مسيرات ترفع شعارات التغيير والمحاسبة حافظ الطلبة على وحدة صفهم وتجندهم، للأسبوع العشرين على التوالي، بعد أن خرجوا في مسيرات حاشدة، أمس، مساندة للحراك الشعبي ومناهضة لكل بقايا النظام المرفوضين شعبيا، مطالبين بالتغير الجذري وضرورة الاستجابة لمطالب الحراك الشعبي. وانطلق الطلبة في ثلاثائهم العشرين من ساحة الشهداء، أين توجهوا صوب مختلف شوارع وسط العاصمة عبر شارع باب عزون ، مرورا بنهج العربي بن مهيدي ، للتعبير عن رفضهم القاطع للحكومة الحالية بقيادة رئيسها نور الدين بدوي ورئيس الدولة، عبد القادر بن صالح، ككل مرة منذ بداية الحراك الشعبي بصفة عامة والحراك الطلابي بصفة خاصة، منذ ال22 فيفري الماضي. ورفع الطلبة المتظاهرون في مسيرتهم العشرين العديد من اللافتات والشعارات التي اختاروها لإيصال صوتهم للحكومة الحالية، والتي تعبر عم مدى سخطهم ورفضهم لحكومة تصريف أموال التي قاربت فترة تسييرها على النهاية. وكانت شعارات هؤلاء الطلبة اعتيادية كما في المرات السابقة، منها لا حوار مع بقايا النظام و جزائر حرة ديمقراطية و خاوة خاوة.. مكانش جهوية و باديسيون.. نوفمبريون . كما لم يشهد الحراك الطلابي العشرين أية حادث يذكر مع المصالح الأمنية التي رافقت المظاهرات بكل احترافية عالية وأطرت الحراك واكتفت بالمراقبة تحسبا لأي تجاوز قد يحدث، لتبين مصالح الأمن الوطني مرة أخرى التطور التي وصلت إليه مؤسسة الأمن في التعامل مع مثل هذه المواقف. يذكر أنه كانت لممثلي الطلبة مشاركة يوم السبت الماضي في الندوة الوطنية لمنتدى الحوار الوطني، أين قدموا مشروعهم وطالبوا بعدم إقصاء الطالب من المشاركة في المساهمة بحلول للخروج من الأزمة، وفتح المجال أمامهم محو الإبداع والمشاركة السياسية، وفقا لما يخدم الطالب والوطن بشكل عام، بما أنه يعد من نخبة المجتمع. وعلى الرغم من انتهاء الموسم الجامعي في العديد من التخصصات والجامعات، إلا أن طلبة العاصمة لا يزالون يحملون المشعل نيابة عن زملائهم بمختلف الجامعات الوطنية الأخرى، ويواصلون الصمود من أجل المساهمة في تغيير الأوضاع وإيجاد حلول يمكن اقتراحها للخروج من الأزمة. وبوصول الحراك الطلابي إلى ثلاثائه العشرين، يثبت الطلبة على قمة وعيهم اتجاه القضايا الوطنية ومصير الوطن، من خلال صمودهم على رغم العديد من الغيورين كانوا يرون لهذا الحراك الطلابي بأنه مؤطر من قبل أشخاص لهم أغراضهم من هذا الحراك، مبرهنين للجميع على وفائهم للحراك والوطن، من خلال خروجهم إلى الشارع في مسيرة البحث عن التغيير والمساهمة تحسين الوضع عن طريق الرسائل التي ربما كانت حاضرة وبقوة خلال المسيرة العشرين من حراكهم الطلابي. من جهتهم، لم ينس الطلبة الإشادة بدور المؤسسة العسكرية في الحفاظ على أمن الوطن ومرافقة الحراك الشعبي والعمل على تحقيق مطالبه، في رسالة واضحة من قبلهم أن الجيش الوطني هو من صلب ورحم هذا الشعب ولابد من الوقوف بجانبه والتصدي والوقوف في وجه كل من يمس كيانه ويشكك في مصداقيته، لأنه المؤسسة الوحيدة التي يثق فيها الشعب برمته، مثمنين جهود قيادة الجيش في سعيها لسبل الخروج من الأزمة عن طريق الحوار كشرط أول وبما يتماشى مع الحلول الدستورية.