تسببت الأمطار الطوفانية التي تهاطلت أول أمس بالعاصمة، في وقوع مأساة حقيقية في حي «لقلاسيار» ببلدية باش جراح، حيث فاض الوادي الواقع داخل مزرعة زفير بذات الحي وتسببت في خسائر بشرية، وصلت الى قتيلان وأربعة مفقودين، حيث تمكنت مصالح الحماية المدنية من العثور عليهم أحياء وإنقاذهم من الموت المحتوم، وذلك منذ صبيحة أول أمس، والذين وجدو في حالة نفسية جد متدهورة. تنقلت «السياسي» إلى حي لقلاسيار الشعبي، وتحدث إلى السكان ومنكوبي مزرعة زفير، الذين صبوا جام غضبهم على السلطات المحلية، واتهموا رئيس بلدية باش جراح بتهميشهم، حيث تركهم يصارعون الموت بدون أدنى مراعاة للمسؤولية ولا أدنى احترام للنفس البشرية، حيث قال عمي سعيد أحد منكوبي لقلاسيار: «أيعقل ألا تلتفت البلدية إلينا ونحن نعيش معيشة أقل ما يقال عنها أنها محفوفة بالمخاطر، وإلا كيف نفسر تجاهل نداءاتنا التي كنا نطالب بها المير، بإعادة تهيئة على الأقل الوادي، لكي لا نقول ترحيلنا إلى سكنات جديدة، فنحن فقدنا أرواحا ذهبت جراء هذه الكارثة التي ليست طبيعية وإنما بفعل فاعل». واتهم السكان البلدية بالإهمال وقلة الاهتمام، وقد وجه السكان نداءهم إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة للتدخل وإنقاذهم من هذه الوضعية الكارثية، قبل أن يؤول وضعهم إلى ما لا يحمد عقباه. وأنت تدخل هذه المزرعة، المنكوبة يشدك الانتباه نحو بيوت الصفيح والسكنات القصديرية، التي جرفتها الأوحال ومياه الوادي، والتي تسببت في تشريد العديد من قاطنيها، أرجعت إلى ذاكرتنا مأساة باب الوادي الشهيرة سكان لقلاسيار بباش جراح طالبوا الوالي العاصمة عدو محمد الكبير، بالتنقل والحضور لمعاينة الوضعية الكارثية التي يعيشونها والتي زادتها السيول الأمطار دراما سودوية كلما حل فصل الشتاء. أكدت مصالح الحماية المدنية المتواجدة بعين المكان أن حصيلة الضحايا الرسمية، سجلت حالتي وفاة، وأربعة مفقودين تم العثور عليهم أحياء مساء أمس من طرف أعوان الحماية المدنية، وحسب تأكيدات الحماية المدنية فإن تدخلها كان على الساعة الرابعة صباحًا، أين تم إشعار مصالحها بوقوع حملة سيول مائية وامتلاء الوادي وانجرافه نحو البيوت القصديرية في المزرعة، مما أحدث أضرارا كبيرة في الحي القصديري، وأكد المصدر أن مصالحه كانت في صراع دام قرابة عشر ساعات، من أجل الحد من الخسائر البشرية والمادية الممكنة، في ظل ظروف الأحوال الجوية المتدهورة والتي كانت مرفوقة بالهلع والخوف والاضطراب. وأشار ذات المتحدث أنه تم إنقاد شيخ وشاب بعد أن فقدوا صباحًا على الساعة الرابعة عندما حلت الحملة لننتشلهم في الساعات القليلة الماضية، أما باقي المصابين فتم نقلهم إلى مسشتفى زميرلي بالحراش. اتصلت «السياسي» مع بوزيدي صحراوي رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية باش جراح، الذي أكد أن عدد القتلى لا يتجاوز مواطن واحد، وأن جميع المصابين تم التكفل بهم حيث قال «ليس هناك ضحايا إلا حالة وفاة واحدة، أما الجرحى فقد تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج ومنهم من غادره، ليضيف مير باش جراح بقوله «نحن سنقوم بإعادة تهيئة مجاري وادي لقلاسيار وتنظيفه في الأوقات القليلة القادمة، أما فيما يخص ترحيل هذه العائلات المنكوبة فقد برمجت من قبل سكان وقاطني سكان هذه المزرعة، الواقعة في حي لقلاسيار الشعبي وسنتكفل بهم، وسنعيد إسكانهم وترحيلهم في الوقت المناسب».