لقي شخصان حتفهما فيما أصيب 8 آخرون بجروح أمس الأحد، بالجزائر العاصمة، إثر انجراف التربة تسببت فيه رداءة الأحوال، حسبما أعلن عنه رئيس ديوان والي الجزائر·وأوضح المسؤول أنه تم وضع خلية أزمة على مستوى ولاية الجزائر لمتابعة الوضع الذي تميز بقطع بعض الطرق كليا أو جزئيا وانهيار بعض البنايات القديمة وأخرى مهددة بالانهيار إضافة إلى انزلاق التربة· فقد تسببت الأمطار الأخيرة المتساقطة على العاصمة في فيضانات غمرت مجمل الممرات وعدد من التجمعات السكنية في كل من بني مسوس وباب الوادي وباش جراح وهو ما أعاد لأذهان العاصميين كارثة فيضانات باب الوادي 2001، حيث خرج عدد كبير من السكان الى الشوارع بعد تصدع سكناتهم إثر السيول الجارفة عبر الطرقات حاملة معها عدة أطنان من الأتربة، في حين شهدت مداخل العاصمة منذ الساعات الأولى من نهار أمس وإلى غاية ساعات متأخرة من النهار ازدحاما في حركة المرور الأمر الذي دفع بوالي ولاية الجزائر السيد محمد كبير عدو إلى مطالبة أصحاب السيارات بالخروج من العاصمة في الوقت الذي أغلقت فيه مصالح الحماية المدنية الطريق الوطني رقم 11 في جزئه الرابط بين العاصمة وعين البنيان، نظرا لانهيار الجسر الذي يربط الحمامات ببلدية عين البنيان· كما تحولت الطرقات الرئيسية والممرات بالعاصمة منذ صباح أمس إلى أودية وبرك من المياه الراكدة التي عرقلة حركة مرور العربات والمارة على حد سواء، حيث لم يتمكن العمال والطلبة من الالتحاق بمناصب عملهم أو بمقاعد الدراسة، في حين سجل وقوع عدة حوادث مرور منها انحراف حافلة لنقل المسافرين ببلدية باش جراح ولحسن الحظ لم تسجل خسائر بشرية تذكر، كما سجل اختناق في حركة المرور على مستوى كل الطرق الرئيسية والفرعية منها طريق جيش التحرير حيث توقفت العربات عن السير لعدة ساعات مما اضطر المسافرين إلى النزول من الحافلات وسيارات الأجرة للمشي على الأقدام لمسافات طويلة، في حين تحولت مداخل محطات المسافرين ل "2 ماي " و"تافورة" ومحطة النقل الجامعي إلى برك من مياه وهو ما صعب على أصحاب الحافلات والمسافرين دخولها· كما سجل اختناق حاد في حركة السير عبر الطريق الوطني رقم 5 في جزئه الرابط بين الحميز والرويبة الذي تم غلقه نهائيا أمام حركة المرور طيلة النهار بعد بلوغ المياه المجمعة لمستويات قياسية لم تسمح بمرور العربات، كما قطعت مصالح الحماية المدنية بعد الظهر أمس، الطريق الوطني رقم 11 في جزئه الرابط بين باب الوادي والحمامات وعين البنيان بعد انهيار الجسر الرابط بين الحمامات وعين البنيان بمنطقة حوش اللوز، في حين تسببت السيول في انجراف التربة عند مصنع الاسمنت رايس حميدو وهو ما عرقل حركة المرور· من جهتها اضطرت مصالح سونلغاز ببلدية الحراش إلى قطع التيار الكهربائي عن سكان حي "لافلاسيار" والحراش بعد الأعطاب التي أصابت القناة الرئيسية قرب وادي الحراش عند تدخل مصالح التطهير لنزع الشوائب على ضفاف الوادي· الأوضاع التي شهدتها العاصمة منذ صباح أمس، جعلت ولاية الجزائر تنصب خلية أزمة ترأسها والي العاصمة لمتابعة مختلف التدخلات التي كانت تقوم بها كل من مصالح الحماية المدنية ومؤسسات التطهير التابعة للولاية· وقد غمرت المياه منذ الساعات الأولى لصباح أمس عدة أقبية وبيوت قصديرية بحي "لافلاسيار" ببلدية باش جراح بسبب فيضان وادي أوشايح وهو ما دفع بالسكان إلى الاحتجاج وقطع الطريق على مستوى نفق وادي أوشايح لعدة ساعات مما استدعى تدخل أعوان مكافحة الشغب لإعادة فتح الطريق، وهو نفس الحال بالنسبة لبلدية باب الوادي الذي تذكر سكانها هذا الصباح أحداث كارثة فيضانات باب الوادي 2001 بعد أن غمرت المياه عدة بنايات بكل من أحياء بوفريزي وسعيد تواتي ورشيد كواش، حيث خرج سكان الأحياء مباشرة بعد السيول الأولى ورفضوا العودة إلى منازلهم التي غمرتها المياه· وفي آخر نشرية للديوان الوطني للأرصاد الجوية، فقد تساقط على العاصمة صباح أمس 58 ميليمتر في ظرف ساعتين والرقم مرشح للإرتفاع، حيث استقبلت مثلا مدينة قصر البخاري بولاية المدية وحدها 25 ميليمترا في ظرف ساعة واحدة، وأرجعت ذات المصالح الأمر إلى اضطراب جوي يسود المناطق الشمالية للوطن وقد يدوم إلى غاية نهاية الأسبوع· وفي تصريح خاص للملازم برناوي نسيم من مديرية الحماية المدنية ل"المساء"، فلم تسجل مصالحه خسائر بشرية، في حين تدخل أعوان الحماية المدنية منذ صباح أمس 77 مرة منها 63 مرة تخص الفيضانات وخمس مرات لحدوث شرارات كهربائية تم خلالها إنقاذ سكان 6 منازل بحي درقانة بعد أن غمرتها المياه، في حين سجل انهيار عدة بنايات منها مدخل عمارة قديمة مهجورة مصنفة حمراء من الدرجة الرابعة ببلدية باب الوادي وعمارة أخرى برايس حميدو، ناهيك عن بنايات قديمة وقصديرية بكل من بني مسوس و"لافلاسيار"· كما تدخل أعوان الحماية المدنية لإخراج سيارتين علقتا وسط برك المياه بمنطقة "فري فالون"، في حين تم إخلاء عدد من المؤسسات التربوية ببلدية رايس حميدو بسبب المياه التي اجتاحت ثانوية بن خلدون· من جهته أكد السيد رضا بوداب مسؤول الأشغال الكبرى والتطهير على مستوى مؤسسة توزيع وإنتاج المياه بالعاصمة "سيال " ل "المساء" ، أن المؤسسة جندت 16 شاحنة ضخ المياه و120 عونا عبر 14 نقطة صنفت سوداء بسبب تجمع كميات كبيرة من مياه الأمطار، في حين يتم العمل بالتنسيق مع مؤسسة "اسروت" التي جندت من جهتها أكثر من ألف عامل لتصريف المياه الراكدة· وحسب المصدر فقد تجند أعوان المؤسسة في مواقعهم منذ الساعة السابعة صباحا وسيستمر العمل وفق مخطط النجدة إلى غاية التاسعة ليلا وذلك لضمان صرف المياه بعد ارتفاع منسوب المياه بمجاري الصرف· وعن النقاط السوداء أشار السيد بوداب أن نقطة محطة "02 ماي" تعد الأكثر أهمية نظرا لحجم المياه التي تصلها من أعالي بئر مراد رايس، رويسو وحسين داي وما دام مشروع انجاز مجمع المياه الكبير لم ينته بعد فإن تجنيد فرقة من عمال "سيال" أصبح أمرا ضروريا طوال فصل الشتاء، في حين أكد المصدر توقع تسلم الشطر الأول من المشروع خلال الأشهر القليلة القادمة سيخفف من مشكل تجمع المياه بالمنطقة· ومن جهته كشف الرئيس المدير العام لمؤسسة النظافة ورفع النفايات المنزلية "نات كوم" السيد أحمد بلعاليا ل "المساء"، أن مؤسسته جندت 150 عونا إضافيا لمساعدة فرق النظافة لبلدية باب الوادي المكونة من 200 عون، حيث توجه العمال منذ صبيحة أمس لتنظيف البالوعات ومجاري الصرف في حين تم تجنيد 10 شاحنات لرفع الأتربة المجمعة عند مخرج شارع عبد الرحمان ميرة وتم إلى غاية الساعة الخامسة مساءا رفع ما يزيد عن 70 طنا من الأتربة التي جرفتها السيول المنحدرة من حي "فري فالون" في الوقت الذي وضعت هذه الأخيرة بصفة مؤقتة في حظيرة المؤسسة القريبة من الموقع في انتظار تحويلها اليوم إلى مفرغة السمار، وأكد مسؤول المؤسسة الذي كان بعين المكان انه تم استقدام ست شاحنات بصهريج لتنظيف الطريق خلال الليل قبل أن تتحول شاحنات رفع الأتربة إلى حي" فري فالون" لرفع الأتربة.