رغم حملات التحسيس والتوعية التي تنظمها مصالح مديريات الغابات على مستوى كافة التراب الوطني تشهد عديد ولايات الوطن وخلال كل صائفة نشوب حرائق خطيرة على مستوى المناطق الغابية، ما تسبب في إتلاف مساحات واسعة من هذه الثروة، إضافة إلى نفوق وهلاك مئات الحيوانات البرية والمحمية، حيث كشف المدير العام للغابات، علي محمودي، مؤخرا عن تسبب 266 حريقا في إتلاف 2220 هكتار من الغابات خلال السنة الماضية، مشيرا إلى أن الولايات الأكثر تضررا هي باتنة وخنشلة وسوق أهراس. فقد شهدت هذه الولايات الثلاث المذكورة وحدها وخلال سنة 2018 إتلاف 800 هكتار من مجموع الحصيلة الإجمالية، كما أكدت ذات المصالح على تسجيلها ل30 حريقا خلال الأسبوع الماضي أدى إلى إتلاف مئات الهكتارات وهلاك عشرات الحيوانات من أرانب وقردة وطيور محمية إضافة إلى صناديق النحل ببعض الولايات على غرار تيزي وزو التي مازالت الحرائق بها تزحف لتهدد حياة السكان، وقد تم حسب رئيس مكتب الوقاية ومكافحة الحرائق بالمديرية العامة للغابات تسجيل 846 حريقا خلال الفترة الممتدة بين الفاتح جوان إلى 24 جويلية من هذه السنة بمعدل 16 حريقا يوميا ما دفع بالجهات المعنية إلى دفق ناقوس الخطر. ومن جهتها دعت مصالح الغابات لولاية بسكرة الزائرين والمواطنين إلى ضرورة الوقاية والمساهمة في حماية المناطق الغابية من هذه الحرائق وكذا الحيوانات التي تعد ثروة نادرة بالولاية التي تتوفر على أنواع نادرة من الغزال الجبلي المهدد بالانقراض على مستوى غابة مزبال التي تطمح إلى تسجيلها كمنطقة محمية وكذا أنواع من الطيور والضباع إضافة إلى الغزال الصحراوي المتواجد بكل من زريبة الوادي والفيض. أما بأم البواقي فقد فتحت مؤسسة الهندسة الريفية الهضاب باب الاستثمار في إنتاج الفحم بمنطقة الجازية، لتقنين هذه التجارة ومنحها الصفة الشرعية بعيدا عن الحوادث الخطيرة والاعتداءات المضرة بالثورة الغابية التي تسبب فيها بعض المتاجرين بهذه المادة وقد تم وضع الأفران الخاصة بهذه الصناعة على مستوى بلدية الضلعة ليقصدها أصحاب المطاعم وبوثائقهم لاقتنائها، مع اعتماد نقطتي بيع بكل من المدفون والضلعة تحت إشراف محافظة الغابات، مع العلم أن هذه الأخيرة تمنح كافة التسهيلات الخاصة بهذا النشاط للخواص وفق شروط الاستثمار ومعايير السلامة البيئية. في حين نظمت مصالح الغابات لولاية خنشلة وخلال الأيام القليلة الفارطة خرجات ميدانية ليلية للمناطق الغابية التي تشهد ارتياد الشباب لها لمراقبتها وتجنب نشوب أي حرائق، وخاصة أن الولاية شهدت خلال الثلاث سنوات الماضية نشوب حرائق مهولة وخطيرة على مستوى غابات عين ميمون وبوحمامة وتسببت في إتلاف عشرات الهكتارات منها، لتظل مثل هذه المناطق ثروة مستهدفة من طرف تجار الفحم غير الشرعيين كل سنة ومع اقتراب عيد الأضحى ما يستدعي تكاتف الجهود لحمايتها.