أجمع عدد من الأطباء المختصين المشاركين بالبليدة، في أشغال ملتقى وطني حول التوتر والصحة ، أن نسبة معتبرة من حالات الولادة المبكرة سببها تعرض المرأة الحامل لضغوطات نفسية. ويرى مختلف المتدخلون في أشغال هذا اليوم الدراسي، الذي نظم تحت شعار القلق.. القاتل الصامت الذي احتضن فعالياته معهد الكلى بالمستشفى الجامعي فرانس فانون ، أن تعرض المرأة الحامل لضغوطات نفسية يرفع من نسبة خضوعها للولادة المبكرة وحتى احتمالية إصابة الطفل بأمراض فيزيولوجية أو ذهنية عقب الولادة. وأكدت في مداخلتها أميرة بوخلاري، الطبيبة المقيمة بالمركز الاستشفائي الجامعي وحدة حسيبة بن بوعلي، أن العديد من حالات الولادة المبكرة التي استقبلتها هذه الوحدة الاستشفائية كان أحد أهم أسبابها تعرض المرأة الحامل لضغط نفسي سببه التوتر أو الغضب، كما أوضحت ذات الطبيبة أن تعرض المرأة الحامل للقلق، خاصة خلال الشهور الأولى من الحمل، يعرضها لخطر الإجهاض وقد يؤثر حتى على نمو الجنين، فضلا عن إمكانية تعرض الطفل عقب الولادة إلى أمراض أخرى، على غرار اضطراب التوحد أو أمراض ذهنية و فيزيولوجية أخرى. وبحسب أميرة بوخلاري، فإن أفضل وسيلة للحافظ على صحة الأم وجنينها هو إبعادها عن كل مسببات التوتر التي قد تسببها لها ضغط نفسي، فضلا على حرصها على ممارسة رياضة المشي والالتزام بنظام غذائي صحي. وبدورها، حذرت الدكتورة خديجة دراي، من المستشفى الجامعي فرانس فانون ، من مخاطر تعريض المرأة الحامل للتوتر والضغط النفسي، خاصة وأنها تصبح جد حساسة خلال هذه المرحلة، الأمر الذي قد يتسبب لها في إجهاض أو ولادة مبكرة التي تسفر أحيانا عن موت الجنين. كما تطرق المتدخلون خلال هذا اللقاء العلمي إلى مختلف الأمراض التي يتسبب فيها عامل القلق، أبرزها أمراض الجهاز الهضمي على غرار القولون العصبي الذي ارتفعت حالات الإصابة به خلال السنوات الأخيرة، نظرا للقلق والتوتر الذي يعيشه الفرد سواء في حياته الشخصية أو المهنية. وفي مداخلاتهم، قال أطباء مختصون أن 90 بالمائة من الأمراض المزمنة، على غرار داء السكري أو ارتفاع ضغط الدم، سببها التوتر والقلق. وفي هذا الشأن، تقول المختصة في طب الجلد بمستشفى فرانس فانون ، الدكتورة نيبوش، أن التوتر والقلق قد تؤدي إلى الأمراض الجلدية التي يتصدرها مشكل تساقط الشعر الذي تعاني منه العديد من النساء وحتى الرجال على حد سواء، باختلاف الفئات العمرية. وفي سياق ذي صلة، حذر المختصون أيضا من خطورة الإفراط في الأدوية المضادة للقلق التي قد تؤدي إلى الإدمان، داعين كل شخص يعاني من التوتر والقلق في حياته اليومية إلى ممارسة الرياضة بشكل يومي، خاصة رياضة المشي، فضلا عن الالتزام بنظام غذائي صحي. للتذكير، فقد تم تخصيص حيز مهم من أشغال هذا الملتقى الوطني لمناقشة موضوع القلق والصحة بطريقة أكاديمية مفصلة، كونه عرف حضور عدد معتبر من طلبة الطب ليختتم بمناقشة أفضل البحوث العلمية التي تناولت هذا الموضوع.