يأتي الاحتفاء بيوم إفريقيا العالمي في خضم وضع متوتر بالنسبة لعدد من البلدان في القارة السمراء، لاسيما على الصعيدين الاقتصادي والأمني. وكانت المناسبة فرصة أخرى للتأكيد على وقوف البلدان الافريقية الى جانب حق الشعب الصحراوي في نيل حريته، حيث شدد نائب رئيس البرلمان الافريقي للمجتمع المدني، علي ساهل، في كلمة القاها بمناسبة الاحتفاء بيوم افريقيا في الجزائر العاصمة، على أن البلدان الافريقية ستستمر في دعم قضية آخر المستعمرات المتواجدة في القارة السمراء المتمثلة في قضية الصحراء الغربية. وقال في تصريح لإذاعة الجزائر الدولية: أشرت بالمناسبة الى انها اخر المستعمرات، وما هو الدور الذي يجب ان تلعبه البلدان الافريقية من اجل ان ينال هذا اشعب حريته. سنعمل كمجتمع مدني لتحريك رجال السياسة من اجل ان يتمكنوا حقيقة في اخذ قراراتهم . ويهدف الاحتفاء بيوم افريقيا في كل 26 ماي الى تعزيزالعلاقات بين الشعوب الافريقية من اجل مستقبل زاهر في قارة تنعم بالسلم والنمو، وفي هذا الصدد رافع ساهل من أجل تبني سياسة مشتركة في القارة من أجل إفريقيا موحدة مندمجة في سلام ونمو، في اشارة الى نظرة الجزائر المستقبلية لتنمية مدمجة في القارة الافريقية. إلى ذلك، شارك الرئيس الصحراوي، إبراهيم غالي، إلى جانب نظراءه الأفارقة في الاحتفالات المخلدة ليوم إفريقيا، وذلك علي هامش حفل تنصيب رئيس جنوب إفريقيا المنتخب سيريل رامافوسا. وشهد ملعب لوفتس فيرسفيلد بمدينة تشواني بجنوب إفريقيا، والذي احتضن الاحتفالات المخلدة ليوم إفريقيا، حضورا دوليا كبيرا تمثل في العديد من رؤساء القارة الإفريقية وممثلي دول من أمريكا اللاتينية، آسيا وأوروبا. وكان الرئيس إبراهيم غالي، الأمين العام لجبهة البوليساريو، شارك في مراسيم تنصيب الرئيس سيريل رامافوسا، إلى جانب العديد من القادة الأفارقة والشخصيات السياسية. ويرافق الرئيس الصحراوي في زيارته إلى جنوب إفريقيا التي وصلها الجمعة وفد يضم الوزير المنتدب المكلف بإفريقيا حمدي الخليل ميارة، فاطمة المهدي عضو الوفد المفاوض والمستشار برئاسة الجمهورية عبداتي أبريكة. للإشارة، يوم إفريقيا هو الذكرى السنوية لتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية في 25 ماي 1963، ووقعت 32 دولة إفريقية مستقلة في ذلك اليوم الميثاق التأسيسي في أديس أبابا بإثيوبيا. وفي عام 2002، أصبحت منظمة الوحدة الإفريقية تعرف باسم الاتحاد الإفريقي. ويحتفل بيوم إفريقيا في جميع أنحاء العالم. يشار إلى أن منظمة الوحدة الإفريقية احتضنت الدولة الصحراوية واعترفت بها كبلد كامل العضوية مع بداية الثمانينات من القرن الماضي، وهي عضو مؤسس فيما بعد للاتحاد الإفريقي. وضع الصحراء الغربية ضمن أولويات أجندة 2025 وفي السياق، طالبت فعاليات المجتمع المدني الصحراوي وجمعيات الصداقة الإسبانية، أطراف معاهدة أوتاوا، بوضع ظاهرة الألغام المضادة للأفراد والدبابات التي تعرفها الصحراء الغربية، ضمن أولويات أجندة 2025 الذي حدده المجتمع الدولي للقضاء بشكل كامل على هذه الظاهرة الخطيرة على حياة الإنسان الصحراوي. وأوردت وكالة الأنباء الصحراوية أمس، أن هده المنظمات طالبت أطراف معاهدة أوتاوا، بوضع ظاهرة الألغام المضادة للأفراد والدبابات التي تعرفها الصحراء الغربية، ضمن أولوياتها باعتبارها المنطقة الأكثر تلوثا في العالم بهذه الآفة التي بلغ عددها ما بين 7 إلى 10 ملايين لغم أرضي قرابة جدار العار الذي يبلغ طوله 2750 كيلومتر. أعضاء الوفد الصحراوي وجمعيات الصداقة الإسبانية المشاركون في الاجتماع السنوي، أبرزوا خلال مداخلاتهم ضمن أشغال هذا الحدث والورشات الهامشية، حجم المعاناة التي يعشيها المواطنون الصحراويون بسبب الألغام التي زرعها الجيش المغربي خلال اجتياحه العسكري للصحراء الغربية عام 1975. ودعا وفد المجتمع المدني الصحراوي، المملكة المغربية بصفتها القوة التي تحتل الصحراء الغربية، إلى التفاعل مع بنود معاهدة أوتاوا والانخراط الجاد في أجندة 2025 الذي حدده المجتمع الدولي للقضاء بشكل كامل على هذه الظاهرة السلبية والخطيرة على حياة الإنسان الصحراوي. كما عبر الوفد الصحراوي عن قلقه العميق جراء هذه الظاهرة التي باتت تشكل خطرا كبيرا على حياة المدنيين والمواشي، في ظل غياب إرادة حقيقة من قبل المغرب في التعاطي مع معاهد أوتاوا، ومحاربة هذه الظاهرة في الصحراء الغربية التي تعد أكثر المناطق تلوثا في العالم بحجم ما بين 7 إلى 10 ملايين لغم أرضي. تجدر الإشارة، إلى أن معاهدة أوتوا أو معاهدة حظر الألغام وبحسب اسمها الرسمي (اتفاقية حظر استعمال أو تخزين أو إنتاج أو نقل الألغام المضادة للأشخاص)، هي اتفاقية تسعى لحظر الألغام المضادة للأشخاص (أي التي تستهدف الناس) في جميع أنحاء العالم.