انفجرت جميع الأحياء العاصمية، بالصراخ والأهازيج والزغاريد ابتهاجا بتوقيع نجم الفريق الوطني الجزائري، رياض محرز، هدف الانتصار على منتخب نيجيريا (2-1) المُرادف لتأهل الجزائر إلى نهائي كأس أمم إفريقيا 2019 بعد سنوات عجاف ، في لقاء صعب جرى سهرة الأحد بملعب القاهرة الدولي ضمن المربع الذهبي للعرس القاري، لترتدي العاصمة الجزائرية حُلّة الاحتفالات في انتظار التتويج. وتأهب أبناء كل بلديات الجزائر العاصمة لهذه المواجهة نصف النهائية ضد فريق النسور الممتازة عبر تنصيب أجهزة العرض على الحائط لمتابعة اللقاء سوية مع تزيين شرفات المنازل والطرقات بالأعلام الوطنية والرايات الحاملة للشعارات الوطنية الممجدة ل الخُضر . وفي وقت كان يعيش الجميع على الأعصاب إثر تعديل نيجيريا للنتيجة (1-1) وتوجه المباراة نحو الوقت الإضافي، باغت نجم نادي مانشستر سيتي الإنجليزي، رياض محرز، الجميع بهدف عالمي في الرمق الأخير من صراع المربع الذهبي، عبر مخالفة مباشرة من مشارف منطقة العمليات سكنت الزاوية البعيدة للحارس النايجري. وصفّر على إثرها الحكم الغامبي باكاري ڤاساما نهاية المقابلة وصعود الجزائر للدور النهائي بعد غياب طويل عن هذه المحطة دام 29 سنة. ليُطلق عُشّاق الخُضر العنان لفرحة عارمة كانوا بحاجة ماسّة إليها، حيث صدحت حناجرهم بالهتافات، مرددين الأهازيج الممجدة لتشكيلة محاربي الصحراء التي اصطادت النسور النايجيرية بأرض الفراعنة بامتياز وبراعة. وتوجه الجزائريون نحو الشوارع الرئيسية لمدينة الجزائر المحروسة التي اكتظت بسياراتهم، المزينة برايات الوطن ومهللين الشعار الشهير وان تو ثري.. فيفا لالجيري ، الذي دوّى الساحات العامة لبلديات بئر مراد رايس، القبة، عين النعجة، العناصر، حسين داي، الأبيار وباقي الأحياء العاصمية العتيقة، دون نسيان ساحة البريد المركزي وساحة الشهداء مع ربط الجمهور الجزائري لهذا الإنجاز الرياضي عبر أهازيجه بالحراك الشعبي الذي انطلق منذ 22 فيفري الفارط والمُطالب بتغيير النظام السياسي السائد وإصلاحات اجتماعية عميقة لفائدة المواطنين. ويبدو أن منسوب الثقة قد ارتفع لدى أنصار فريق الأفناك بإمكانية عودة رفاق متوسط الميدان الفنّان يوسف بلاّيلي بالتاج القاري، مُرددين عبارات الشعب يريد كأس إفريقيا ومقتنعين بحتمية مواصلة هواية المُحاربين المفضلة وهي اصطياد أسود التيرانغا في عرين الفراعنة ، متفائلين بفوز المحقق من طرف رفاق المُحارب جمال الدين بلعمري على المنتخب السنغالي في الدور النهائي (1-0). وفي تجسيد لمشاهد مماثلة لاحتفاء الشعب الجزائري بإنجازات أبناء جلدته، تواصلت الأفراح طوال ليلة الأحد إلى الاثنين حيث اختلط المشهد العام بالعائلات والشباب برجال والنساء بالصغار والكبار، مجسدين جميعا اللحمة الوطنية وفخورين بمنتخبهم بلادهم. فكل المحتفلين آملين في مواصلة الأفراح والليالي الملاح حتى الجمعة المقبل وهو موعد اللقاء النهائي الثالث في تاريخ المنتخب الجزائري ضمن مشاركاته الإفريقية بعد نهائي نسختي 1980 و1990. فالقلوب مُصوّبة بداية من الساعة 00ر20 إلى ملعب القاهرة الدولي الذي سيكون مسرحا لآخر محطة من الطبعة ال 32 لأغلى منافسة كروية في القارة السمراء.