عرفت ولاية الجلفة، نهاية الأسبوع، تساقطا كبيرا للأمطار مصحوبة بحبات البرد حوّلت عاصمة الولاية في ظرف ساعتين إلى مدينة منكوبة على كافة الأصعدة من خلال سقوط العديد من أسقف المساكن وتهدم العشرات من الجدران بالإضافة إلى تسجيل العديد من العائلات المنكوبة والتي وجدت نفسها في لحظات في الشارع وفي مواجهة المجهول، إضافة إلى تسجيل عدد من الإصابات بجروح خفيفة. صادق شريط لم تكن الليلة المذكورة عادية بولاية الجلفة، حيث عاشت المدينة على حين غرة أجواء كارثية سببتها كمية الأمطار المتساقطة التي أدخلت المدينة في مواجهات مفتوحة، بداية بارتفاع منسوب المياه على جسر واد ملاح بجانب المقبرة الخضراء الذي يقطع المدينة إلى نصفين والذي وصلت مياهه إلى حدود وسط المدينة لتغرقها بالكامل ومنه تحولت الشوارع المحاذية لفندق الأمير وكذا المارة بالقرب من مقر الأمن الولائي إلى بركة من الأوحال والسيول تسببت في قطع الطريق في وجه حركة المرور بشكل كامل ومنها تسرب كبير للمياه داخل المتحف البلدي المرتفع مدخله نسبيا عن الأرض ليسجل الشلل التام بعاصمة الولاية. الأحياء القصديرية المتواجدة على ضفاف المدينة في كل من الزريعة، المتشعبة، وكذا الفصحى، والمستقبل كانت المتضرر الكبير من حيث تغلغل مياه السيول إلى داخل أشباه المنازل والمساكن لتغرقها بشكل كامل أيضا وتجبر قاطنيها على الخروج والنجاة بجلودهم إلى الشارع والاحتماء من ماء السيول بمياه الأمطار، والماء من فوق ومن تحت كان حال هذه الأحياء التي عاشت الأمرين من خلال تحولها إلى بركة كبيرة من الأوحال والسيول التي صعبت من عمليات الإنقاذ التي قادها المواطنون ومصالح الحماية المدنية على مدار أكثر من 10 ساعات. وأكدت مصادر من الحماية المدنية بأن الهاتف ظل على مدار ساعات يرن طلبا للنجدة من قبل المئات من الأفراد بعد أن غمرت الأمطار كل الجحور المتواجدة هناك، والمثير في هذا الأمر أن "صوت الأحرار" بدورها تلقت مكالمة عاجلة من بعض المواطنين القاطنين بحي الزريعة طالبين منها الاتصال بالحماية المدنية بعد أن فشلت جميع نداءاتهم واتصالاتهم، مؤكدين فيه ذات الاتصال بأن الحي بأكمله "يغرق..يغرق..يغرق". بعض الأحياء السكنية الأخرى كحي 100 دار، القرابة، الضاية، عين الشيح عاشت نفس الوضع لكن بشكل أقل حيث تسللت السيول إلى العديد من المساكن والبنايات، وتؤكد مصادر ل "صوت الأحرار" تسجيل سقوط أسقف لبعض المنازل وكذا سقوط منزل بحي السعدات بالقرب من مقر محافظة السهوب، فيما سجل أيضا سقوط العديد من الجدران الخارجية لبعض المساكن بفعل قوة السيول الجارفة، كما سجل سقوط أسوار خارجية لبعض المصانع المتواجدة بالمنطقة الصناعية كحال السور الخارجي لمصنع الجلود وكذا الأسوار الخارجية لكل من مدرسة عيسى القايد، المتقنة، كما تم تسجيل دخول السيول بشكل كبير لمديرية المصالح الفلاحية التي غمرت بعض مكاتبها بالمياه متلفة بذلك الكثير من الوثائق. وقد تدخلت فرق الحماية المدنية بالجلفة والتي تم إمدادها بوحدات قادمة من ولايات تيارت، المدية والأغواط والمسيلة من أجل تحرير السكان من قبضة السيول الممارسة خاصة بالأحياء القصديرية، وذكرت ذات المصادر بأن عشرات العائلات تم إجلاؤها إلى مدارس وإكماليات في كل من المتشعبة، منها 06 عائلات رحلت إلى إكمالية عيس القايد و06 عائلات أخرى تم ترحيلها إلى إكمالية "بن عياد" إضافة إلى إيواء 09 عائلات أخرى بإكمالية حي 05 جويلية بعد أن تسربت إلى منازلهم المياه بمستويات كبيرة جدا أجبرتهم على الخروج والفرار بجلودهم. وقال بعض المنكوبين الذين تم إجلاءهم إلى إكمالية "المتشعبة" بأنهم يعيشون في وضعية مزرية من جراء غياب أي تمويل بالغذاء والأغطية والأفرشة بعد أن أتلفت السيول الجارفة التي اجتاحت مساكنهم كل المحتويات والحاجيات الضرورية، ووصل عدد العائلات المتضررة والمنكوبة والتي تم إيواءها بالمدارس والإكماليات حسب مصادر "صوت الأحرار" إلى 85 عائلة متضررة من هذه الوضعية. الأمطار المتهاطلة ونسبة التساقط الكبيرة أدت إلى قطع الجسور بعد أن غمرتها مياه السيول سواء داخل المدينة كحال الجسرين العابرين لكل من أحياء بوتريفيس وحي 100 دار وجسر حي 05 جويلية، أو تلك الموجودة خارج المحيط العمراني كحال جسر واد ملاح، وتحدثت مصادر أخرى عن تعرض الجسر المتواجد بالقرب من مديرية المصالح الفلاحية إلى تشققات كبيرة على الرغم من حداثة فتحه في وجه حركة المرور، وبلغة الأرقام أحصت الجهات المعنية ما يعادل 200 بيت في حالة متدهورة، 19 حيا سكنيا غمرته المياه، فيما تم تسجيل 06 جرحى بجروح خفيفة تم تقديم لهم الإسعافات الأولية على مستوى المصالح الصحية.