقافية بالمنطقة، يلجأ الشباب إلى البلديات المحاذية مثل بلدية بوفاريك وبلدية وادي العلايڤ ومدينة البليدة وبلديات أخرى قريبة، وتبقى آمال الشباب معلقة إلى أجل غير مسمى في انتظار تحقيق هذا المطلب البسيط. خدمات الانترنت بعيدة عن شباب البلدية ظلت هذه الشبكة حلما بعيد المنال بالنسبة لشباب البلدية الذين يضطرون في ظل هذا الغياب التوجه إلى مدينة بوفاريك للاستفادة من خدمات الانترنت التي يعشقها الشباب وتسهل العمل لدى الباحثين والمثقفين، ونجد شباب المنطقة وفق هذه الظروف إما متسكعين في الشوارع أو جالسين داخل المقاهي لساعات طويلة بغية قتل أوقات الفراغ التي يعيشونها، خاصة بالنسبة للبطالين. الرياضة.. هياكل رياضية قليلة مقارنة بعدد النوادي تحوز بلدية بن خليل على عدد قليل من الهياكل الرياضية لا تلبي طلب الشباب، حيث لا تزال لا تتوفر إلا على ملاعب رياضية صغيرة في كل مركز ملعب صغير وعدد قليل جدا من القاعات الرياضية التي يمارس فيها الشباب أنشطتهم الرياضية المتنوعة فيما نجد الشباب القاطنين بالأحواش والقرى البعيدة والواقعة خارج البلدية يمارسون نشاطاتهم الرياضية إما داخل البساتين أو في مساحات فارغة بسبب انعدام المرافق الرياضية بمناطقهم، مع العلم ان هذه البلية أنجبت أبطال عاميين في مختلف الرياضات أمثال محمد بن قاسمية في رياضة الملاكمة ولا تزال هناك العديد من الأسماء تتدرب لتسجل أسماءها هي الأخرى وطنيا وعالميا رغم قلة الإمكانيات المتاحة. البريد خدمات ضعيفة لا ترقى لطلبات السكان نجد عبر المراكز الثلاثة مكاتب بريدية صغيرة لا تلبي طلبات السكان الذين يجبرون على التوجه إلى المراكز البريدية بكل من بوفاريك ووادي العلايڤ ونجد عدد أجهزة السحب الآلي غير كافية لامتصاص العدد الكبير من المواطنين، خاصة خلال المواسم ومواعيد سحب الرواتب، حيث نجد المكاتب مكتظة عن آخرها ويعجز الأعوان عن تلبية طلب السكان، الأمر الذي يجبر الكثير منهم إلى التوجه نحو مكاتب بوفاريك أو الدويرة او مكاتب تسالة المرجة باعتبارها الأقرب إلى المنطقة. ويضاف إلى هذا المشكل تعطل أجهزة السحب، والتي نجد عددها جهازا واحدا في كل مكتب عبر المراكز الثلاث المكونة لبلدية بن خليل وهوالمشكل الذي يخلق مناوشات بين المواطنين والأعوان وقت تعطل الحواسيب أوغياب الشبكة عنها. قطاع التعليم حاضر بقوة لا تعاني بلدية بن خليل في هذا القطاع، حيث أنها تتوفر حاليا على هياكل تربوية كافية لتلاميذها وطلابها وقد تعززت هذه البلدية الريفية خلال السنوات الأخيرة بعدد معتبر من هذه المرافق، تملك فيها اليوم عددن كافيا من المدارس الابتدائية والاكماليات وثانوية واحدة ستستقبل فيها الطلاب خلال الموسم الدراسي المقبل، وهو المرفق الذي طالما انتظره التلاميذ بهذه البلدية وكانوا في ظل غيابه يقطعون مسافة ثمانية كيلومترات باتجاه مدينة بوفاريك للدراسة بثانوياتها المتعددة وكانوا بسبب قلة النقل يتأخرون في الوصول إليها في المواعيد المحددة، مما أثّر سلبا على عدد كبير من التلاميذ. وبخصوص المطاعم المدرسية، هي الأخرى متوفرة بشكل كاف يلبي حاجة التلاميذ، خاصة أولئك القاطنين بالمناطق الريفية وعددهم كبير بالمقارنة مع عدد التلاميذ الذين يقطنون في المدينة أو بمركز البلدية. النقل المدرسي ليس لكل التلاميذ لا يزال هذا المشكل يزعج أولياء التلاميذ، خاصة أولئك القاطنين بالناطق النائية، مثل ما هو الحال بالنسبة لتلاميذ حوش بوجار وحوش سانت ماري وحوش شنشار ومناطق أخرى ريفية ومعزولة بعيدة عن مقر البلدية حيث مازال التلاميذ يقطعون مسافات طويلة للالتحاق بمقاعد الدراسة وسط ظروف صعبة، خاصة في فصل الشتاء. ويذكر أن بلدية بن خليل تملك حافلات للنقل المدرسي، لكنها لا تنقل كافة التلاميذ بل عدد قليل منهم الأمر الذي يحرم الكثير من التلاميذ الساكنين بالمناطق البعيدة على التوجه من والى منازلهم سيرا على الأقدام وهوالوضع الذي بات يؤثر سلبا على تحصيلهم العلمي وأمام هذا الوضع ينتظر أولياء هؤلاء التلاميذ من مصالح البلدية الالتفات إلى المشكل وحله في القرب الآجال.