* السياسي: ماذا يفعل مصطفى كويسي بعد اعتزله كرة القدم؟ كويسي مصطفى: أنا حاليا مناجير في جمعية fort foot، رفقة العديد من اللاعبين القدامى من أمثال دمدوم، حيث تحتوي هذه الجمعية على 200 طفل نسعى لتكوينهم وتعليمهم أبجديات كرة القدم، كما أنني أعمل كمحلل فني في التلفزيون الجزائري. * لديك خبرة كبيرة في مجال كرة القدم، ماذا أعطت هذه الرياضة لكويسي؟ كرة القدم أنقذتني من خطر الشوارع ومنعتني من الوقوع في الآفات الاجتماعية، فالعديد من أصدقائي آنذاك ضاعوا بسبب الأوضاع المزرية التي كانت تسود الحي الذي كنت أقطن فيه، وكدت أحذو حذوهم إلا أن هذه الرياضة منعتني في السقوط في الفخ، كما أن كرة القدم كانت سبب زيارتي للعديد من البلدان ومعرفة أشخاص أعتز بهم والدليل على ذلك أني مازلت على اتصال بهم إلى حد الآن والشيء الأهم من هذا كله أن كرة القدم كونتني لأكون شخص مسؤولاً ونافعا للمجتمع. - * ما هي أحلى وأسوأ ذكرى لك في مشوارك الرياضي؟ - أملك ذكريات عديدة وجميلة، ولعل أبرز وأحلى ذكرى لي هي تتويجي بالميدالية الذهبية مع المنتخب الوطني في دورة الألعاب الإفريقية بالجزائر العاصمة سنة 1978، حيث كان يملك الخضر آنذاك عدة نجوم برزت على الساحة الكروية محليا وعالميا، وكان يدعى ب»الجيل الذهبي«، من خلال ما حقّقه من ألقاب في ذلك الوقت، بالإضافة إلى أنني لا يمكن أن أنسى لقبا مثل هذا، أما أسوأ ذكرى لي فهي عدم مشاركتي في كأس العالم في إسبانيا سنة 1982، رغم أنني كنت متواجدا في كل المباريات التصفوية لذاك المونديال، حيث تأسفت كثيرا لعدم استدعائي، وبقيت هذه الذكرى تحز في نفسي إلى يومنا هذا. * حدّثنا عن الأيام التي عشتها مع شباب بلوزداد؟ - أعتبر الشباب بمثابة البيت الذي تربيت وتكونت فيه، فهذا الفريق منحني الأسلحة التي ساعدتني على تطوير مشواري الكروي ومكنني من البروز على الساحة الوطنية والدولية، فلا يخفى على أحد أن شباب بلوزداد سيطر على الكرة الجزائرية، الأمر الذي مكنني من الالتحاق بالمنتخب الوطني الذي أملك معه هو الآخر ذكريات جميلة وأياما لا تنسى، خاصة في الفترة الممتدة بين 1968 إلى 1975 مع لاعبين مميزين من أمثال كالام ولالماس. علينا أن نعطي الاحتراف وقتا لنحكم على نجاحه * كيف يقيم كويسي الاحتراف بعد عام من تطبيقه في الجزائر؟ - لا يمكن أن نقيم الاحتراف بعد عام فقط على تطبيقه، يجب علينا أن ننتظر أعواما أخرى لنرى إن كان ناجحا أم لا، ما يمكنني قوله هو أن أهم شيء في الاحتراف يكمن في العقليات أما الأموال و الإشهار فتأتي في مقام ثان، أتمنى أن نرى احترافا حقيقيا في الجزائر في الخمس أو الست سنوات القادمة. * هناك بعض الأندية صرفت أموالا طائلة لاستقدام لاعبين، هل هذا يؤدي حتما إلى النجاح؟ - قد يؤدي إلى النجاح كما قد يؤدي إلى الفشل، لا يمكن الحكم مسبقا فلكل ناد إستراتيجية خاصة به، والإستراتيجية التي ذكرتها تستعملها كبار الأندية في العالم كبايرن ميونخ وبرشلونة ولكن النجاح فيها غير مضمون مئة بالمئة، أعطيك مثال باتحاد العاصمة الذين جلبوا أحسن لاعبي البطولة فإذا كان هؤلاء اللاعبين واعين ومحترفين فالبطولة ستكون من نصيبهم. * من هو النادي المرشح، حسبك، لنيل لقب البطولة؟ - ليس هناك ناد بالتحديد، أظن أن البطولة هذا الموسم ستلعب بين 4 فرق هي جمعية الشلف حاملة اللقب، اتحاد العاصمة الذي قام باستقدامات مميزة، شباب بلوزداد، وفاق سطيف الذي انتظر منه عودة قوية ولا استثني الفرق الأخرى حيث ستبقى المنافسة مفتوحة هذا الموسم. * كرة القدم تغيرت بتغير الزمان، هل تعتقد أن الشباب قادر حقا على المنافسة على اللقب، وما الفرق بين الشباب الحالي والشباب حينما كنت لاعبا فيه؟ - بعد مرور خمس جولات، الشباب يحتل الوصافة رغم المشاكل المالية التي يعاني منها اللاعبون وأقول أنه لابد من القضاء على مشاكل من هذا القبيل لكي يتمكن من المنافسة على اللقب، أما عن الفرق بين الشباب الحالي وشباب زمان، فيكمن في أمرين مهمين الأول هو أنه نحن في وقتنا كنا نلعب كرة القدم لأننا نحبها وتقريبا بدون مقابل، أما الأمر الثاني هو أننا كنا كلنا أبناء حي واحد أي نمثل المنطقة التي تربينا فيها، ما جعلنا نقدّم كل ما نملك للفوز بالمباريات وهذا أمر مهم للغاية. * تشهد مباريات البطولة الوطنية الكثير من أعمال العنف، هل لدى كويسي حل للقضاء على هذه الظاهرة؟ - أولا، أقول أن العنف في الملاعب لم يأت من فراغ، إنما هو مقترن أساسا بالعنف المتفشي في المجتمع الجزائري حيث هناك ارتباط وثيق مع هذه النقطة، فإذا وجدنا الحل للعنف بصفة عامة سيسهل علينا القضاء على العنف في الملاعب، ولن يتأتى لنا هذا إلا من خلال تضافر جهود الجميع والإكثار من التوعية. * الرابطة الوطنية تستعمل عقوبة ال huit clos للقضاء
على العنف، ما هو رأيك في هذه العقوبة التي لا تحظى
بإجماع الفنيين؟ الhuit clos خطأ جسيم، فلا يمكننا رفع المستوى بهذه الطريقة، ما أقترحه هو أن يتم عقد جلسات تضم كل المختصين في الكرة الجزائرية لإيجاد حل بديل لهذه العقوبة التي تنخر جسم الكرة الجزائرية، وأنا متأكد أننا سنجد حلا مناسبا. * نتحدث قليلا عن المنتخب الوطني، قامت الاتحادية باستقدام حاليلوزيتش، ما هي الفروق التي تراها بينه وبين سابقيه؟ - لا يمكنني أن أقارن حاليلوزيتش مع سعدان وبن شيخة، لأن الظرف الذي اشرف فيه المدرب البوسني على المنتخب لم يكن نفسه بالنسبة لسعدان وبن شيخة، فحاليلوزيتش أتى في ظرف كان فيه الضغط خفيفا مقارنة بسابقيه، فالفريق كان مقصيا بنسبة كبيرة، السؤال الذي أطرحه هو ما إذا كان حاليلوزيتش قادرا على قيادة المنتخب في أصعب أوقاته؟. * إذا حدثنا عن رأيك شخصيا في قدرات حاليلوزيتش؟ - حسبما لاحظته في المبارتين الاولتين له، أقول إن الفريق الوطني بقيادته يسير في الطريق الصحيح، حيث يحاول القضاء على عدة مشاكل في المنتخب كمشكلة التكتلات، والتكبر على الألوان الوطنية من بعض اللاعبين، وخاصة فرض الانضباط الذي يعتبر نواة النجاح لكل نشاط يقوم به الإنسان، أعطيك مثالا بفريق برشلونة الإسباني فهو أفضل فريق في العالم قل لي من فضلك هل سمعت يوما عن مشكلة انضباط في هذا الفريق؟ بالطبع لا، وانظر الآن إلى أين وصل هذا النادي، وأظن أن هذا ما يريد حاليلوزيتش زرعه في المنتخب، ونحن نتمنى له النجاح في مهمته، وسيمكننا الحكم عليه عندما يواجه فرقا من طراز عالمي. * لو كنت مدربا للمنتخب الوطني هل كنت ستعتمد على اللاعبين المحليين أو المحترفين؟ - نظريتي واضحة في هذا الشأن، فأنا سأعتمد على اللاعبين المحليين وأدعمهم بأحسن العناصر المحترفة وأحاول الموازنة بينهم، وهو ما كان سائدا في الماضي حيث كنا لاعبين محليين مميزين مدعمين بمحترفين من أعلى طراز يلعبون في أندية كبيرة كبوردو وبورتو، و هو ما مكننا من صنع تاريخ جميل للكرة الجزائرية، وكنا نحظى باحترام الجميع بدليل قبول منتخبات ونواد من العيار الثقيل مواجهتنا على غرار بايرن ميونخ وجوفنتوس. * نختم جلستنا معك كويسي بالمنتخب الأولمبي، ما رأيك فيه؟وهل تعتقد أن بإمكانه التأهل إلى الأولمبياد؟ - أظن أن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم سخرت كل الإمكانيات المادية والبشرية اللازمة لهذا المنتخب، كما أن آيت جودي مدرب كفؤ وذو خبرة كبيرة في مجال التدريب، وبالنظر لهذه العوامل، فأنا متفائل بتأهله إلى أولمبياد لندن 2012 وأنا بدوري أتمنى لهم كل النجاح. * شكرا جزيلا لك مصطفى كويسي. - الشكر متبادل، أتمنى لكم النجاح وإلى مواعيد لاحقة إن شاء اللّه.