وصف رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، الحراك الشعبي بالمنحة الربانية التي أنقذت الجزائر من الهلاك المُحتم، مشيرا إلى الوضع السياسي للجزائر اليوم بعد ستة أشهر تقريبا من الحراك يبقى غامضا. وشدد مقري، خلال كلمة ألقاها في إفتتاح الجامعة الصيفية للحركة في بومرداس، على تمسك حمس بمخرجات إجتماع المعارضة يوم 6 جويلية والمتمثلة في وثيقة عين البنيان، مشيرا إلى تجاهل النظام إلى هذه الوثيقة، قائلا: إن النظام السياسي القائم لا يزال يتصرف بنفس المنطق السابق وهو منطق الإستعلاء وعدم إحترام الأحزاب وفرض سياسية الأمر الواقع، محتم على الجميع من في الساحة أن يؤيد ويساند، فقط كونهم لم يعتبروا ممن سبقوهم . كما ذكر المتحدث، بمبادرة الوفاق الوطني، التي أطلقتها حركة مجتمع السلم قبل الحراك الشعبي، معتبرا أن الجزائر تحتاج إلى مرحلة توافقية لإنتقال ديمقراطي سلسل، موضحا في ذات السياق: قلنا سابقا أن الجزائر تحتاج لمشروع رئيس توافقي نسنده جميعا، إلا أن البعض كان مستعجلا لخلافة بوتفليقة وهو الصراع الذي كان يدور في دولاب السلطة قبل 22 فيفري، لينقلب السحر على الساحر بخروج الشعب الجزائري للشارع رافضا الجميع ، مردفًا: أما اليوم، فإننا نعيش مرحلة من الغموض والتأجيل كانت ستنقذنا منها مبادرة الوفاق الوطني لو جسدت . وأشار رئيس حمس، إلى أن الحركة لطالما تحدثت عن الفساد الاقتصادي، لكنها تبقى متفاجأة من الأعداد الهائلة للمسؤولين الذين يقتادون تباعا إلى السجون، مؤكدا أنهم كلهم ثبتت ضدهم الأدلة، مسجلا أن ما يحدث يظهر أن البلد كان محكوما من عصابة مافيا. ودعا عبد الرزاق مقري، مناضلي حمس إلى المشاركة بقوة في الحراك الشعبي، معتبرا وجودهم في الحراك إضافة في ميزان القوة وتمثيلا لجناح الديمقراطية والحرية، مضيفا في نفس الصدد: وإذا ما إنسحبتم من الحراك، أفسحتم المجال للعلمانيين، وهو الجناح الذي لا نتوافق معه أو نلتقى وإياهم في الفكر السياسي، كما نعرف البعض منهم ممن يستعملون وسائل الضغط وليس بأدوات الحزب السياسي، حيث ستتركون لهم المجال لبعث فكرهم وتمثيل الأغلبية وسط الحراك، السلطة ستتفاوض مع الفئة الممثلة والفارضة لإرادتها، أحذروا الخروج من الحراك فسيقضى الأمر بغيركم .