مليكة ينون بلوزداد هي بلدية من بلديات ولاية الجزائر، كانت تابعة لدائرة حسين داي، غير أنه ابتداء من عام 2000 أعيد تسمية البلدية «بلدية الحامة – العناصر» طبقا لمرسوم رئاسي، وقد أطلق عليها اسم بلدية بلوزداد نسبة لمحمد بلوزداد، أحد شهداء الثورة الجزائرية.
لدى بلدية بلوزداد واجهة بحرية طولها 1.6 كم، بها مساحه خضراء ومطاعم تشكل الواجهة الوحيدة لمدينة الجزائر المهيأة. وقد بنيت بلكور -(الاسم الذي عرفت به في عهد الاستعمار الفرنسي)- على أراضي مستنقعات سهل الجزائر من على سفح منحدر المرأة المتوحشة وغابة الأقواس، تعود تسميتها بلكور أي الساحة الجميلة بالعربي إلى المعمرين الأوائل الذين سكنوها وأصلهم من مدينة ليون الفرنسية.
وتضم بلوزداد أشهر حدائق الجزائر، هي حديقة التجارب التي شيدت سنة 1832، كما تحمل في بطنها أكبر مكتبة، وهي مكتبة الحامة، فيما يعبر البلدية شارعان رئسيان هما شارع محمد بلوزداد وشارع حسيبة بن بو علي، ومن أحيائها الشهيرة "العقيبة" و"الحامة". " التهميش والحرمان والتخاذل عن أداء المهام من قبل مسؤولينا السابقين والحاليين"، هذا ما اتفق سكان بلدية بلوزداد على قوله ل" الحوار"، منتقدين بشدة رئيسة البلدية التي – بحسبهم- خيبت آمالهم ولم تكن في المستوى المطلوب ولم تكن عند وعودها التي قطعتها معهم، ابتداء بتوفير مناصب العمل وتوزيع محال الرئيس وصولا إلى إسكان القاطنين بالأقبية والبيوت القصديرية وإنجاز أسواق وملاعب جوارية وتهيئة الطرقات.
لم نكن نتوقع أن نقف وقفة استغراب عند مشاكل سكان بلدية بلوزداد، ولم نعتقد أننا سنسجل معاناة حقيقية يعيشها السكان، معاناة يخال لك أنها لن تنتهي سيما أمام تقاعس المسؤولين عن أداء مهامهم، مثلما قال بعض السكان الذين تحدثوا ل" الحوار"، متهمين إياهم بدخول غمار الانتخابات المحلية والفوز بالكرسي لخدمة مصالحهم دون خدمة مصلحة الشعب. ويطالب سكان بلوزداد رئيسة البلدية والمنتخبين المحليين، الوفاء بوعودهم التي كانوا قطعوها في الحملة الانتخابية، منبهين إياهم من مغبة استغفالهم والقفز على مصالحهم باعتبارهم لن يبقوا صامتين، بل سيتحركون -لا محالة ذات- يوم وسيخرجون إلى الشارع.
طرقات مهترئة لم تعرف التعبيد منذ سنوات لا تزال أحياء بلدية بلوزداد تنتظر نصيبها من مشاريع التهيئة العمرانية والحضرية، حيث أن معظم الطرقات الرئيسية والفرعية لا تزال غير معبدة، ناهيك عن غياب ونقص عديد المرافق الضرورية كالأسواق وقاعات العلاج وكذا المؤسسات التربوية، وهو ما سجلته "الحوار" خلال زيارتها للبلدية، فأول ما يشد انتباهك وأنت تدخل بلدية بلوزداد هو غياب التهيئة الحضرية بشكل شبه كليّ، حتى أنه يخال لك أن طرقات البلدية لم تعرف منذ نشأتها أي تعبيد أوتأهيل ولم تحرك ساكن المسؤولين المحليين الذين وعدوا خلال كل حملاتهم الانتخابية ببعث تنمية قوية للتهيئة العمرانية. وحسب السكان، فإن اهتراء الطرقات هو من سبب الازدحام المروري الخانق، فكل السائقين لسياراتهم يقودون ببطء مخافة إلحاق الأعطاب بسياراتهم وشاحناتهم، وكلهم يعبرون نفس الطريق لعدم وجود مسالك أخرى، متسائلين عن سبب تأخر الجهات الوصية عن تجسيد مشاريعها المتعلقة بالتهيئة العمرانية التي كانت وعدت بها، سيما وأن الوضع لم يعد يحتمل وأنهم لا محالة سيخرجون ذات يوم في احتجاجات عارمة.
سكان الأقبية والأسطح ينتظرون الترحيل
ينتظر سكان الأقبية والبيوت القصديرية ومراكز العبور وحتى القاطنين بالبيوت الضيقة القديمة ترحيلهم إلى سكنات لائقة، والقضاء على ما يتكبدونه من عناء وقساوة داخل بيوت لم تعد صالحة للعيش فيها، وتفتقد لأدنى ضروريات الحياة، مشددين على الجهات الوصية وتحديدا رئيسة البلدية الرأف لحالهم ومنحهم سكنات تنهي هذه المعاناة.
وحسب السيدة نصيرة، فإن بيتها الضيق أشبه ببيت للفئران، فهو لم يعد يصلح للعيش ولا لاستيعاب ثلاثة أفراد حتى أنها باتت تعيش بشكل شبه يومي في بيت والدتها هروبا من الضيق، كاشفة أن زوجها أودع ملف طلب سكن على مستوى بلدية بلوزداد منذ أكثر من عشرين سنة لكنه لم يحصل على سكن اجتماعي.
ولفتت السيدة إلى أن مسؤولي مصالح بلدية بلوزداد في كل مرة تطمئنهم وتعدهم بشملهم في عمليات الترحيل، بيد أن كل تلك الوعود ذهبت في مهب الريح لأسباب تبقى مجهولة.
ونفس الوضعية المزرية تتخبط فيها عائلة" ب. ك " داخل بيوت قصديرية تفتقد لأدنى الشروط الضرورية على مرأى ومسمع المسؤولين المحليين وحتى والي العاصمة الذي – كما ذكرت- وعد بالقضاء على كل البيوت القصديرية المتواجدة بالعاصمة، لكن مع الأسف -مثلما قالت- " نسي أن هناك جزائريون يعيشون في بلوزداد عيشة المشردين".
وتعيش عائلة السيدة في البيت القصديري منذ سنوات، وقد أودعت ملف طلب سكن اجتماعي، كما حققت مصالح البلدية في وضعيتها الاجتماعية داخل هذا البيت مرات عديدة إلا أنها وكل قاطني هذه البيوت لم يتم ترحيلهم، مشيرة إلى أن ظروفهم الاجتماعية الصعبة حالت دون شرائهم لبيت من حر مالهم، وليس طمعا في الحكومة. وقالت" وضعنا الاجتماعي مزر، ومدخول زوجي الضعيف وحتى أبنائي، لا يسمح لنا بشراء بيت من جيوبنا، ولو كان لدينا من المال ما يكفي لكراء بيت يحافظ على كرامتنا وعزتنا ما بقينا في هذا البيت الذي يفتقد لكل الحياة الكريمة ويشوه صورتنا أمام المجتمع"، خالصة بالقول" لا أحد يرضى العيش في بيت مثل هذا البيت وجيوبه مليئة بما يمكنه من شراء شقة بسيطة محترمة". سكان الأسطح والأقبية ينتظرون حظهم من السكن
من بيوت سكان القصدير إلى سكان الأسطح والأقبية، حالهم لا يختلف تماما، جميعهم يعيش الغبن والعناء والشقاء، وجميعهم ينتظر على أحر من الجمر، موعد ترحيلهم إلى بيوت جديدة. السيد "ن. و" يقطن بأحد أسطح بنايات بلوزداد منذ سنوات هروبا من البيت العائلي الضيق وازداد ضيقا بازدياد أفراد عائلته، معتقدا أن الحياة ستكون أسهل فوق بيت في السطح، بيد أن اعتقاده خاب بعدما تحول ذلك البيت إلى مصدر للأمراض التنفسية. وحسب السيد، فإنه أودع ملفه على مستوى مصالح البلدية، وهذه الأخيرة طمأنته بالترحيل، إلا أنه كما قال" لا يزال ينتظر وعد رئيسة البلدية". بنايات هشة تهدد قاطنيها بالموت
تضم بلدية بلوزداد بنايات مشيدة منذ الحقبة الاستعمارية، وطبيعي جدا أن يكون وضعها كارثي، فالبنايات هشة بشكل لافت للانتباه، أسقفها وجدرانها متصدعة تكاد تسقط على قاطنيها ومهترئة، وعليك أن تتخيل كيف تعيش أسرة على وقع تهديدات انهيار هذا البيت في أي لحظة.
وعبّرت العائلات التي تحدثت مع"الحوار"، عن استغرابها لعدم إقدام مصالح البلدية على ترميم البناية أو ترحيلهم لسكنات جديدة وإنقادهم من موت أكيد.
وقالت لنا إحدى قاطنات الحي" لم نعد نقوى على العيش في هذه الشقق الهشة، فكل منا يعاني والكل لم يجد وسيلة للخروج منها، لأن وضعنا الاجتماعي لا يسمح لنا باكتراء سكنات أخرى، لذا نسأل، أين المسؤولون من كل ما نعانيه؟، ومتى يوفون بوعودهم التي قطعوها معنا؟، وخلصت بالقول"بيوتنا تكاد تنهار علينا والمسؤولون لا يحركون ساكنا، بل نعتقد أن ترحيلنا سيكون بعد أن تسقط علينا ونستخرج موتى من تحت الأنقاض". بلوزداد حظيرة عشوائية للسيارات مفتوحة على مصراعيها وتحولت بلدية بلوزداد إلى حظيرة مفتوحة على مصراعيها للركن العشوائي للسيارات دون أن تحرك ساكن المسؤولين باتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة للقضاء على فوضى باتت تزعج السكان بشكل ملفت للانتباه. وحسب السكان، فإن بعض الشباب البطال وأمام مرأى ومسمع المسؤولين المحليين استحوذ على مساحات شاسعة للاسترزاق بطريقة غير شرعية، وفرض سيطرته على المكان و على أصحاب السيارات، ما يستوجب على المسؤول الأول على البلدية التدخل العاجل وفتح مواقف للسيارات منظمة، وفي الوقت نفسه امتصاص بطالة هؤلاء الشباب.
أسواق جوارية غائبة
ومن بين ما تفتقده بلدية بلوزداد أسواق منظمة، ومثلما قال السكان، فإن غياب السوق المنظمة أنعش بشكل ملفت للانتباه السوق الفوضوية وفتح الباب أمام الباعة الفوضويين، محتلين الطرقات الرئيسية ومحدثين فوضى عارمة، ومشكلين نقطة سوداء أمام حركة المرور. وحسب السكان، فإن بلدية بلوزداد تحتاج لعملية تطهير واسعة من الأسواق الفوضوية، لأنها تضم عددا هائلا من المحال التجارية تنشط في كل ما يرغبه السكان، لافتين إلى أن الفوضى التي تعرفها المنطقة سببها الأسواق الفوضوية والتجار الذين احتلوا كل الطرقات والأرصفة.
نفايات الوجه الآخر لبلوزداد
ونحن نتجول بين أزقة وشوارع بلوزداد، لفتت انتباهنا أكوام النفايات المترامية في كل مكان، حتى أنها باتت مصدر لأوبئة وأمراض من شأنها أن تصيب الصحة العمومية والبيئة. وأبرز السكان تذمرهم من الحالة الكارثية التي آلت إليها البيئة، موجهين أصابع الاتهام إلى مؤسسة "نت كوم"، وكذا "اكسترا نت" اللتين تتقاعسا عن آداء مهامها بالشكل اللائق والمحافظ على صحة السكان والبيئة.
وفي اعتقاد السكان، فإن غياب أعوان النظافة سببه غياب المسؤولين وافتقار المؤسسات للوسائل والإمكانات المادية، فضلا عن غياب دور المواطنين الذين لا يحترمون مواعيد وأماكن رمي النفايات، حيث أن غالبيتهم يترك الحاويات فارغة ويرمي قمامته في أي مكان قريب دون التفكير في النتائج السلبية الوخيمة، في مقدمتها تشويه الوجه الجمالي للبلدية، فضلا عن تعريض المواطنين للأمراض المتنقلة.
ويقترح السكان الذين تحدثوا ل"الحوار"، على المسؤولين المحليين تغريم المواطنين الذين لا يحترمون مواعيد وأماكن رمي النفايات، فضلا عن الضغط على مؤسسات تنظيف الأحياء، إذا ما أرادوا صناعة بلدة نظيفة.
أين هو التوظيف وال100 محل يا رئيستنا
ويطالب شباب بلوزداد من الجهات المحلية المسؤولة بحقهم من التوظيف، متسائلين عن سبب تجاهل مثل هذا المطلب الملح عليه، سيما وأن انتشار الأسواق الفوضوية سببه البطالة المستشرية وسطهم، والتي- بحسبهم- لم تمتص بسبب غياب استراتيجية تشغيل صلبة من قبل المسؤولين وكذا استفحال ظاهرة "المعريفة" في التوظيف، لافتين إلى أن البطالة سترتفع إذا ظلت الجهات الوصية نائمة و مغيبة لدورها ورافضة للتوظيف العقلاني الذي تحكمه الشروط المهنية اللائقة بدل أن تحكمة الوساطة و"المعريفة".
وتساءل الشباب في هذا السياق، عن مشروع ال 100 محل، وعمن استفاد منه، مستغربين أمر توزيع البعض منهم على من لا يستحقها، فيما لم يستفد أخرون مع أن ملفاتهم ووضعهم مستوفى الشروط. وشدد الشباب على رئيسة البلدية بالخروج إلى الشارع وتفقد وضع مواطنيها الذين انتخبوها ووضعوا فيها الثقة، باعتبارهم حالهم في تدهور مستمر وكل المشاريع التنموية، مثلما قالوا، لم تجد نفعا ولم تغير من معيشتهم شيئا.
رئيسة بلدية بلوزداد نعيمة دهينة ل"الحوار" سيتم ترحيل سكان البيوت القصديرية والهشة قريبا
طمأنت رئيسة بلدية بلوزداد نعيمة دهينة، سكانها ببعث مشاريع تنموية هامة، أكثر من هذا كشفت المسؤولة عن ترحيل قريب لسكان البيوت الهشة وقاطني البيوت القصديرية ومراكز العبور.
واستفيد من نصيرة، خلال اتصال هاتفي مطول ب"الحوار"، أن مصالحها تنتظر ترحيل 211 عائلة تقطن ببنايات هشة مهددة بالانهيار، فضلا عن ترحيل 25 عائلة تقطن بالبيوت القصديرية و40 عائلة تقطن بمراكز العبور، فضلا عن ترحيل قاطني السطوح والأقبية قريبا، بعدما تم إحصاء 520 ساكن بالقبو، وبعدما شرعت المصالح المعنية بدراسة الملفات.
وعن مشروع ال100 محل، كشفت نفس المسؤولة، عن توزيع 80 محلا على شباب البلدية، فيما لم يتم توزيع بقية المحال البالغ عددها 20 محلا، موضحة أن ملفات الاستفادة من المحل تودع على مستوى وكالة "الأونساج" ومديرية السياحة. وأبرزت رئيسة البلدية، بشأن شكاوى السكان من محال الشواء المتواجدة أسفل البنايات، أن الرخص التي ينشط بها أصحاب هذه المحال يحصل عليها من قبل مصالح الولاية بعد مرورها بالدائرة، وعليه الأمر يتجاوزها والمشتكون بإمكانهم رفع شكاويهم على مستوى مصالح البلدية، وهذه الأخيرة ترسلها للولاية.
كمال كينا النائب المكلف بالمالية ل" الحوار": ضعف مداخيل الضرائب خفض ميزانية البلدية إلى 42 مليار سنتيم
وحول المشاريع المتعلقة بالأسواق الفوضوية، كشف كمال كينا، النائب المكلف بالمالية ل" الحوار"، عن تهيئة "مارشي 12″ داخليا وخارجيا على أن تنتهي الأشغال به قبل جوان المقبل. وفيما سيتم إنجاز سوق ثانيا هو سوق" محمد رومي"، تم برمجة إنجاز سوقي"جبالي 1 و2″. وعن مشاريع الملاعب الجوارية، استفيد من السيد" كمال كينا"، عن توقف إنجاز أحد الملاعب بسبب مشاكل وقعت فيها الشركة المكلفة بإنجازه. هذا، وتحدث ذات المسؤول عن قيمة الميزانية التي وصلت هذه السنة إلى 42 مليار سنتيم، لافتا إلى أنها انخفضت بسبب نقص مداخيل الضرائب وليس بسبب التقشف.