توسعت دائرة الإحتجاجات التي تعيشها إيران منذ يوم الجمعة الماضي، إثر قرار الحكومة برفع أسعار البنزين، وإتخذت منحى سياسي جديد بعد رفع المحتجين مطالب برحيل كبار المسؤولين الذين يقودون البلاد، وهذا بالرغم من توعد الحكومة بتصعيد إجراءاتها الامنية. وبالرغم من انقطاع شبكة الانترنت، غير ان الصور التي تحصلت عليها مختلف المواقع الاعلامية والتواصل الاجتماعي تظهر مدى توسع رقعة التظاهرات وتوثق ايضا مقتل العديد من المتظاهرين، ليصل عدد الضحايا، حسب أخر حصيلة، إلى أكثر من 60 قتيلا. وأعلنت وكالتا أنباء إيرانيتان مقتل ثلاثة عناصر من قوات حفظ النظام في كمين بالسلاح الأبيض على أيدى مثيري شغب بالقرب من العاصمة طهران، وأوضحت الوكالتان أن القتلى هم من الحرس الثوري و الباسيدج . وفيما ذكرت وكالة مهر ، أن الهدوء والاستقرار يسودان الشوارع الرئيسية في العاصمة طهران ومدينة زنجان، منذ يومين، قال متحدث باسم جماعة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، شاهين قبادي، على موقع تويتر أن الانتفاضة امتدت إلى 107 مدينة إيرانية، مشيرا إلى مقتل 61 شخصا في عشر مدن. وأشارت تقارير إعلامية، الى ان الاحتجاجات الاعنف في البلاد تخللها حملات اعتقال واسعة شملت ما يقرب من 1000 شخص حتى الآن، كما ذكرت الوكالات الايرانية وجود من اسمته بعناصر مندسة بين المتظاهرين، مؤكدة أيضا أنه تم مهاجمة أكثر من 100 مصرف خلال الاحتجاجات، كما تم احراق 100 بنك على الاقل وعشرات المباني والسيارات. وتأتي هذه التطورات في وقت أكدت الحكومة الإيرانية أنها تمكنت من السيطرة على نحو 80 بالمائة من أعمال الشغب، مبرزة أن الأوضاع ستعود إلى سابق عهدها خلال يومين، وأن مشكلة قطع الإنترنت ستحل في بعض المحافظات على اساس انها مسالة جاءت حفاظا على الامن القومي. السلطات الإيرانية تهدد باستخدام القوة هدد وزير الداخلية الإيراني، عبد الرضا رحماني فضلي، المحتجين بتحريك قوات الأمن لاستعادة الهدوء، إذا استمرت الأعمال المخلة بالأمن وراحة المواطنين، وأشار إلى أنه تم التعامل مع الاحتجاجات بضبط النفس حتى الآن، بحسب تعبيره. وجاءت تصريحات وزير الداخلية، بعد أن هددت وزارة الاستخبارات الإيرانية بالتعامل بقوة مع أي إخلال بالقانون ، وأنها لن ندخر جهدا في حماية الأمن القومي الإيراني، بحسب تعبيرها. وأوضح في هذا السياق المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، إن عددا من رجال الأمن قتلوا بأسلحة نارية وبطريقة إرهابية خلال أعمال الشغب التي شهدتها بعض مدن البلاد، في تعليقه على تعرض مدينتي شيراز وكازرون أمس لأحداث شغب وهجمات على حوزات ومدارس دينية. وأبرز أنه تم خلال احتجاجات الأيام الماضية إستخدام الأسلحة وإحراق محطات بنزين، وهذا ما اعتبرته الحكومة الايرانية امرا مرفوضا، مجددا اعتراف السلطات الايرانية باحتجاجات المواطنين، غير ان ما يحدث مختلف عن أعمال الشغب ومن يثير القلاقل. من جهته، قال قائد قوات الباسيج في الحرس الثوري، اللواء غلام رضا سليماني، بخصوص الاحتجاجات إن الأجواء كانت جيدة نسبيا أمس في البلاد.. قوات الباسيج حمت المقرات الإدارية في البلاد خلال اليومين الماضيين، وتم التعرف على جزء من قادة التحركات، منوها بأن قوات الأمن تعاملت بهدوء مع المحتجين الحقيقيين، ولم تسمح بإلحاق أي ضرر بالبلاد. وأكد غلام سليماني، أن أمريكا فشلت في مخططها لإثارة الفتنة في إيران، فهي لم تنجح مطلقا في زعزعة أمن إيران، وواجهت هزيمة جديدة. كما حذر الحرس الثوري المحتجين المناهضين للحكومة من إجراء حاسم إذا لم تتوقف الاضطرابات التي بدأت بسبب رفع أسعار البنزين. وفي سياق متصل، اعتقل الحرس الثوري الإيراني 150 من مثيري الشغب في مدينة كرج غرب العاصمة طهران، والمعتقلون أقروا بتلقيهم تدريبات داخل وخارج البلاد على مهاجمة الممتلكات العامة وحصولهم على أموال لتنفيذ ذلك، كما تم إعتقال 180 شخص خلال اضطرابات شهدتها محافظة خوزستان جنوب غرب البلاد، بحسب وسائل إعلام إيرانية. ووسط الفوضى التي نجمت عن التظاهرات، كشف الإعلام الرسمي الإيراني إحباط عملية اغتيال ممثل المرشد الإيراني وخطيب صلاة الجمعة ناصري يزدي، في مدينة يزد وسط إيران وإلقاء القبض على عدد من المهاجمين وهروب عدد آخر منهم.