وضعت الأممالمتحدة والقوى الكبرى في باريس خارطة طريق للسلطات الجديدة في طرابلس التي دعتها الى اتباع النهج الديموقراطي والمصالحة، واعلنت الافراج فورا عن 15 مليار دولار لصالحها. وفي مؤتمر صحافي في ختام المؤتمر الدولي حول مستقبل ليبيا، اعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والامين العام للحلف الاطلسي اندرز فوغ راسموسن ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مواصلة غارات حلف شمال الاطلسي طالما بقي معمر القذافي يمثل تهديدا لشعبه. ورفض القذافي في تسجيل صوتي جديد الاستسلام داعيا انصاره الى المقاومة وخوض حرب عصابات طويلة الامد للقضاء على العدو وطرد الاستعمار. وقال ساركوزي في ختام المؤتمر سيتم الافراج عن نحو 15 مليار دولار على الفور. واضاف الاموال التي اختلسها القذافي واعوانه ينبغي ان تعود الى الليبيين. لقد التزمنا جميعنا بانهاء تجميد اموال ليبيا الامس لتمويل التنمية في ليبيا وعلى الاثر اعلنت سويسرا انها قررت الافراج عن 420 مليون دولار، والغت كندا العقوبات الاقتصادية عن ليبيا بمفعول فوري، كما اعلن رئيس وزرائها ستيفن هاربر المشارك في مؤتمر باريس. وتم حتى الان الافراج عن ثلاث دفعات كل منها من 1,5 مليار دولار من الحسابات الامريكية والبريطانية والفرنسية من أصل قيمة إجمالية من 50 مليار دولار. وقالت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل المشاركة في المؤتمر ان الاممالمتحدة افرجت عن مليار يورو من حسابات المانية بهدف استعمالها لاعادة اعمار ليبيا. واعلنت النروج انها طلبت من الاممالمتحدة الاذن بالافراج عن 370 مليون دولار (260 مليون يورو) من الاصول الليبية المجمدة. كما اعربت هولندا عن أملها في الافراج عن ملياري دولار حوالى 1,4 مليار يورو من تلك الارصدة. ورفع الاتحاد الاوروبي الخميس عقوباته المفروضة على 28 كيانا اقتصاديا ليبيا وهي مرافئ وشركات في قطاعي الطاقة المصارف للمساعدة على اعادة انطلاق الاقتصاد، بحسب وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون. وجمعت باريس بعد ظهر ممثلي حوالي ستين بلدا لمدة ساعتين في الذكرى الثانية والاربعين بالتمام لتولي العقيد معمر القذافي الحكم في ليبيا وبعد ستة اشهر على قمة باريس في 19 مارس التي اطلقت العملية العسكرية على النظام الليبي. ولكن وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون دعت خلال مؤتمر باريس المعارضين الليبيين الى محاربة التطرف وحماية مستودعات الاسلحة. كلينتون تحث الليبيين على مكافحة التطرف وقالت كلينتون بحسب تصريحات نقلت الى الصحافة ان على السلطات الليبية الجديدة ان تواصل مكافحة التطرف العنيف وان تعمل معنا لضمان الا تصبح مخازن اسلحة القذافي تهديدا لجيران ليبيا والعالم. ووجهت كلينتون الرسالة نفسها اثناء لقاءاتها بعد ظهر الخميس مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل ونائبه محمود جبريل، بحسب المقربين منها. وتطرقت معهم الى ضرورة احلال ديمقراطية شفافة في ليبيا موحدة وخالية من اي تطرف وتحظر استخدام العنف كسلاح سياسي وتشجع التسامح والتعددية. وتضم صفوف المعارضون اسلاميين وصف مراقبون البعض منهم بانهم مقربون من تنظيم القاعدة. وقال رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل: لدي رسالة الى الشعب الليبي: لقد راهنا عليكم والاسرة الدولية راهنت عليكم. وفي ايديكم ان تفوا بما وعدنا به: الاستقرار والسلام والمصالحة. واضاف ان الاسلام يشجع العفو ويشجع المصالحة، علينا احترام دولة القانون. وبدوره قال ساركوزي أن المشاركين في المؤتمر سيدعون المجلس الانتقالي الالتزام بعملية مصالحة وعفو استرشادا بالاخطاء التي تم ارتكابها في الماضي في بلدان اخرى. كما دعا أمير قطر المجلس الوطني الانتقالي الى العمل على منع حصول اعمال انتقام. وعلى الصعيد العسكرين قال ساركوزي: اتفقنا على مواصلة ضربات الحلف الاطلسي طالما بقي القذافي وانصاره يمثلون تهديدا لليبيا. ومن جهته اعلن الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرز فوغ راسموسن: لقد اعلنا ان العمليات ستتواصل طالما لزم الامر وطالما هناك تهديد ضد المدنيين. وميدانيا كان الثوار يعززون مواقعهم استعدادا لمهاجمة سرت، اخر المدن الكبرى التي يسيطر عليها انصار القذافي. واعلن متحدث باسم الثوار في بنغازي لوكالة فرانس برس ان المهلة التي حددها الثوار للموالين لمعمر القذافي للاستسلام قبل السبت تحت طائلة بدء عمليات عسكرية، مددت اسبوعا، فيما نفت مصادر من الثوار في طرابلس الامر. غير ان القذافي دعا في رسالة صوتية جديدة بثتها قناة "الراي" مجددا انصاره الى تصعيد المقاومة المسلحة وحرب العصابات لخوض حرب طويلة بدف القضاء على العدو وطرد الاستعمار. واملا في تحقيق اجماع على تأييد ودعم المجلس الوطني الانتقالي، دعا ساركوزي انصار الثوار وحلفاء القذافي السابقين الى اجتماع في قصر لاليزيه، مقر الرئاسة الفرنسية. وفيما اقر الجميع بسقوط نظام القذافي، مازال البعض ممن عارضوا التدخل العسكري يرفض الاقرار بانتصار المجلس الوطني الانتقالي. وادت قمة باريس إلى تسريع الاحداث.