نفايات تحاصر الأزقة والشوارع قاعات علاج دون إمكانيات سوق مارشي 12 يخلق فوضى عارمة حديقة الحامة.. المقصد الوحيد للعائلات تنتظر عشرات العائلات المقيمة بسكنات هشة والتي باتت غير قادرة على الصمود، قرار مصالح الهيئة الوطنية للمراقبة التقنية لتحديد درجة الخطورة ومدى صلاحيتها للسكن، حيث يواجه السكان مصيرا مجهولا ومعلقا إلى يومنا هذا، وهو نفس الوضع الذي يعيشه سكان الحي القصديري المعروف ب الكاريار الذين ينتظرون بدورهم إشارة من مصالح الولاية لإنهاء الكابوس الذي يعيشونه منذ سنوات. ولا تقتصر المشاكل التي يتخبط بها مواطنو بلدية بلوزاد على قطاع السكن الذي يتصدر قائمة الانشغالات، بل يتعداها إلى واقع بيئي مزر ومتعفن على مستوى الأزقة والشوارع، ناهيك عن الفوضى القائمة جراء السوق الفوضوي المعروف ب مارشي 12 وغيرها من النقائص والمشاكل التي تستدعي إتّخاذ إجراءات استعجالية وحلولا لتخليص المواطن من جزء بسيط منها. طرقات فرعية دون تهيئة وأرصفة تنتظر الإهتمام تنقلت السياسي إلى بلدية بلوزداد للوقوف على الواقع الذي يعيشه المواطنون هناك، حيث أول ما شدّ انتباهنا ونحن ندخل البلدية هو الإهتراء الكبير الذي تشهده معظم الطرقات التي هي بحالة جد متدهورة ويتعلق الأمر بالمسالك الفرعية للبلدية والمتواجدة على مستوى الأحياء السكنية، هذه الأخيرة التي تعرف ممراتها حالة مزرية حيث تصعب حركة التنقل على أصحاب السيارات لإنْتشار الحفر واهتراء أجزاء منها إضافة إلى ضيقها، ناهيك عن وضعية الأرصفة التي تآكلت ما يعيق تحركات الراجلين. مارشي 12 يخلق فوضى ويعرقل تحركات المارة يغرق السوق العريق المعروف ب مارشي 12 والذي يعتبر من أشهر الأسواق الشعبية الشهيرة ببلوزداد في فوضى عارمة، وضجيج كبير إثر انتشار الباعة الفوضويين الذين يعرضون مختلف سلعهم على امتداد الطرقات، شاغلين حيّزا كبيرا منها ومن الأرصفة حيث لا يجد المارة مكانا لتحركاتهم اليومية، وما زاد من الوضع سوءا -حسب قاطني المنطقة- تلك النفايات ومخلّفات السلع التي يلقي بها الباعة بشكل عشوائي وفي كل مكان، ما تسبب في تشويه وجه البلدية وبات من النقاط السوداء التي تميّزها، حيث أكد أحد المتحدثين ل السياسي أنه وبالرغم من تلبية سوق مارشي 12 لكل ما يحتاجه الزبون، إلا أن الفوضى التي يحدثونها باتت عائقا كبيرا وهاجسا يوميا يستفيق عليها المواطنون، ضف إلى ذلك فإن ذات السوق سدّ مدخل الطريق حيث يستحيل مرور السيارات عبره. سكان الحي الفوضوي الكاريار يستغيثون..! تنتظر مئات العائلات القاطنة بالحي الفوضوي المسمى الكاريار الترحيل إلى سكنات لائقة نظرا للظروف المعيشية المزرية التي يتخبطون فيها منذ سنوات طوال، حيث يعيشون بسكنات غير لائقة نظرا لتصدعاتها الكبيرة على مستوى أجزاء من البيوت وتدهور حالتها، ناهيك عن انعدام أدنى المرافق الضرورية بها لما تسببت فيه من انتشار للأمراض المزمنة لكبار وصغار السن على غرار الأمراض التنفسية والجلدية. سكان البنايات الهشة يتساءلون عن مصيرهم؟! من جهة أخرى، تتواجد ببلدية بلوزداد مئات البنايات الهشة والمهترئة الآيلة للسقوط والمصنفة ضمن الخانة الحمراء، والتي يتوزع سكانها بين سكنات السطوح والأقبية والذين يعيشون بدورهم أوضاعا صعبة بسبب خوفهم الدائم من انهيار المباني الهشة على رؤوسهم في أية لحظة، لسوء وضعيتها والتي تزداد تدهورا يوما بعد يوم، ناهيك عن الأمراض التي نتجت عن هذه السكنات والمتمثلة في الربو والحساسية المزمنة، حيث يطالب سكان هذه السكنات الموزعة عبر تراب بلدية بلوزداد إستعجال النظر في وضعيتهم التي أصبحت لا تطاق، كما أنها باتت تشكّل خطرا على حياتهم وسلامتهم. قاعتا العلاج الوحيدتين دون إمكانيات تعرف القاعة متعددة الخدمات بشير لعجوزي بوسط بلدية بلوزداد تذبذبا بالخدمات جراء افتقادها لبعض المصلحات الضرورية كمصلحة الاستعجالات، ناهيك عن الوقت المبكر الذي تغلق فيه العيادة أبوابها والذي لا يتجاوز الخامسة مساء وأحيانا قبلها بكثير، حسب تصريحات بعض المواطنين. والأمر نفسه بالنسبة لقاعة العلاج الأخرى التي تقع بالبلدية، حيث تعرف خدمات متدنية مع افتقادها لأهم المصلحات، الأمر الذي يدفع بكثير من المرضى للتنقل إلى مستشفى مصطفى باشا ببلدية سيدي امحمد كونه القريب من بلدية بلوزداد والذي يتوفر على العديد من المصلحات أهمها الاستعجالات الطبية الأولية والتي تعمل دون انقطاع. القاذورات تحاصر الأحياء والأزقة تحاصر النفايات المنزلية والقاذورات معظم الشوارع والأزقة والممرات، حيث تتراكم أكياس القمامة في أكوام مشوّهة بذلك المنظر العام للبلدية، ومتسببة في انبعاث الروائح الكريهة التي تعبق في الأرجاء وتخنق أنفاس المارة، ناهيك عن تبعثرها هنا وهناك من طرف القطط الضالة. حديقة الحامة.. المقصد الوحيد للعائلات ونحن ببلدية بلوزداد لفت انتباهنا الإنعدام الكلي للحدائق العمومية والمساحات الخضراء، حيث يلجأ المواطنون من العائلات والأطفال لمغادرة منطقة سكناهم للحصول على فضاءات للراحة في ظل انعدام مساحات خضراء وحدائق عمومية، لتبقى حديقة الحامة الوطنية المقصد الوحيد لسكان بلدية بلوزداد، باعْتبارها فضاء طبيعي ينعش قاصديه بهوائه العليل وهدوئه الذي يبحث عنه العاصميون في ظل الصخب الذي تعرفه المدينة. ملاعب جوارية دون تهيئة تتوفر بلدية بلوزداد على بعض الملاعب الجوارية والتي لا يتجاوز عددها الأربعة، غير أن جلها يفتقر للتهيئة وتشهد تدهورا كبيرا بسبب انتشار الحفر وتحطّم أرضيتها وانعدام العشب الإصطناعي، ما يعرّض مستعمليها لكسور وجروح في الكثير من الأحيان، وهو الوضع الذي نفّر الشباب من ارتيادها مع لجوئهم إلى أماكن أخرى لممارسة هواياتهم ورياضاتهم خارج مكان إقامتهم، ناهيك عن افتقادها لقاعات تبديل الملابس والمدرجات. نقص فادح في المرافق الشبابية من جهتها، تفتقر بلدية بلوزداد للمرافق الشبابية والمتمثلة في المراكز الثقافية والمكتبات الجوارية، حيث أن دار الشباب أحمد بودة تعتبر الملجأ والمتنفس الوحيد للشباب وخاصة فئة المتمدرسين الذين يلجأون إليها من أجل المطالعة والمراجعة وممارسة مختلف الأنشطة والهوايات أوقات الفراغ. بلدية بلوزداد دون محطة نقل تفتقد بلدية بلوزداد لمحطة نقل المسافرين، بحيث تتوفر على بعض المواقف المنتشرة عبر طرقاتها، إذ يلجأ معظم المواطنين إلى محطات البلديات المجاورة على غرار محطتي عيسات إيدير وأول ماي ببلدية سيدي امحمد من أجل الحصول على خطوط إضافية تمكّنهم من التنقل إلى أماكن أخرى. وبالرغم من وجود خطي الترامواي و الميترو ، إلا أن السكان يرون أن وجود محطة نقل رئيسية سيعزّز من عملية التنقل نحو العديد من الوجهات. مصير السكنات الهشة معلّق بتقارير ال سي. تي. سي باعة مارشي 12 سيستفيدون من دكاكين في الأيام المقبلة وضعية الطرقات المتدهورة سببها مشكل بالميزانية إنتشار النفايات يرجع لقلّة وعي المواطن أكد نائب رئيس المجلس الشعبي لبلدية بلوزداد، عمامرة محمد، أن الوضعية التي يعيش بها سكان البنايات الهشة والمتضررة وكذا سكان الحي القصديري الكاريار هي بِيد الولاية المكلفة بإعطاء إشارة ترحيلهم، أما عن وضعية الطرقات الكارثية فقد أرجع السبّب المباشر إلى خلل بالميزانية والتي كانت كعقبة في وجه إنجاز العمليات والمشاريع. - ما هي أبرز المشاريع المسطّرة بالبلدية؟ + أهم مشاريع البلدية هي إنشاء مقر البلدية بشارع روشاي بوعلام، وبناء ملحقة إدارية بشارع بوشنافة، مع التركيز على المشاريع الشبانية الرياضية على غرار بناء مسبح أولمبي بين شارع حسيبة بن بوعلي وشارع روشاي بوعلام، إضافة إلى إنشاء ملاعب جوارية وبناء مجمع ثقافي، علما، بأن الميزانية الممنوحة لبلدية بلوزداد تقدر ب95 مليار سنتيم. - تشهد معظم طرقات بلوزداد حالة من التدهور وتحطم بالأرصفة، إلى ما يرجع ذلك؟ + يرجع هذا الوضع الذي تعرفه الطرقات إلى الخلل الذي كانت تعرفه ميزانية البلدية، والتي عملنا على تسوية وضعيتها بنسبة 90 بالمائة، حيث كانت من بين أهم العراقيل التي تقف في وجه إنجاز المشاريع بما فيها عمليات التهيئة، ومع احتواء هذا المشكل يمكننا حاليا المباشرة بأعمال صيانة وتهيئة طرقات البلدية الفرعية والرئيسية قريبا. سكان الكاريار يستغيثون ويطالبون بالترحيل، ما ردكم؟ + لقد أحصت مصالحنا حوالي 200 عائلة بهذا الحي الفوضوي وننتظر قرار الولاية التي بدورنا نطالبها بالاستعجال في النظر بأمرهم نظرا للظروف المزرية التي يعيشون بها. - تحوي البلدية مئات السكنات الهشة، هل من إجراءات استعجالية لترميمها أو ترحيل قاطنيها؟ + لقد أنجزت مصالح البلدية قائمة ملفات لأصحاب السكنات المتضررة والهشة، وننتظر قرار مصالح الهيئة الوطنية للمراقبة التقنية سي. تي. سي التي من شأنها معاينة السكنات لتصنف حسب وضعيتها، لتصدر بعدها مصالح الولاية قرار ترحيل العائلات المتضررة وهي العملية التي تعتبر خارج نطاق مصالح البلدية. - تغرق الشوارع والأحياء في القاذورات، على من تقع مسؤولية ذلك؟ + مؤسسة نات. كوم هي المسئولة عن عمليات رفع القمامة على مستوى بلدية بلوزداد، ولقد زوّدتها مصالح البلدية بأربع شاحنات لتمكينها من القيام بعملها كما ينبغي، ولأجل حلّ مشكل انتشار القاذورات تعمل مصالحنا جاهدة للقضاء عليه، وذلك من خلال القيام بحملات توعية التي شرعنا بها مؤخرا مع لجان الأحياء والمجتمع المدني لتحسيس المواطنين بالوضع الذي يعيشون به والذين هم المسؤولين المباشرين في انتشار القمامات برميهم بغير الأوقات المحددة وبأي مكان، وكحل آخر إقترحت مصالحنا اقتناء شاحنات صغيرة الحجم للتمكن من ولوج الأحياء والممرات الضيقة بغية رفع النفايات المنزلية. - يغرق مارشي 12 في فوضى عارمة، هل من حلول للحدّ منها؟ + لأجل فرض تنظيم محكم وأفضل على هذا السوق، قامت مصالح البلدية بتخصيص عدد من الدكاكين التي سوف تسلم خلال الأيام المقبلة لصالح الباعة الذين ينشطون على مستوى السوق المعروف ب مارشي 12 ، وبهذا سيكون السوق أكثر تنظيما لصالح البائع والزبون. - قاعات العلاج المتواجدة بالبلدية تشهد تذبذبا في الخدمات، هل لديكم خطة لإصلاحها؟ + لدينا قاعة علاج بشير لعجوزي متعددة الخدمات وقد طالبنا الوزارة الوصية بتمديد ساعات العمل بها دون انقطاع مع تزويدها ببعض المصالح والموارد البشرية الهامة، وهذا لتمكين المواطنين من الحصول على خدمات أفضل دون اللجوء إلى عيادات صحية أخرى بالبلديات المجاورة على غرار سيدي أمحمد، كما لدينا قاعة علاج أحمد حدانو هذه الأخيرة التي قامت مصالحنا بتزويدها ببعض الخدمات كمصلحتي الأشعة والاستعجالات، ومن شأنهما أن يفيا بالغرض ويلبيان كل ما يحتاجه المواطن ببلوزداد. - تنعدم ببلوزداد محطة نقل رئيسية، هل تعتزمون إنشاء واحدة؟ + بلدية بلوزداد ليست بحاجة لمحطة نقل مسافرين، لأن النقل متوفّر ولا نواجه أية مشاكل بهذا القطاع، كما لا توجد أي نيّة لإنشاء محطة نقل نظرا لتوفر محطتي الميترو و الترامواي ، كما أن المواقف الموزعة عبر البلدية تفي بالغرض. - شباب البلدية يشتكون اهتراء الملاعب الجوارية، كيف تعالجون الوضع؟ + لدينا ثلاثة مشاريع في هذا الشأن على غرار تهيئة ملعبين الأول يتواجد بحي روشاي بوعلام والثاني بشارع محمد بلوزداد بمقاييس عالية الجودة مع تزويدهما بالعشب الاصطناعي وستنطلق الأشغال بهما قريبا، ضف إلى مشروع تهيئة قاعة كرة السلة المتواجدة بوسط البلدية. - المساحات الخضراء والحدائق العمومية ببلوزداد غائبة، ما قولكم؟ + لدينا مشروع إنشاء حديقتان صغيرتان على مستوى حي روشاي بوعلام، ونُرجع دائما إنعدام المرافق الترفيهية إلى انعدام الأوعية العقارية بالبلدية. - هناك نقص فادح للمرافق الثقافية وقاعات المطالعة، هل من مشاريع لهذا الغرض؟ + لدينا مشروع إعادة تهيئة دار الشباب أحمد بودة وإعادة تهيئة مكتبة البلدية، كما لدينا مشروع لإنشاء ملحق ثقافي بكل مدرسة وهو المشروع الذي سينجز قريبا. - كلمة أخيرة نختم بها حوارنا... + نعمل جاهدين للقضاء على النقائص التي تعرفها البلدية لإعطائها وجها آخر، ونطالب الولاية بالتعجيل في ترحيل أصحاب البيوت الهشة وخاصة الحي الفوضوي الكاريار باعْتباره المتضرر الأكبر.