بنايات شارع رابح عسلة على وشك الانهيار على رؤوس قاطنيها حديقة التجارب المتنفس الوحيد لسكان البلدية يتخبط سكان بلوزداد بالعاصمة في معاناة كبيرة خاصة منهم قاطنو السكنات الهشة وكذا الأسطح والأقبية الذين يحلمون بتوديعها منذ سنوات طويلة، متسائلين عن سبب عدم التفاته المصالح المعنية لوضعهم الذي وصف بالخطير، في حين يعيش آخرون معاناة أخرى خاصة أمام الوضع البيئي المتردي وغياب الحظائر القانونية لركن مركباتهم وكذا قلة عديد المرافق على رأسها الترفيهية والشبانية. لا يمكن للمار بشوارع بلدية محمد بلوزداد إلا وأن يشد انتباهه مشهد بنايات حي 02 رابح عسلة التي باتت تشوه المنظر العام للبلدية، تلك العمارات التي توحي جدرانها الخارجية بهشاشتها وعدم قدرتها على إيواء قاطنيها بعدما أصبحت شرفاتها على أبواب السقوط، وهو ما حدث فعلا -حسبما تداوله أبناء الحي العتيق- الذين أكدوا سقوط أجزاء من شرفة إحدى العمارات في وقت غير بعيد على رأس أحد شباب المنطقة والتي كادت تودي بحياته. وفي ذات السياق، أوضح ساكنو هذه البنايات أنهم باتوا يخشون على أنفسهم الهلاك في أي لحظة فجدران شققهم المتصدعة باتت تبعث في أنفسهم الهلع والخوف، وما زاد من غضب هؤلاء هو تصنيف المصالح المعنية لمساكنهم ضمن الخانة الحمراء منذ زلزال ال2003، إلا ان ذلك لم يشفع لهم بالحصول على مساكن لائقة حيث استغلوا فرصة زيارة (السياسي) لحيهم موجهين عبره رسالة لوالي ولاية الجزائر عبد الخالق صيودة، مناشدين إياه ترحيلهم في أقرب الآجال قبل أن يلقوا مصير نفس بنايات العاصمة الهشة التي انهارت فوق رؤوس أصحابها. سكنات حي عمار عاشور في وضعية غير لائقة وغير بعيد عن حي 02 رابح عسلة وبين أزقة حي عمار عاشور، لفتنا مشهد حبال مشبثة بأعمدة الكهرباء وعليها ملابس لمختلف الأعمار تدعو إلى الإقتراب والتماس الوضع، دخلنا الحي الهش الذي تسكنه ازيد من 40 عائلة تصارع أوضاع مزرية لمدة فاقت ال55 سنة حسبما أكده السكان الذين ضاقوا ذرعا من وعود السلطات المحلية التي تعاقبت على العاصمة والتي حسبهم لم تشهد النور إلى غاية يومنا هذا. وفي حديث عن المعاناة التي يعيشونها، تحدثت العائلات أنها تتخبط في ضيق خانق حيث يفوق عدد أفراد الواحدة منها 5 أشخاص كأدنى تقدير، تبيت تحت أسقف في غرف صغيرة لا ترقى لدرجة منازل -حسب وصفهم- حيث يتشارك سكان هذه البيوت المظلمة، الفناء الواحد بل ودورة المياه الواحدة، وهو ما يرونه بالوضع غير اللائق والمخالف لمبادئ العيش الكريم، ما يدفعهم لمناشدة الجهات المعنية لترحيلهم في اقرب الآجال. قاطنو الأقبية والأسطح يستغيثون لا تزال عدة عائلات على مستوى بلدية محمد بلوزداد تتخذ من أسقف الأقبية والأسطح مأوى لها، وذلك على مستوى كل أحيائها، حيث لم تستفد البلدية سوى من 36 حصة منذ انطلاق عمليات ترحيل ساكني الأقبية والأسطح التي باشرتها ولاية الجزائر، حيث فاق عدد سنوات انتظار هذه العائلات لسكن لائق أزيد من 10 سنوات مما تسبب لهم في عديد الأمراض التنفسية التي باتت تفتك بأجسادهم. سكان يرممون أسقف العمارات بإمكانياتهم الشخصية ومن جهة أخرى اشتكى ساكنو الطوابق الأخيرة في عديد بنايات البلدية من تسربات مياه الأمطار لداخل منازلهم ما تسبب لهم في تلف أسقف شققهم وجدرانها، مؤكدين أنهم حاولوا رفع انشغالهم هذا لمصالح البلدية علها تبادر في القيام بعمليات الصيانة إلا أنهم لم يلقوا أذانا صاغية، وهو ما يضطرهم إلى القيام بعمليات التزفيت بإمكانياتهم المحدودة. حديقة التجارب المتنفس الوحيد لسكان البلدية وفي حديث مغاير، اشتكى مواطنو بلدية من النقص الفادح في مرافق التسلية والترفيه، فحسبما ذكروه لا يجد سكان البلدية سوى حديقة التجارب للترويح عن أنفسهم والتي يتراوح ثمن تذكرة الدخول إليها بين 60 و120 دينارا حسب سن الزائر، وهو ما يجدوه غير منطقي إذ لا تسمح لهم إمكانياتهم المحدودة بدفع ثمن التذاكر يوميا بقضاء بعض السويعات في جو من الهدوء أين طالبوا بتوفير حدائق عمومية تسمح للعائلات البلوزدادية وأطفالها بالترفيه عن أنفسهم. وفي ذات السياق، اشتكى شباب البلدية من عدم توفر عدد كاف من الملاعب الجوارية التي تسمح لهؤلاء بممارسة شغفهم الرياضي دون الاضطرار للتنقل إلى بلديات مجاورة. رغم تكثيف الجهود... مشاهد النفايات تلازم الأحياء على الرغم من توفير مصالح البلدية لحاويات رمي النفايات في كل أحياء البلدية إلا أن مشهد القمامة المترامية هنا وهناك يأبى على الزوال، فالمار بأرصفة البلدية يجد نفسه مضطرا من حين إلى آخر إلى المشي على طرقات السيارات ما إن تعترض أكياس المهلات طريقه، مما خلق تضاربا في الآراء حول المسؤول عن الوضع الراهن، أين أرجع العديد من المواطنين مسؤولية تلويث محيط البلدية إلى سكان البلدية ذاتهم الذين لا يحترمون الأماكن والأوقات المخصصة للرمي الأوساخ، فيما يرى آخرون أن على البلدية تكثيف عمليات رفع النفايات. أخيرا... طرقات الحي تشهد عمليات تهيئة تشهد طرقات شوارع بلدية محمد بلوزداد إعادة تهيئة تمتد على طول الشارع الرئيسي للبلدية والذي عرف تدهورا كبيرا في الآونة الأخيرة بعد أن انتشرت فيه الحفر التي تتحول إلى برك مائية بمجرد سقوط بعض قطرات المطر مما يعرقل من حركة السير، هذه المبادرة التي لاقت استحسانا كبيرا بين مواطني البلدية الذين دعوا مصالح البلدية للتكثيف من مثل هذه الإلتفاتات التي تخدم مصلحة المواطنين. سكان بلوزداد يحلمون بحظائر قانونية لمركباتهم في حديث مغاير طرح سكان البلدية انشغالهم المتعلقة بعدم توفر البلدية على حظائر محروسة لصف السيارات، موضحين أن هذا المشكل أضحى سببا في نشوب العديد من الخلافات بين سكان الأحياء الذين يتسارعون لحجز أماكن لسياراتهم، وأوضح السكان في هذا الصدد أن قيام مصالح البلدية لتخصيص أماكن محروسة للسيارات سيقلل من حدة الخلافات القائمة بين المواطنين وعناء رحلة الظفر بمكان لسيارته، ومن جهة أخرى يفتح مناصب شغل لشباب البلدية الغارقين في دوامة البطالة التي تفتك بهم. مواطنون يتساءلون حول مصير المبنى المعررف ب سيمكا تساءل عديد الموطنين حول مصير المبنى المعروف بمقر جبهة التحرير الوطني، والذي يعد إرثا من الحقبة الإستعمارية، حيث أكدوا أنه استغل في عدة نشاطات منذ أن شيّد إلى غاية سنة 2002، غير أن أبوابه أغلقت ليتحول إلى مكان مهجور يتخذ المتشردون من أسقفه ملجأ لهم، حيث طالب المواطنون بمحاولة استغلاله في مشاريع تخدم البلدية والمواطنين في آن واحد. ترحيل 36 عائلة تقطن الأسطح والأقبية من أصل 500 ألغينا أزيد من 50 ترخيصاً بفتح حظائر غير قانونية أكد محمد لعمامرة، رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلوزداد، أن مشكل السكن هو أعظم مشكل تواجه البلدية، مناشدا والي الجزائر العاصمة، عبد الخالق صيودة، بزيارة إلى البلدية ليتمكن من معاينة الوضع الذي يتخبط فيه سكان البنايات الهشة الأقبية والأسطح الذين هم بحاجة الى سكن لائق، كما اشار لعمامرة انه قد تم الغاء أزيد من 50 ترخيصا بفتح حظائر غير قانونية. قاطنو السكن الهش والأقبية والأسطح يعانون.. كيف تواجهون مشكل الإسكان؟ من أصعب ما نواجه في البلدية هو مشكل الإسكان، كون أن بلدية محمد بلوزداد تمتاز بنسيجها العمراني القديم والهش، حيث أن البنايات الهشة والآيلة للسقوط تعتبر بمثابة عقبة تواجهنا باستمرار التي يبلغ عددها الى حد الآن 52 عمارة مهددة بالانهيار، حيث أننا في انتظار عمليات ترحيل سكان هاته البنايات على أحر من الجمر. من جهتنا، فقد قمنا بكل الإجراءات القانونية التي تدخل ضمن صلاحياتنا والمتعلقة بعملية الاحصاء واستلام ملفات المواطنين المتضررين منها، وبهذا الصدد نجدد تأكيدنا لمواطني البلدية أن عمليات الإسكان ليست من صلاحيات المجلس الشعبي البلدي، إنما هي في يد ولاية الجزائر. أين وصلت عمليات الترميم على مستوى البنايات المتضررة؟ المشكل الذي نخشاه هو تفاقم عدد هذه البنايات نظرا لعدم صيانتها، حيث أن هناك أزيد من 70 بالمائة منها تابع للخواص، لذلك لا يمكننا التدخل في عمليات الترميم وإعادة التهيئة، كما أن البلدية لم تستفد لم تستفد سوى من 4 عمليات ترميم منذ انطلاق هذه العمليات على مستوى ولاية الجزائر، وهو الأمر الذي نجمت عنه عديد الحوادث، لذا نناشد الجهات المعنية، وعلى رأسهم والي ولاية الجزائر، بالاستجابة لنداءاتنا المتكررة بأخذ هذه المباني بعين الإعتبار قبل أن تكون أرواح مواطنينا ضريبة لهذا الوضع المزري. ماذا عن سكان الأقبية والأسطح؟ للأسف، أنه ومنذ انطلاق عمليات ترحيل ساكني الأسطح والأقبية، لم نستفد سوى من حصة 36 حصة في أوت المنصرم من أصل 500 ملف نحصيه، ولهذا لا يزال هذا المشكل قائما. ومن منبر جريدة السياسي ، ندعوا والى ولاية الجزائر، عبد الخالق صيودة، بالقدوم إلى بلوزداد ومعاينة الوضع الذي يتخبط فيه السكان، مثمنين بدورنا الإستراتيجيات التي يتبناها في قطاع الإسكان، والتي نرى أنها كانت لتكون كفيلة بالقضاء على أكبر مشاكل العاصمة لو انتهجت منذ سنوات. طالب قاطنو الطوابق الأخيرة بالتدخل العاجل لأجل وضع حد لتسربات مياه الأمطار عبر الأسطح، ما هو ردكم؟ نؤكد أن مهمة إعادة تهيئة مباني الأسطح ليست من صلاحيات البلدية، كون أن هذا الأمر يدخل ضمن مسؤوليات ديوان الترقية والتسيير العقاري، أما في ما يخص البلديات التابعة للمتلكات البلدية، فنحن من هذا المنبر نوضح لأبناء بلوزداد أننا لا نحصي أي بناية تابعة للبلدية يعاني مواطنوها من هذا الإشكال، حيث أن المباني التي تعاني من هذا المشكل تابعة للخواص. من خلال زيارة تفقدية عبر الأحياء، لاحظنا تردي كبير للوضع البيئي.. لما ترجعون السبب؟ مشكل تلوث المحيط هو مشكل نتحمل جميعنا مسؤوليته، حيث لايزال قائما الى غاية يومنا هذا على الرغم من كل الجهود التي بذلناها في مجال تنظيف البيئة، إذ ان هناك بعض الأحياء التي لم نستطع النهوض بواقع البيئة بها على غرار حي الشيح الكمال، صادق الفكير، عبد القادر شعال وحماوي، وذلك راجع إلى مخلفات عمليات الهدم التي مست هذه الأحياء، والتي تولتها مديرية الموارد المائية، مخلّفة العديد النفايات الصخرية التي تعجز شحنات البلدية على رفعها بسبب ضيق الأزقة، كما أن عدد شاحنات التنظيف ورفع النفايات لا يتعدى شاحنتين، إضافة إلى كون الأربع شاحنات التي وضعناها تحت تصرف مصالح نات كوم معطلة منذ أكثر من سنة. من جهتنا، قمنا بهذا الصدد بمراسلتها عديد المرات، إلا أن الوضع لا يزال على حاله مما يؤثر بشكل أو بآخر على هذا الوضع البيئي، وبدورنا نحمل أيضا المواطنين جزءا كبيرا من مسؤولية ما يحدث من تجاوزات في حق البيئة، لهذا ندعوهم إلى احترام أوقات وأماكن رمي النفايات. ورغم الوضع الحالي، غير أننا لا نقف مكتوفي الأيدي في وجه هذا المشكل، حيث أننا بصدد برمجة لعدة حملات تحسيسية ستنطلق عما قريب بالتنسيق مع الجمعيات وأئمة المساجد. إنعدام الحظائر المحروسة يسبب العديد من الفوضى بالبلدية.. هل من مشاريع بهذا الخصوص؟ عند تولينا رآسة المجلس الشعبي البلدي لبلوزداد، وجدنا العديد من الحظائر التي تنشط بطريقة غير شرعية وبترخيص من مصالح المجلس الشعبي البلدي، الأمر الذي وجدناه غير منطقي، وعلى إثر ذلك قمنا بالغاء هذه التراخيص نظرا لعدم تطابقها للشروط القانونية والتي كان عددها يتجاوز الخمسين حظيرة انذاك. من جهتنا، سطرنا برنامجا خاصا بتهيئة مبنيين وتحويلهما إلى حظيرتين محروستين مزودتين بكل الشروط التي تضمن أمن السيارات من جهة، وتفتح مناصب شغل للأبناء الحي من جهة أخرى. من الملاحظ في بلدية محمد بلوزداد افتقارها لمرافق الترفيه، إلى ما ترجعون ذلك؟ معظم البنايات التي هدمت وبقيت مساحاتها شاغرة تابعة للقطاع الخاص، لذلك لا نمتلك أرضيات لتشييد المرافق الترفيهية، غير أننا ومنذ بداية سنة 2018 نسعى جاهدين لانشائها. وللإشارة، فان هناك مشروع اتفاقية سيبرم مع مديرية الشباب والرياضة لتشييد دار شباب على مستوى شارع الإخوة مغني، كون أن دار الشباب أحمد بودة بجوار مقبرة سيدي محمد قد أصبحت مديرية للشباب والرياضة. كيف تقيّمون وضعية المدارس على مستوى البلدية؟ مدارس البلدية هي إرث من الحقبة الإستعمارية، قمنا بإحصاء جميع النواقص على مستوى ال15 مدرسة ابتدائية 5 منهم ستتكفل مصالح الولاية باعادة تهيئتها، أما عن باقي المؤسسات فمصالح البلدية تبذل قصار جهدها لنجعلها في مستوى التطلعات، لكننا نؤكد أن وضعية المدارس كلها تسمح لأطفالنا بالتمدرس تحت أسقفها دون أي خطر. مبنى سيمكا من بين أهم المنشآت غير المستغلة بالبلدية.. ما السبب؟ لا يدخل هذا المبنى ضمن ممتلكات البلدية، بل تابع لحزب جبهة التحرير الوطني يحتل مكان جد استراتيجي في البلدية، قمنا بمراسلة الحزب من أجل تمكيننا من استغلاله لكننا لم نلق أي رد، ونحن نظم صوتنا إلى صوت المواطنين الذين يطالبون باستغلال هذا المبنى في نشاطات تخدم أبناء بلوزداد. ما هي أهم المشاريع التي حققتها البلدية خلال السنة الجارية؟ ميزانية البلدية ضئيلة جدا وقدرت حوالي 60 مليارا، الأمر الذي انعكس على نسبة المشاريع خلال هذه السنة، على الرغم من ذلك تمكنا من القيام بتهيئة العديد من المدارس، ملعبين جواريين، مساحة خضراء، اضافة إلى تهيئة الطرقات حيث تقارب اشغال الشارع الرئيسي محمد على على الاكتمال لننتقل بعدها إلى كل الأزقة، كما عالجنا مشكل تهيئة مدرجات 20 أوت، إضافة إلى إعادة تأهيل ملعب آيت سعادة المهجور منذ 10 سنوات. وماذا عن المشاريع المستقبلية؟ وضعنا خارطة طريق انجاز قاعة رياضية للكرة السلة، تهيئة جدار أمني بمدرسة عائشة العمارية ، اعادة تهيئة وتنظيف سوق العقيبة مع فتح سوق جواري آخر كذلك بالعقيبة، كما يضم البرنامج المسطر استكمال أشغال الطابق السفلي بالمركز الثقافي لخضر رباح . ما هي الصعوبات التي تواجهكم وتقف عثرة أمام المشاريع المسطرة؟ من أهم ما يحول دون تمكيننا من العمل بأرياحية وانجاز كل ما نطمح إليه هو ضعف الغلاف المالي المخصصة لبلدية محمد بلوزداد، اضافة إلى أننا نحاول جاهدين مد يد العون للشريحة التي تتخبط في الآفات الاجتماعية من خلال إدماجهم لكن مناصب الشغل غير متوفرة، ناهيك عن حاجتنا لاطارات في البيئة والهندسة في الاتصال وغيرها لمرافقتنا في النهوض بواقع البلدية.