بعد تتويج أولمبي الشلف بطلا للجزائر لأول بطولة احترافية اتصلنا بقائد الأولمبي سمير زاوي الذي أكد لنا في هذا الحوار: ❊الشعب: أولا أهنئك بعد تتويجكم ببطولة الموسم الحالي. ❊❊زاوي: أشكرك أخي. ❊ ما هو شعورك وأنت تتوج بأول بطولة احترافية بصيغتها الجديدة مع فريقك جمعية الشلف بعد سنوات قضيتها فيه؟ ❊❊ أنني جد سعيد بهذا التتويج الذي أحرزناه بعد سنوات من الإستقرار والعمل المتواصل، حيث كنا دائما نحتل المراكز الأولى في البطولة مما مكننا من المشاركة عدة مرات في المنافسات الافريقية التي مكنتنا من إكتساب خبرة كبيرة كما أن الإستقرار في الطاقم الإداري واللاعبين جعل جل المدربين الذين مروا بالفريق يتأقلمون معه ويحرزون نتائج جيدة مع الشلف، والحمد لله التحق بنا هذا الموسم السيد الذي أحترمه كثيرا مزيان إيغيل الذي بفضل حنكته فوق الميادين وخبرته وإرشاداته مكننا من نيل البطولة. ❊إذن في رأيك أن إيغيل له فضل كبير في هذا التتويج؟ ❊❊أقولها لك بكل صراحة لدينا مجموعة كاملة ولاعبين يمكن إعتبارهم الأفضل والأحسن في البطولة الوطنية، لكن من دون مدرب مثل إيغيل، ربما كنا نضيع البطولة خاصة أنها توقفت في شهر جانفي قرابة الشهر والنصف بعدها وبسبب البرمجة التي لم تكن في صالحنا توقفنا شهرا كاملا، فإن كان مدرب آخر في الفريق ربما كنا نضيع اللقب في فترة الراحة الإجبارية الثانية، لكن الحمد لله بفضل الله والمدرب والكل من لاعبين وأنصار تمكنا من نيل البطولة وقبل أربعة جولات. ❊وكيف تقيمون مستواكم طوال الموسم؟ ❊❊موسم شاق وطويل ومتعب ولكن طعمه حلو لأنه لأول مرة تتوج الجمعية بالبطولة في تاريخها وساهمنا في إسعاد آلاف من أنصارنا الذين لا طالما ساندونا في السراء والضراء، وجاء هذا التتويج في وقته. ❊بالحديث عن التتويج، برز هذا الموسم عدة لاعبين ساهموا في إحراز تاج البطولة لأولمبي الشلف، من في رأيك الذين كان لهم فضل كبير في ذلك؟ ❊❊كل اللاعبين كانوا في المستوى، وإن كان هناك خلل في إحدى الخطوط لانعكس بالسلب، فالكل كان يقدم ما عليه فوق الميدان. ❊لكن هناك لاعبين قدموا وجلبوا الإضافة التي كانت تنقص الشلف من هو في رأيك؟ ❊❊يا أخي أظن أنه السؤال الأكثر إحراجا الذي تلقيته، لدى العناصر الأساسية نجد عدة أسماء على غرار كل من سوداني، جديات، مسعود... من نشطو الخط الأمامي وساهموا في إحراز عدة أهداف وتقديم الكرات لسوداني الذي أصبح بذلك هداف البطولة، في الخط الخلفي، نجد المستقدم الجديد سنوسي الذي عمل الجميع في الفريق كي يكون مرتاحا وساعدناه على التأقلم، وأظن أنه كان أحد أحسن اللاعبين في منصبه في كل البطولة، ويعود ذلك كما قلت إلى التلاحم الكبير الذي جعل الثقة كبيرة في كل اللاعبين وحتى البدلاء كان لهم شأن كبير، وبالمناسبة أشكر جميع اللاعبين. ❊وما كان دور قائد الفريق في كل هذا؟ ❊❊سمير زاوي معروف بمزاجه وعلى أنه لاعب يجيد الكلام إلى زملائه ففي كل مباراة كنا دائما نحضر لها رفقة المدرب وإن لاحظت أن أحد اللاعبين يصادفه مشكل أو يمر بفترة عصبية، أقترب منه وأتبادل معه أطراف الحديث للتخفيف عنه كي لا يفقد تركيزه، وهذا الموسم تواجد لاعبين لا يمكنني ذكر أسماءهم في إحباط كبير، واحد لأنه قدم مباراة سيئة في نظره، والآخر لأنه ظن بأنه تسبب في تضييع نقاط المباراة للفريق، وكان لي كلام معهم على إنفراد والحمد لله أنه بعدها يعودوا بقوة، ولم يسمع بذلك لا المدرب ولا اللاعبون ولا حتى المسيرون ورئيس الفريق. ❊نفهم من كلامك أنك كنت قريبا من اللاعبين؟ ❊❊في رأي سر نجاح فريق هو المعاملة الحسنة وأظن أنه إن كان المدرب يعامل اللاعبين كأبنائه والقائد كالأخ الأكبر الذي ينصح إخوته الصغار الذين بدورهم يستمعون له، لما نجح أي فريق ولا منتخب فمثلا عندما كنا في المنتخب الوطني وعندما ترى معاملة سعدان لنا نفهم من ذلك أنه أب، حتى عندما كنا نقوم ببعض التجاوزات ونرى »الشيخ« قادما الكل يعدل نفسه وهو دليل على الاحترام الكبير الذي كان بيننا، وخير دليل على ذلك، لما بكى بحرقة على ضياع مراد مغني للمشاركة في كأس العالم، وأريد أن أضيف شيئا. ❊تفضل سمير ❊❊هناك من يقول أن سعدان كان يبكي كل مرة، دون سبب لأنه ضعيف، أقول لهم أنهم مخطئون في ذلك وليس وحده، ففي إحدى المرات كنت أشاهد التلفاز حين كان مورينيو يدرب تشلسي الإنجليزي، وبعد نهاية إحدى المقابلات في البطولة الإنجليزية أحد لاعبي تشلسي وعند خروجه من غرف تغيير الملابس تلقى نبأ وفاة أمه وبكى، حينها خرج مورينيو ووجد لاعبه منهارا ويبكي بحرقة وهي صورة بقيت راسخة في ذهني حين ركض بسرعة كبيرة وإتجه نحو لاعبه وضمه إليه وبعد أن أبلغه بالخبر بكى مورينيو وهي الصورة التي إلتقطتها عدسات كل الكاميرات ولفت كل العالم وهو لدليل على الصداقة الكبيرة التي تجمع المدرب باللاعبين وأظن أن هذا هو سر نجاح مورينيو أين رحل وإرتحل. ❊نعود إلى مدوار رئيس الفريق كيف تقيمون عمله؟ ❊❊في الحقيقة مدوار رئيس كبير فمنذ صعود الفريق إلى القسم الأول وهو يقوم بعمل جبار وهذا الموسم الإنتدابات الموفقة التي قام بها من ناحية التعداد والطاقم الفني هي التي مكنت الفريق بلوغ هذا المستوى وبإسم كل اللاعبين نشكره عبر جريدتكم. ❊سمعنا عن نيتك في إعتزال الميادين هل تؤكد الخبر؟ ❊❊نعم هذا صحيح سأعتزل الميادين وأظن أن الوقت مناسب حيث أنني تمكنت من الحصول على لقب البطولة الأولى لي وللفريق أحمد الله على ذلك وهكذا سأترك الفريق مرتاحا. ❊ولماذا اتخذت هذا القرار؟ ❊❊يجب فسح المجال أمام الشبان ولا يخفى عليكم أن المستوى في تصاعد ولا مكانة »لشيخ« مثلي في بطولة »استولى« عليها الشباب (يقولها مازحا). لقد حان الوقت كي أفسح المجال للشباب وأكون قريبا من أسرتي.