ثمن أعضاء المجلس الوطني للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء، خلال افتتاح أشغال الدورة ال43 للمجلس الوطني للمنظمة، الجهود المبذولة من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لاستكمال مسيرة التنمية، حيث جددت تمسكها بقرار المؤتمر الرابع للمنظمة، الذي وسم الرئيس بوسام أسر الشهداء، وأعربت عن تأييدها ومباركتها لتأسيس المنظمة العربية لأبناء الشهداء والمنظمة الإفريقية لأبناء مكافحي إفريقيا، التي منحت للمنظمة بعدا دوليا، كما تمت مناقشة عدد من القضايا الوطنية، ودراسة الملفات المطروحة خاصة النظامية على جدول الأعمال والذي صادق عليه أعضاء المجلس• وقد تم افتتاح الدورة من طرف الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء الطيب الهواري، بحضور وزير الدولة والأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم، ووزير البريد وتكنولوجيا الاتصال موسى بن حمادي، ووزير التضامن الوطني سعيد بركات، والأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين سعيد عبادو، بالاضافة إلى نواب رئيس المجلس الشعبي الوطني، ومجلس الأمة والمجموعات البرلمانية الافريقية، وممثل عن سفارة جهورية الصحراء الغربية، ورئيس اللجنة الجزائرية للصداقة مع الشعب الصحراوي محرز العماري، ومدراء المؤسسات العمومية، وشخصيات فاعلة، وتزامن انعقاد الدورة ال43، مع الذكرى ال23 لرحيل الرئيس هواري بومدين، حيث تم خلال الافتتاح، عرض شريط مصور من 7دقائق، تناول عرض بعض من مواقف الرئيس الراحل هواري بومدين، تذكيرا بالخط النضالي الذي ميز رجال الدولة الجزائرية منذ الاستقلال·
عمل مستمر للاهتمام بأسرة الشهيد
طخصصت الدورة لعرض حصيلة سنة 0102 من نشاط المنظمة، الذي يتخلله عدة إنجازات كانت كفيلة بتحقيق مطالب مشروعة لأسرة الشهيد، وإبراز الدور الذي لعبته المنظمة منذ تأسيسها سنة9891، بالاضافة إلى إنجازات المنظمة في إطار المجلس الشعبي الوطني، وما يتعلق ببعض التعديلات التي تخص أبناء الشهداء بالتنسيق مع الوزارة الوصية، وحسب الطيب الهواري فقد قدمت المنظمة وثيقة لوزارة المجاهدين، تم تحضيرها منذ شهر ماي الماضي، والتي تعتبر أرضية عمل واقتراحات تخص بتطبيق مواد وقوانين لفائدة أبناء الشهداء، أهمها تحمل مسؤوليتهم من طرف الدولة، التي انبثقت عنها فكرة تأسيس صندوق وطني للاستثمار والدعم لفائدة أسر الشهيد، تشارك فيها مختلف المؤسسات البنكية والمالية من أجل إنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة·
المطالبة بتفعيل اللجنة الوطنية لمتابعة تطبيق نصوص قانون المجاهد والشهيد
من جهة أخرى، دعت المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء إلى الاهتمام بأبناء الشهداء والتكفل بانشغالاتهم المشروعة، وطالبت بتفعيل اللجنة الوطنية لمتابعة تطبيق نصوص قانون المجاهد والشهيد مع مراعاة ما يحمله من أهمية في حماية الذاكرة الجماعية للشعب الجزائري، وكشف الأمين العام للمنظمة أن فيفري 1102 سيكون محطة لدراسة الجانب التشريعي للأسرة والشهيد، وفتح النقاش حول العديد من التعقيدات التي حملتها أسرة المجاهد والشهيد، كما استمرت في جلسة مغلقة أشغال خمسة ورشات، تتعلق الأولى باستراتيجية العمل المستقبلي للمنظمة وتدرس الورشة الثانية الجانب الاجتماعي و القانوني والاقتصادي للمنظمة، فيما تهتم الورشة الثالثة بالخارطة النظامية للمنظمة، وتولي الرابعة الاهتمام للكتابة التاريخية، أما الإستراتجية الخامسة فتتناول الإستراتيجية الإعلامية للمنظمة لسنة 1102· كما ندد أعضاء المجلس الوطني للمنظمة بالمعاناة اليومية للشعب الفلسطيني، والحصار الجائر على قطاع غزة، معربين في ذات السياق عن مساندتهم لكفاح الشعب الصحراوي من أجل ممارسة حقه المشروع في تقرير المصير عبر تنظيم استفتاء عادل ونزيه·
بلخادم: المنظمة تحمل أمانة التاريخ والذاكرة
أكد وزير الدولة عبد العزيز بلخادم في كلمته خلال الافتتاح، على أهمية التواصل بين الأجيال، الذي يثبت تواصل الجهود لدى أجيال اليوم بنفس القدر لدى أجيال الثورة، مخاطبا المغرضين والمشككين في وطنية شباب اليوم، موضحا أن الواقع والتاريخ كفيلان بدحض هذه الشكوك وتبديدها، محملا المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء أمانة التاريخ وأمانة الذاكرة، في مواصلة مسيرة الشهداء الكفيلة بتحرير الإنسان والأرض وبسط سبل التنمية في البلاد، منددا بالسياسية الاستعمارية التي مازالت تنتهجها بعض الأطراف الفرنسية، والجهود الرامية لسن قانون تمجيد الاستعمار، مؤكدا أن هذه الأطراف مازالت تحن للفردوس المفقود بالجزائر، في ظنها أن الذاكرة الجماعية للمواطن الجزائري قد اختفت، وأن أجيال اليوم التي لم تعرف جحيم الثورة، سيتضاءل حرصها على السيادة الوطنية والمطلقة للشعب الجزائري، مشددا على ضرورة العمل على التأسيس للذاكرة من أجل الإثبات للبشرية أن الاحتلال جريمة ينبغي أن يدان عليها، وإجبار فرنسا اليوم إذا كانت راغبة في تعزيز علاقاتها مع الجزائر، على الوفاء بواجب الذاكر والاعتذار للجزائريين عما اقترفته فرنسا الاستعمارية، في حق تاريخ الشعب الجزائري وممتلكاته ودينه وشخصياته، من باب إثبات حقائق تاريخية، وإدانة الجرائم الاستعمارية·
وأفاد الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية أن تمجيد الاستعمار جريمة في حد ذاتها، مبرزا الدور الكبير الذي تلعبه المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء في من اجل الدفاع على الثوابت الوطنية·
السعيد عبادو: على الأجيال القادمة حماية الذاكرة الوطنية
من جهته قال السعيد عبادو الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين خلال الافتتاح، أن الأجيال القادمة يترتب عليها أن تكون حريصة على حماية الذاكرة الوطنية خاصة أنها تضررت من مخلفات الاستعمار الفرنسي، مؤكدا اعتزازه بمواصلة جيل اليوم لمسيرة الشهداء، بنفس الإرادة و القوة التي ميزت أجيال الثورة، مشددا على ضرورة الخروج من الدورة ال43 للمجلس بقرارات مفيدة تكون في صالح أبناء الشهداء والجزائر، منوها بالدور الذي تلعبه الجمعيات الفاعلة في فرنسا والمجتمع المدني في الوقوف إلى جانب المساعي الجزائرية في تجريم الاستعمار ومطالبتها بالاعتذار للشعب الجزائري، عن الجرائم التي تسببت بها فرنسا الاستعمارية والتي مازالت آثارها تلوح حتى اليوم جراء التجارب النووية في الصحراء الجزائرية وشريط الألغام الذي يستنزف إمكانيات مادية وبشرية طائلة كل أسبوع، وأكد أن الواجب الوطني يملي على الجزائريين الرد بقانون مماثل لتجريم الاستعمار·
من جانبه دعا الطيب الهواري الأمين العام للمنظمة إلى ضرورة تطبيق المادة 46 من قانون الشهيد والمجاهد، التي تنص على إنشاء مجلس أعلى لحماية الذاكرة الوطنية وأكد بخصوص قانون تجريم الاستعمار أن منظمته كانت السباقة لاقتراح مشروع قانون في هذا الصدد، الذي من شأنه منع مرتكبي جرائم حرب في حق الشعب الجزائري إبان الثورة من دخول الأراضي الجزائرية