الشعب يريد محاسبة العصابة جيش شعب.. خاوة خاوة تدوي في المسيرات خرج الجزائريون، في تاسع جمعة على التوالي، في مسيرات حاشدة بالعاصمة وولايات الوطن، للمطالبة بالتغيير الجذري للنظام ومحاربة كل أشكال الفساد. وللجمعة التاسعة على التوالي، تواصلت المسيرات السلمية عبر مختلف ولايات الوطن، جدد خلالها المتظاهرون إصرارهم على إحداث القطيعة النهائية مع النظام ورموزه وإخضاع المتورطين في قضايا الفساد وتبديد المال العام للمحاسبة القانونية. فبالجزائر العاصمة، شرع أول المتظاهرين في التجمهر منذ الساعات الأولى من صبيحة امس، فيما فضل البعض منهم قضاء الليلة في الخارج، خاصة منهم القادمين من ولايات أخرى، ليبلغ عددهم أوجه بعض صلاة الجمعة، مثلما جرت عليه العادة منذ 22 فيفري. ومثل الجمعات الفارطة، رفع المحتجون شعارات حملت المطالب التي تتكرر منذ أول مسيرة، وأخرى جديدة تتناسب والمستجدات الأخيرة التي شهدتها الساحة السياسية بحر هذا الأسبوع، والتي تصب كلها في خانة محاربة الفساد وأهله و الدعوة إلى فتح المجال أمام الطاقات الوطنية الحية التي تتمتع بالنزاهة والكفاءة لحمل المشعل. وردد المتظاهرون بالعاصمة ومختلف ولايات الوطن شعارات تطالب بالتغيير الجذري والشامل للنظام وبناء دولة الحق والقانون، تطبيق أحكام الدستور وكذا احترام إرادة الشعب ومحاربة الفساد، بالإضافة الى رفض التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي للبلاد، والعمل على تطبيق المادة 07 من الدستور التي تشير إلى أن الشعب هو مصدر كل السلطات. كما أشاد المتظاهرون، خلال هذه المسيرات الشعبية، بالجيش الوطني الشعبي وبدوره في الحفاظ على استقرار البلاد وحماية ترابها ووحدتها الوطنية، حيث رفع المتظاهرون شعار الجيش الشعب.. خاوة خاوة . ومن بين الشعارات الشعب ضد النظام شكلا ومضمونا ، و يتنحاو ڤاااع . ودعا متظاهرون في الجمعة التاسعة من الحراك الشعبي السلمي قضاة الجمهورية إلى فتح ملفات الفساد لمحاسبة المسؤولين عن تدهور الوضع الاقتصادي للبلاد ونهب المال العام طيلة سنوات، رافعين لافتات تنادي بتكريس استقلالية العدالة وبناء دولة الحق والقانون. ومما ميز مسيرة أمس، غلق النفق الجامعي لساحة موريس أودان في الاتجاهين، عقب الأحداث التي سجلت الجمعة المنصرم، كإجراء امني تحفظي، فيما انتشر المتظاهرون في باقي الأماكن التي احتضنت منذ البداية مسيراتهم، على غرار ساحة البريد المركزي وديدوش مراد وغيرها. وقد طغى على المشهد هتافات المحتجين المطالبين برحيل من لايزالون في مناصب المسؤولية من بقايا النظام ، كرئيس الدولة عبد القادر بن صالح والوزير الأول نور الدين بدوي، إلى جانب شعارات جددوا من خلالها حبهم للوطن وتمسكهم بسلمية المسيرات، وكل ذلك وهم متشحون بالألوان الثلاث للعلم الوطني، الأحمر والأخضر والأبيض. وعرفت مسيرات 19 أفريل، المطالبة بتغيير النظام ورحيل جميع رموزه، مشاركة قياسية في مختلف ربوع الوطن، إذ رفعوا خلالها شعارات تطالب برحيل جميع رموز نظام الرئيس المستقيل، عبد العزيز بوتفليقة. وعرفت العاصمة أكبر نسبة مشاركة في الاحتجاجات، عبر مسيرة مليونية تمركزت في مختلف الشوارع الرئيسية، ساحة البريد المركزي، شارع ديدوش مراد، شارع محمد الخامس، ساحة موريس أودان، ساحة أول ماي وشارع حسيبة بن بوعلي وغيرها من الشوارع الرئيسية وسط العاصمة، إذ توافدوا بأعداد هائلة من مختلف ربوع الوطن ورفعوا شعارات مناوئة للعديد من السياسيين ورموز النظام الذين طالبوهم بالمغادرة، على رأسهم الباءات الثلاثة المتبقية.