مجلس الوزراء: رئيس الجمهورية يسدي أوامر وتوجيهات لأعضاء الحكومة الجديدة    استقبل وفدا عن مجلس الشورى الإيراني.. بوغالي: الجزائر وطهران تربطهما علاقات تاريخية    تمتد إلى غاية 25 ديسمبر.. تسجيلات امتحاني شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا تنطلق هذا الثلاثاء    "رواد الأعمال الشباب، رهان الجزائر المنتصرة" محور يوم دراسي بالعاصمة    مشروع القانون الجديد للسوق المالي قيد الدراسة    عرقاب يستقبل وفدا عن الشبكة البرلمانية للشباب    رئيس الجمهورية يوقع على قانون المالية لسنة 2025    عبد المجيد زعلاني : مذكرة الاعتقال ضد نتانياهو وغالانت زلزال قانوني وقضائي    الخبير محمد الشريف ضروي : لقاء الجزائر بداية عهد جديد ضمن مسار وحراك سكان الريف    غرس 70 شجرة رمزياً في العاصمة    ساعات عصيبة في لبنان    صهاينة باريس يتكالبون على الجزائر    نهب الثروات الطبيعية للصحراء الغربية : "يجب قطع الشريان الاقتصادي للاحتلال المغربي"    الرابطة الثانية: إتحاد الحراش يتعادل بالتلاغمة ومولودية باتنة تفوز على جمعية الخروب    يرى بأن المنتخب الوطني بحاجة لأصحاب الخبرة : بيتكوفيتش يحدد مصير حاج موسى وبوعناني مع "الخضر".. !    حوادث المرور: وفاة 2894 شخصا عبر الوطن خلال التسعة اشهر الاولى من 2024    تركيب كواشف الغاز بولايتي ورقلة وتوقرت    شرطة القرارة تحسّس    الدكتور أوجرتني: "فتح الأرشيف وإعادته للجزائر مطلب الكثير من النخب الفرنسية"    اختتام الطبعة ال14 للمهرجان الدولي للمنمنمات وفن الزخرفة : تتويج الفائزين وتكريم لجنة التحكيم وضيفة الشرف    صليحة نعيجة تعرض ديوانها الشعري أنوريكسيا    افتتاح الطبعة ال20 من الصالون الدولي للأشغال العمومية : إمضاء خمس مذكرات تفاهم بين شركات وهيئات ومخابر عمومية    الجزائر العاصمة : دخول نفقين حيز الخدمة ببئر مراد رايس    بوغالي يستقبل وفدا عن لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني    تبسة: افتتاح الطبعة الثالثة من الأيام السينمائية الوطنية للفيلم القصير "سيني تيفاست"        ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 44211 والإصابات إلى 104567 منذ بدء العدوان    العدوان الصهيوني على غزة: فلسطينيو شمال القطاع يكافحون من أجل البقاء    الكاياك/الكانوي والباركانوي - البطولة العربية: الجزائر تحصد 23 ميدالية منها 9 ذهبيات    الألعاب الإفريقية العسكرية: الجزائرتتوج بالذهبية على حساب الكاميرون 1-0    مولوجي ترافق الفرق المختصة    مولودية وهران تسقط في فخ التعادل    قرعة استثنائية للحج    المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تعزي عائلة الفقيد    التعبئة الوطنية لمواجهة أبواق التاريخ الأليم لفرنسا    دورة للتأهيل الجامعي بداية من 3 ديسمبر المقبل    مخطط التسيير المندمج للمناطق الساحلية بسكيكدة    حجز 4 كلغ من الكيف المعالج بزرالدة    معرض وطني للكتاب بورقلة    45 مليار لتجسيد 35 مشروعا تنمويا خلال 2025    دخول وحدة إنتاج الأنابيب ببطيوة حيز الخدمة قبل نهاية 2024    الشروع في أشغال الحفر ومخطط مروري لتحويل السير    نيوكاستل الإنجليزي يصر على ضم إبراهيم مازة    إنقاذ امرأة سقطت في البحر    "السريالي المعتوه".. محاولة لتقفي العالم من منظور خرق    ملتقى "سردية الشعر الجزائري المعاصر من الحس الجمالي إلى الحس الصوفي"    السباعي الجزائري في المنعرج الأخير من التدريبات    سيدات الجزائر ضمن مجموعة صعبة رفقة تونس    حادث مرور خطير بأولاد عاشور    دعوى قضائية ضد كمال داود    وزارة الداخلية: إطلاق حملة وطنية تحسيسية لمرافقة عملية تثبيت كواشف أحادي أكسيد الكربون    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رابح ماجر: تمنيت الجمع بين الدراسة وكرة القدم التي عشقتها وسأستقر بالجزائر
نشر في صوت الأحرار يوم 25 - 07 - 2009

*كنت أنام تحت الطاولة من شدة البؤس، كنا عائلة من 12 فرد في غرفتين
*فوز الفريق الوطني يبقى هشا ونحن بحاجة إلى مزيد من العمل للنجاح
استطاع أن يستهوي قلوب الملايين ويحبس أنفاسهم، منحنا لحظات متعة وفرح لا تعوض، احترف كرة القدم وأصبحت تجري منه مجرى الدم من العروق، أحب مهنته وأتقنها، بكل احترافية وحب واحترام رفع اسم الجزائر في المحافل الدولية، ليصبح شخصية عالمية لا يحدها زمان ولا مكان تسكن قلوب كل الأجيال، رابح ماجر لاعب كرة القدم المتألق، صاحب الموهبة والكعب السحري في حديث شيق ومميز ل "صوت الأحرار" يكشف عن الوجه الآخر، يروي تفاصيل عن حياته، قدسية العائلة في فلسفة ماجر، تجربته الكروية بالجزائر وخارجها، من لاعب محترف إلى مدرب للفريق الوطني إلى مستشار رياضي في الكرة بالجزيرة الرياضية، نظرته وتصوره لواقع الكرة الجزائرية، سر حبه للجزائر التي قرر أن لا يبتعد عنها مهما كانت الظروف ومهما كانت الإغراءات، يحدثنا كذلك عن تواضعه وبساطته وغيرها من أسرار العظمة والتفوق.
حاوره: عزيز طواهر
تصوير: بوبكر أكسوح
*من أين كانت انطلاقة ماجر؟
أنا من مواليد 15 ديسمبر 1958 بالأبيار، بداية مشواري الرياضي أو الكروي إن صح التعبير كانت جد عادية، فقد انطلقت من الأحياء الشعبية ككل الناس، كنا شبابا وكنا نلعب كما تعلمون في أحياء حسين داي تلك المباريات الودية التي تشدنا، اهتمامي بهذه الرياضة كان عاديا ككل شخص يحب كرة القدم، ربما لم أكن أفكر أن ألعب في أعلى المستويات الرياضية، كنا نلعب في الأحياء مع أبناء الحي، متعتنا بممارسة هذه الهواية قبل أن تتحول إلى رياضة ومهنة كانت كبيرة وليس لها نظير، لم تكن لدي أي حسابات وكل ما حدث هو أن الله هو الذي اختار لي مشواري، فكل ميسر لما خلق له.
*ما هو دور عائلة ماجر في تنشئة هذا البطل الكروي، وبالتحديد تأثير الوالد رحمه الله؟
نحن في الأصل عائلة متكونة من 6 أطفال و5 بنات، توفي منهم اثنان، كنا صغارا نعيش حياة جد بسيطة،نحن أبناء أحياء شعبية، لكن والدي منحنا كثيرا من التربية، الحب، الحنان وعلمنا الاحترام، تلك القيم السامية التي غرسها فينا الوالد الكريم رحمه الله رافقتنا في كل مشاويرنا وفي كل حياتنا.
والدي كان يبيع الزهور ويهتم بالورود وهذه المهنة التي يحترفها الفنانون دليل على القلب الصافي ولعل هذه الميزة كانت من أهم الخصال التي ورثتها أنا وإخوتي عن الوالد، فنحن عائلة فيها محبة كبيرة وهي عائلة تعشق كرة القدم.
كنا نسكن في الأبيار ثم انتقلنا إلى وادى قريش ومن ثم إلى حسين داي، كنت أسكن رفقة باقي أفراد عائلتي في شقة من غرفتين وكنا كثر، تخيلوا حوالي 12 شخصا من عائلة واحدة في غرفتين، كنت أضطر في بعض الأحيان إلى النوم تحت الطاولة الموجودة في الصالون، وبالمقابل لم نكن نحس بتلك اللحظات الصعبة، استطعنا أن نتجاوز عيشة البؤس والفقر بفضل حب الوالدين والجو الحميمي الذي كان يسود العائلة، فكان كل شيء يمر مرور الكرام ولم نكن لنتعب البتة.
*كيف كانت أول تجربة كروية لرابح ماجر؟
البداية كانت عفوية، كنت أجلس رفقة والدي الذي كما سبق وان قلت لكم أنه كان يملك محلا لبيع الزهور، المحل كان موجودا ببولوغين تقابله المقبرة وكان بالقرب منا ملعب بولوغين كنت أجلس لساعات طويلة أسمع أصواتا تخرج من الملعب وتأثرت بذلك كثيرا.
كنت ألعب مع أبناء الحي منذ نعومة أظافري وكما قلت لم تكن هناك أي حسابات أخرى خارج عشقنا لكرة القدم، أما على مستوى العائلة فكنا منقسمين إلى فئتين أو إن صح التعبير إلى فريقين أحدهما يناصر مولودية الجزائر والآخر يناصر اتحاد العاصمة وأنا شخصيا كنت أناصر مولودية الجزائر وذلك قبل التحاقي بملاحة حسين داي بطبيعة الحال، هذا الفريق الذي أحبه كثيرا وكان الفريق الوحيد الذي لعبت فيه طيلة مشواري الرياضي بالجزائر، حيث التحقت به في سن العاشرة.
ولعل السر في التحاقي بهذا الفريق راجع إلى الله الذي أراد لي أن أسلك هذا المشوار، لأنني طلبت من والدي أن يوقع لي ترخيص أبوي للالتحاق ب "النهد" ومباشرة بعد ذلك طلبت منه ترخيصا آخرا للالتحاق بفريق دي أن سي، لكنه رفض وقال لي لن أمنحك سوى ترخيص واحد في النهد وافعل به ما شئت وكان أن اختار لي القدر فريق النهد لالتحق به وأحقق كل تلك النجاحات فمن يدري لو كنت في فريق آخر.
وأذكر كذلك أنني قبل أن التحق بالنهد كنت في فريق لواني في حسين داي دائما وهو فريق كروي من القسم الثالث، لعبت فيه لمدة سنة واحدة، ثم انتقلت إلى النهد أين تواصل مشوراي الرياضي من 1973 إلى 1983 وهو تاريخ التحاقي بالنوادي الأوربية لألج بذلك مرحلة جديدة من مشواري الرياضي.
*كنتم تناصرون كما قلتم عدة فرق وطنية، ألم تناصروا يوما فريق الحراش – الصحفي يسأل لأنه ينتمي إلى هذا الفريق-؟
للأسف لم أكن من مناصري فريق الحراش، لكنني أكن احتراما كبيرا لهذا الفريق، هذا النادي الذي يعد بمثابة مدرسة أنجبت أبطالا في كرة القدم أمثال، مزياني، سالمي، طاهر وغيرهم كثيرون، لقد كانوا لاعبين محترفين بكل ما تحتويه الكلمة من معنى، أكرر تقديري لفريق الحراش.
*هل تعارض مشواركم الرياضي مع المشوار الدراسي؟
في الحياة لا يمكن أن يحصل المرء على كل ما يريد، هذه قاعدة حياة، في بعض الأحيان يجب علينا أن نختار وأنا فضلت كرة القدم على الدراسة، لكن خياري كان اضطراريا لأنه لو كان بمقدوري أن أحقق المشوارين لفعلت ذلك لأن الدراسة لا تتعارض في كل الأحوال مع الرياضة فهما متكاملان كما أنني أحب الدراسة والعلم حبا جما، وكل ما في الأمر هو أن خياري كان وليد مرحلة معينة وفق ظروف معينة، وصدقوني حتى لو كانت هناك كرة سأختار كرة القدم مهما كانت الظروف.
بعد أن وضعت حدا لدراستي قررت أن أكرس كل وقتي وجهدي لكرة القدم التي أصبحت كل شيء في حياتي، كما أن الاختيار كان نابعا من كون أن كرة القدم مهنة قائمة بذاتها يمكن للشخص أن يحترفها وتصبح مصدر رزق، فكل إخوتي كانوا يدرسون أما أنا فانتقلت إلى مرحلة جديدة.
*بالرغم من أنكم لم توفقوا في المشوار الدراسي، إلا أنكم لم تفوتوا فرصة التكوين؟
هناك كثير من الناس تجدهم عصاميين في الحياة، تجربتي في الحياة واحترافي لكرة القدم علمني الكثير، هي فرصة منحني إياها الله.
*صنعتم فرحة الملايين في مونديال 1982 كيف عشتم تلك الفترة وما هي الذكريات التي لا تزالون تحملونها بعد كل هذه السنوات؟
من الصعب الحديث عن تلك الفترة الذهبية، مونديال 1982، تلك الذكرى الجميلة، عندما أتذكرها يقشعر جسدي، الثمانينات هي سنوات الفرح والسعادة لأننا أعطينا الكثير من أجل الجزائر، فوزنا على ألمانيا في المونديال كان بمثابة استقلال ثاني للجزائر، اعتقد أن جيل الثمانينات كان قادرا على أن يضحك أو يبكي الشعب الجزائري، عندما ندخل في الميدان كنا نصنع فرحة لا تضاهى.
*كيف كانت تشكيلة 1982، وما هو سر الفوز؟
في حقيقة الأمر لم تكن لدينا تشكيلة واحدة بل كانت هناك تشكيلات، فاللاعب الذي كان في الميدان أساسي والذي كان في قسم الاحتياط يعتبر كذلك أساسيا، عندما ترى كويسي وبن شيخ برتبة معوض، بالنسبة لي هم لاعبين أساسيين لأن مستواهم كبير جدا لدرجة أن المدرب كان يحتار عند إعداده للتشكيلة، ونفس الشيء بالنسبة لمونديال 1986 بالمكسيك.
أما فيما يخص سر النجاح والتألق، فهو نابع بكل بساطة من إرادة اللاعبين وحب المنتخب الوطني واحترام هذا المنتخب للشعب الجزائري، كان رهاننا الجزائر، جعلنا من هذه المقابلة مقابلة سياسية، عملنا حربا رياضية وحربا كروية حقيقية، واستطعنا بفضل الله أن ندخل السرور والبهجة في قلوب الجزائريين، أنا فخور بذلك.
*ما حدث بعد تاريخ 1982، وما هي أسباب التراجع في مونديال 1986؟
يمكنني القول ودون مزايدة أن التشكيلة التي تم إعدادها لمونديال مكسيكو في 1986 كانت أفضل بكثير من تلك التي خاضت غمار المنافسة في 1982، لكن ما حدث هو أن اللاعبين الكبار الذين تألقوا بالفعل في 1982 لم يكونوا حاضرين في 1986 ولم يشاركوا في هذا المونديال، مثل فرقاني، مرزقان كلاعبين محترفين وغيرهم من الوجوه المحترفة.
كانت هناك أخطاء كثيرة في تسيير الوضع بالنسبة لمونديال 1986 والنتيجة هي الخسارة والإقصاء.
*شاركتم في نهائي كأس الأندية الأوربية البطلة سنة 1987؟
مشاركتي في نهائي كأس الأندية الأوربية البطلة في سنة 1987 ذكرى لا تنسى، كما تعلمون التحقت بفريق غارسن بباريس سنة 1983 وبقيت معهم حتى عام 1984، لألتحق بعده بفريق بورتو وبعدها أتيحت لي الفرصة للمشاركة في نهائي الكأس مع بورتو، هذا الفريق الذي واصلت اللعب معه حتى نهاية مشواري الرياضي سنة 1992.
أذكر حينها أننا دخلنا المقابلة في النهائي ونحن خائفون لأن فريق باير له خبرة ومن ثم المسؤولية كانت كبيرة من أجل الفوز، كانت أول تجربة لي وهي المشاركة في النهائي، كان حلما كبيرا توج ب فوزنا لهدفين مقابل هدف واحد وكنت أنا مسجل أحد الهدفين، فيما مررت الكرة للاعب الذي سجل الهدف الثاني.
*وماذا عن الكعب السحري والعلامة المسجلة لماجر؟
السر له علاقة بخصال اللاعب وموهبته لأن جواري كلاعب عندما رمى بالكرة لم تنجح رميته كونها اصطدمت بلاعب أخر وكان علي أن أستغل تلك الفرصة وأن أرتجل وكانت ضربة الكعب التي بقيت في التاريخ، تركت الكرة تدخل بين رجلي وضربتها ولم يكن أحد ينتظر أو يتوقع ماذا سيحدث في تلك اللحظة، وكانت ضربة الكعب المميزة.
أذكر كذلك أنني كررت تلك العلامة المسجلة مرة أخرى بعد مرور شهرين مع بداية البطولة في بورتو، لكنها كانت أفضل بكثير، في تلك المرة فزنا ضد احد الفرق الأوربية بسبعة أهداف مقابل هدف واحد، سجلت أنا شخصيا ثلاثة منها، وعندما تكررت ضربة الكعب وقف جمهور بورتو في المدرجات يصفق مدة دقيقتين، كان مشهدا عظيما.
*تذكرون كأس إفريقيا سنة 1990، كيف كانت أجواء الفرحة؟
كانت أول مقابلة مع نيجيريا وكنا في المستوى ، فزنا حينها بخمسة أهداف مقابل هدف، كان هناك فريق كبير جدا ضم نخبة من اللاعبين، أمثال شريف الوزاني، مناد عصماني، صايب، وتمنيت لو تمنيت لو كان معنا مرزقان وبلومي وعصاد في تلك الكأس، لأن هؤلاء اللاعبين الثلاثة الذين رافقوني منذ سنة 1978 حتى بداية التسيعينات اعتزلوا دون أن يرغبوا في ذلك، ما حدث هو أنهم عزلوا ودفعوهم إلى الانسحاب من كرة القدم، تمنيت أن أرى لاعبين مثل بلومي ومناد معي في جبهة الهجوم.
*في رأيكم لماذا لم نتمكن من الحفاظ على تلك التشكيلة؟
كل مدرب له نظرة معينة للفريق الذي يشرف عليه وللاعب الذي هو بين يديه، لهذا يجب احترام الآخرين، هناك تغييرات كثيرة، وفي رأيي الخاص لا يوجد اعتراف للاعبين الذين أعطوا الكثير للجزائر، حيث أنه كان على الأقل أن يخرج لاعبين مثل عصاد، مرزقان، وبلومي بلقب البطولة الإفريقية، في وقت حصل عليها لاعبون آخرون لم يلتحقوا بالفريق الوطني إلا في السنة الأخيرة للكأس الإفريقية حينها، فمن غير العدل أن ينتهي مشوارهم بعد 15 سنة من الجد والكد دون هذا اللقب.
*كشخصية رياضية وطنية ودولية، كيف عشتم العشرية الدامية؟
عشناها ككل الجزائريين، في تلك الفترة الصعبة يجب أن تعلموا أنني كنت متواجدا بالجزائر، وفي سنة 1994 أشرفت على تدريب الفريق الوطني في ظروف صعبة جدا ولكن حبي واحترامي للجزائر تركني أفعل هذا، كما أنني تأثرت بما كان يحدث من قتل وتخريب كأي جزائري غيور على وطنه.
*لماذا لم تواصلوا تدريبكم للفريق الوطني؟
هناك مشاكل كثيرة لا سيما على مستوى الفيدراليات المتعاقبة في تلك الفترة، لا يعرفون ما هو الاستقرار وما هو العمل الحسن، هذا ما أثر على الفريق الوطني، وفي سنة 2000 بعد مقابلة بلجيكا قلت أنني لا أريد العودة إلى تلك المشاكل وكل واحد يتحمل مسؤوليته، لا أنكر أنني اشتغلت مع أناس في الفريق الوطني كانوا مهنيين، لكن بالمقابل كان هناك أشخاص في الفيدرالية لم يعملوا وفق قواعد اللعبة وكانوا يفتقدون للاحترافية والمهنية، وبعدها غادرت الفريق الوطني بعد مقابلة بلجيكا التي حققنا فيها تعادلا سلبيا، في وقت كانت فيه الفيدرالية تبحث عن أي خطاء، ففضلت الانسحاب.
*هناك حديث عن وساطة صلح بادر بها الإعلامي حفيظ دراجي بينكم وبين رواروة؟
أفضل عدم الحديث عن هذا الموضوع.
*منذ حوالي 3 أشهر أحضرتكم كأس 87 للأندية الأوربية البطلة للجزائر في إطار الدورة التي تنظيمها لتشمل الدول الإفريقية؟
شرف كبير لي أن يتم اختياري من طرف الاتحاد الأوربي لكرة القدم التي يرأسها بلاتيني، لقد اختاروني كسفير للاتحاد الأوربي لكرة القدم بالجزائر لتقديم كأس الأندية الأوربية، كانت فرصة للجزائريين أن يروا الكأس ويلمسوها بعدا كانوا يرونها عبر التلفزيون فقط. أنا العربي الوحيد الذي تم اختياره، ولم أمثل الجزائر فقط بل كل الدول العربية، باعتبار أنني كنت العربي الوحيد الذي فاز بهذه الكأس.
*اختارتكم الفيفا رفقة حسام حسن المصري كأفضل لاعبين في تاريخ الكرة الإفريقية، ما هو شعوركم إزاء هذا الاختيار؟
هذا لقب جديد أتشرف به ويضاف إلى مشواري الرياضي والكروي بالتحديد، فأنا لست ملك نفسي، أنا ملك الجزائر والشعب الجزائري وكل ما أفعله يكون باسم الجزائر، حقيقة هذا شرف كبير لي.
*ما تعليقكم على قام به المصري الأخ التوأم لحسام حسن حين شتم الجمهور الجزائري؟
*أنتم تشغلون حاليا منصب مستشار، محلل ومقدم في الجزيرة الرياضية؟
أنا من بين الذين ساهموا في تأسيس الجزيرة الرياضية، حاليا أنا أشغل منصب مستشار، محلل ومقدم على مستوى هذه القناة، هي مهنة جديدة بالنسبة لي، تعلمت كثيرا منها، فبعد أن كنت مدربا في الملعب أنا الآن مدرب في الأستوديو .
*ما هو سر نجاحكم في الحياة وفي الكرة بالتحديد؟
الجد والجد والسلوك الحسن والعمل والالتزام، أنا لست كاملا، لي عيوبي، وما يجب أن يعلمه كل رياضي في كرة القدم هو أن كرة القدم إما أن تمنحك أو تحرمك، بالجد ينال المرام والعكس. عندما ذهبت إلى أوربا رسمت طريقا مهنيا ممتدا على مدار 10 سنوات، وقررت في نفسي أنني سافرت من أجل النجاح ولم أكن أتوقع يوما أن أحقق كل هذه النجاحات، كانت هناك قوة خفية تدفعني، هي إرادة الله الذي منحني كل الفرص، هل تعملون في النهاية الخصال والمواهب لا تكفي وحدها، الإنسان بحاجة إلى فرصة من أو فرص من اجل النجاح وهذه الأمور لا يمكن لأحد أن يمنحك إياها إلا الله.
لقد منحني الله الكثير وربما أكثر بكثير مما كنت أتمنى أو أتوقع، نصيحتي لكل شبابنا اللاعبين من يريد النجاح يجب أن يضحي، أنا أرفض لاعبين لا يفيقون من الخمر ويدخنون ويحملون كل الصفات السلبية، يجب أن يعلموا يقينا أن الكرة قد تمنحهم الكثير لأنه يمكنها أن تكون مصدر رزق واسع للاعب.
*كيف هي علاقتكم حاليا مع بورتو؟
علاقتي جد متينة مع فريق بورتو وهي لا تزال متواصلة إلى يومنا هذا، فأنا سفير لبورتو ومنذ ثلاثة سنوات دشنت لاكازا دوبورتو في تورنتو بكندا أي منزل بورتو، وكان من المفروض أن أدشن لاكازا دوبورتو في ألمانيا في شهر جانفي الفارط ولم أذهب بسبب ظروف عملي في الجزيرة وغير هذا فعلاقاتي جد طيبة مع بورتو ولا تزال كما قلت لكم متواصلة دون انقطاع.
*ما هو واقع الكرة في الجزائر؟
هناك نتائج ايجابية حاليا وحسنة لكنها تبقى بمثابة الشجرة التي تخفي الغابة، لقد حققنا فوزا لكنه يبقى هشا، حقيقة نملك لاعبين وبالمقابل يجب العمل كثيرا، القضية ليست قضية فوز وانتهى، بل يجب أن يكون لك فريقا صلبا مبنيا على أسس متينة، كما انه من المفترض بالنظر إلى إمكانياتنا أن يكون لنا فريقا قويا، خاصة مع الرصيد التاريخي الذي تملكه الكرة الجزائرية.
هناك انطلاقة قوية للفريق الوطني لا احد ينكرها ونتمنى له الفوز في المباريات المقبلة، ولا يجب أن نغتر بالفوز المحقق في المقابلتين الفارطتين، صحيح أن الفوز المحقق رفع معنويات اللاعبين، لكن لا يجب أن ننسى في كل الأحوال أن قوة الفريق الوطني تبدأ من الفرق الصغيرة بدلا من لجوء الفيدرالية إلى استيراد لاعبين تكونوا في الخارج.
99 بالمائة من اللاعبين يتطورون في فرنسا، المصريين يعيبون علينا ذلك، يجب أن نعيد النظر في تسيير الأمور، فزنا بالفعل على زامبيا ومصر ونحن على رأس القائمة لكن هذا غير كافي وعلينا بذل مزيد من المجهودات.
أتمنى التوفيق للفريق الوطني وعليه أن يفوز في المقابلات القادمة ويجب الحذر من الفريق المصري الذي يبقى فريقا كبيرا لأننا سنكون في وضعية صعبة في حال فوز مصر في مبارياتها المتبقية خاصة وأن لقاء العودة سيكون في ملعب مصر.
*ما هي حظوظنا في الكأس الإفريقية والمونديال؟
عندما تشارك في كأس العالم، فإنك لن تلعب ضد روندا أو زمبيا وهذا ما يتطلب إرادة كبيرة جدا وتركيز وأنا أرفض الحديث بلغة المشاركة لأنني ألعب من أجل الربح، يجب أن نذهب لتحقيق نتائج إيجابية وإذا كان هناك فرق أكبر منك يجب أن تعترف ويبقى العمل والتوفيق من عند الله.
*هل من نصيحة تقدمونها إلى مدرب الفريق الوطني؟
أنا لا أتدخل في تسيير وعمل سعدان وأحترم مجهود كل واحد.
*هل تتوقعون إشرافكم على الفريق الوطني في المستقبل؟
حاليا لا يوجد رد.
*كثر الحديث عن العنف في الملاعب، ما تعليقكم على ذلك؟
قبل الحديث عن العنف في مدرجات الملاعب يجب الكلام عن العنف داخل أرضية الملعب الذي يبدأ بالعنف الموجود بين اللاعبين الذين أصبحوا لا يحترمون زملائهم، من المؤسف أن نجد مدربا يحرض لاعبيه على العنف وأن لا تجرى المباراة بأخلاق وود مع احترام كامل للخصم في كل الأحوال، وبعد هذا نتكلم عن عنف المناصرين وغيرها من المشاكل.
*تواضعكم صنع عظمتكم ، كيف تديرون شهرتكم؟
قلت لك أنا لست ملك نفسي، في سنة 1979 عندما ربحنا كأس الجزائر مع النهد ضد فريق شبيبة القبائل، كان سني لم يتجاوز بعد 21 سنة، بعد هذا التاريخ ذاع صيتي وأصبح الناس يهتمون بي أكثر فأكثر، لكن الشهرة لم تجعلني شخصا مغرورا، لأن التربية التي منحنا إياها الوالد ساهمت كثيرا في منحنا شخصية سوية، فكل ما أفعله هو بفضل الله لأن المواهب والصفات وحدها لا تكفي.
*ماذا عن خليفة ماجر؟
هناك تشكيلة تتطور وتنمو وأنتم تعرفونها ربما أفضل مني باعتبار أنكم تتابعون الفريق الوطني وعددا من الفرق على مستوى مختلف الأقسام الكروية بالجزائر.
أما على مستوى العائلة فهناك ابني أمير البالغ من العمر 21 سنة فهو يلعب في فريق الوكرة القطري الذي دربته وفزنا بثلاثة ألقاب، ابني أمير استطاع تحقيق حلمي الذي حرمت منه لأنه جمع بين الكرة والعلم، فهو يدرس في الوقت ذاته بالجامعة.
*ماذا عن زين الدين زيدان؟
زيدان رجل كبير ولاعب كبير أيضا كغيره من اللاعبين الذين تألقوا وصنعوا لهم مكانة في عالم الكرة، أنا احترمه كثيرا.
*من تذكر من زملاء الكرة؟
هناك الكثير من اللاعبين الذين أعطوا كل ما كانوا يملكون للكرة وللجزائر، مثل مغارية، بلومي عصاد، سرباح، قندوز، فهم حقيقة يستحقون كل التقدير.
*وماذا عن اللاعب جمال زيدان الذي أنهكه المرض؟
في الحقيقة لم ألتق به لكن أخر الأخبار تقول أن أوضاعه الصحية قد تحسنت بكثير، وربي معاه.
*ماذا تمثل بالنسبة إليكم الجزائر؟
الجزائر في القلب، فالبرغم من تواجدي بالخارج إلا أنني أزورها على الأقل ثلاث مرات في السنة وعلى سبيل المثال زرت الجزائر منذ بداية العام الجاري 4 مرات، وكما قلت سأستقر نهائيا بالجزائر قريبا لأن مثلث بورتو، الجزائر الدوحة قد أتعبني.
*هل أثر مشواركم الكروي على حياتكم العائلية؟
عندما كنت في بورتو كانت حياتي بين الطائرة والفنادق ولكن مع مرور الوقت تحكمت في الأمور، أنا أب لأربعة أطفال، ولدين وبنتين والحمد لله أعيش في سعادة تامة مع عائلتي الصغيرة والكبيرة على حد سواء، فأنا جد متمسك بكل أفراد عائلتي وعلى اتصال دائم بكل العائلة.
*كيف تقضون أوقاتكم مع العائلة؟
أنا إنسان على اتصال دائم مع عائلتي، عندما نأتي إلى الجزائر نسعى إلى قضاء أوقات ممتعة وعطلة مريحة، سهرات وجولات، نذهب إلى المطاعم، نأكل السمك بلامادراك باسطاوالي ، المشوي بدرارية وغيرها من النزهات.
*ما هي هوياتكم؟
خارج إطار الكرة، أنا أمارس الرياضة كثيرا سواء أكان ذلك في الجزائر أو الدوحة وبصفة يومية أمارس رياضة كمال الأجسام لتقوية عضلاتي والحفاظ على قوامي ورشاقتي، كما أنني أحب السباحة كذلك.
*أنتم تصورون فيلما عن مشواركم الرياضي، هل من تفاصيل؟
هناك فيلم مسجل تحضره "أي أن أس أس" حيدرة يشرف عليه يزيد آيت جودي ممثل ومنتج، حيث شرعنا في العمل منذ أكثر من أسبوع ومن المفروض أن نذهب إلى الدوحة وبورتو لمواصلة التصوير.
*فلسفتكم في الحياة؟
هي بسيطة بساطة الحياة التي أحبها وأعشقها بكل ما أوتيت من قوة، أحب الحياة وأحب أن ألتقي بالناس، أستيقظ باكرا، أمارس الرياضة يليها حمام منعش، وجبة إفطار وأحمد الله دائما على كل ما منحني من نعم، أحب كذلك التجول في الجزائر وأنا أفكر بجدية الدخول نهائيا إلى الجزائر لأنني تعبت من الحياة خارجها، يجب أن نعلم أننا نملك بلدا جميلا علينا أن نحافظ عليه.
*ما رأيك في ظاهرة الحراقة؟
أرى أن هذا شيء مؤسف وأنا أفهم هؤلاء الشباب لكنني أنصحهم بأن لا يذهبوا وأقول لهم لا للمغامرة هناك أناس ماتوا وعائلاتكم والجزائر بحاجة إليكم، الحياة في أوربا صعبة، أوروبيون يفرون من دولهم ويبحثون عن عمل في الخليج، يتصلون بي في بعض الأحيان بحثا عن العمل، خاصة مع تداعيات الأزمة المالية.
*العمل الخيري، هل يستهوي ماجر بحكم أنه شخصية رياضية؟
على كل الشخصيات المعروفة أن تساهم في فعل الخيرات بالتعاون مع الجمعيات من أجل إنجاز عمل حقيقي يتجاوز الترقيع الموجود على الساحة في أيامنا هذه، أما على مستواي الشخصي فأفضل أن لا أتحدث عن معروف قمت به.
*ما هي أمنياتكم ؟
على المستوى الشخصي أدعو الله أن يمنحني الصحة وراحة البال مع العائلة، كما أتمنى التوفيق للكرة الجزائرية ولمنتخبنا وأن تكون المحبة والصداقة بين كل الجزائريين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.