ممثلو المجلس الانتقالي طالبوا مؤتمر لندن بتزويدهم بالسلاح عادت مسألة تسليح المعارضة الليبية إلى الواجهة بعد تسجيل تقدم عسكري ملحوظ للقوات التابعة لنظام معمر القذافي واسترجاعها لعدة مدن كان الثوار قد حرروها بمساعدة حلف الأطلسي، وأخذ الأمر بعدا آخر بعد طالب المجلس الانتقالي اجتماع لندن بتسليحهم وباستعمال الأموال الليبية المجمدة وعائدات النفط لشراء الأسلحة، حيث سارعت العواصمالغربية إلى الخوض في القضية، التي لم تذكر صراحة في القرار الأممي، شأنها شأن استهداف القذافي شخصيا، وراحت تبدي مواقف متباينة، بين مؤيد ومتحفظ ومعارض. * فبعد وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبي، الذي لم يستبعد تسليح المعارضة، وكذلك وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، التي أبقت الأمر مفتوحا حسب التطورات، أكد الوزير الأول البريطاني، دافيد كامرون، أمام البرلمان "أن بريطانيا لا تستبعد تزويد الثوار الليبيين بالأسلحة لكن القرار لم يتخذ بعد" ، وعلل هذا الاحتمال بالوضع السائد في ليبيا حيث أن الثوار فقدوا مساحات شاسعة أمام القوات الموالية لمعمر القذافي المجهزة أحسن" . * وقال الوزير الأول البريطاني "إن بريطانيا لا تستبعد هذا الاحتمال، حتي وان لم نتخذ قرارا في هذا الشأن"، ملحا إلى ضرورة "توخي الحذر في هذا الموضوع" قبل اتخاذ أي قرار " . * ورد كامرون، على سؤال أحد النواب حول ما إذا كان تزويد الثوار بالأسلحة ليس انتهاكا * للوائح الأممالمتحدة، قائلا "إن لوائح الأممالمتحدة الخاصة بحماية المدنيين لا تستبعد في بعض الظروف تسليح المدنيين". * كما أكد وزير الشؤون الخارجية، ويليام هيوج، احتمال تزويد الثوار بالأسلحة، موضحا أن اللائحة 1973 الأممية تنص علي إمكانية اتخاذ جميع الإجراءات الضرورية لحماية المدنيين. * وفي المقابل، صرح الأمين العام لمنظمة الحلف الأطلسي، أندرس راسموسن، أن الحلف الأطلسي لن يسلح المدنيين الليبيين، وأن هذه المهمة لا تندرج ضمن صلاحياته. * كما أعربت ايطاليا، الأربعاء، عن معارضتها لتسليح الثوار الليبيين، وأوضح الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية الايطالية، موريزيو ماساري، بأن "تسليح الثوار سيكون إجراء مثيرا للجدل، وهو إجراء استثنائي من المؤكد انه سيقسم المجتمع الدولي" . * ورأت الصحافة الايطالية فيما يخص هذه "النقطية الخلافية" المتعلقة بإستراتيجية الحلفاء بمثابة "فشل" لاجتماع لندن، خاصة وان الاتحاد الإفريقي قد قاطع اللقاء . * وعلى غرار ألمانيا وتركيا، ودول أخرى، اعتبرت روسيا، الأربعاء، أنه لا يحق لأية دولة أن تسلح الثوار في ليبيا بموجب التفويض الذي وافق عليه مجلس الأمن الدولي، وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في ندوة صحفية في موسكو، إن "وزير الخارجية الفرنسي قال إن فرنسا مستعدة لكي تبحث مع شركائها في التحالف مسألة تزويد المعارضة الليبية بالسلاح"، وأضاف "مباشرة بعد ذلك أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، اندرس فوغ راسموسن، أن العملية في ليبيا تم التحضير لها لحماية الشعب وليس بهدف التسليح، ونوافق تماما الأمين العام للأطلسي على هذا الأمر" .