670 عائلة تنتظر إعادة الإسكان بيع اللحوم بالطرقات.. الخطر الذي يهدد المواطنين لا يزال شبح الإسكان مشكلا مستعصيا يواجه بلدية الحراش بالعاصمة التي تحصي 03 أحياء قصديرية إضافة إلى عديد السكنات الهشة الآيلة للسقوط، حيث اشتكى المواطنون من تدني الوضعية السكنية التي يتخبطون بها منذ سنوات، ناهيك عن عديد المشاكل والنقائص الأخرى التي طالما كانت محل شكوى من طرف سكان البلدية على غرار التهيئة الحضرية على مستوى الأرصفة والطرقات، تردي الوضع البيئي، إضافة إلى ظاهرة بيع اللحوم على الأرصفة وهي الظاهرة التي لم تحرك المسؤولين إلى غاية الساعة رغم خطورة الوضع على المستهلك والمحيط. أعرب سكان الأحياء القصديرية ببلدية الحراش عن استيائهم الشديد من طول أمد المعاناة التي يعيشونها منذ سنوات طوال، حيث أوضح قاطنو حي نايلي، حوش برواقي، خزان المياه القديم، الأقبية الثلاث والذين وصل عددهم إلى أزيد من 450 عائلة، أن المكوث تحت أسقف هذه السكنات الهشة هو أمر بات غير ممكن فوضعية السكنات التي يعود بعض منها إلى الحقبة الاستعمارية أصبح مصدر قلق وذعر للعائلات التي تواجه مصيرا مجهولا بين جدران لا تقي من قساوة الشارع. البنايات الآيلة للسقوط.. خطر يهدد أبناء الحرش من جهة أخرى، تعيش أزيد من 120 عائلة في مواجهة الهلاك في ظل سكنها في منازل آيلة للسقوط يمكن أن يتسبب هبوب رياح أو سقوط أمطار شتوية في سقوطها على رأس قاطنيها الذين ضاقت بهم السبل في إيجاد بديل يأوهيهم ، مؤكدين ل(السياسي) أنهم حاولوا عديد المرات لفت انتباه السلطات المحلية لما يعانونه إلى أن الوضع لا يزال على حاله، مشيرين أن سكنهم في منازل عتيقة يعود تاريخ تشييدها إلى العهد الإستعماري هو أمر يهدد حياتهم لا محالة. أزيد من 100 عائلة تقطن بالأقبية والأسطح ولم يتوقف مشكل الإسكان ببلدية الحراش عند ساكني الصفيح والمباني الهشة الآيلة للسقوط، إنما امتد إلى وجود أزيد من 100 عائلة تتخذ من أسقف الأقبية والأسطح مأوى لها، وذلك على مستوى حي 02 شارع عبد الوهاب قطاش وغيرها من الأحياء التي تعاني فيها العائلات من وضعية سكنية غير لائقة أكدوا بخصوصها ل(السياسي)، أن معاناتهم باتت لا تطاق خاصة في ظل الأجواء الباردة التي تسود في الأيام الأخيرة، كما أوضحوا أن مساكنهم تغرق في كل مرة في برك مائية بعد أن تجتاحها مياه الأمطار وفي ذات الصدد تحدث السكان عن الضريبة التي يدفعونها مقابل عيشهم في هذه ظل هذه الأوضاع التي وصفوها بالكارثية. لحوم تباع بالطرقات دون أي تحرك للمسؤولين تعد بلدية الحراش واحدة من البلديات العاصمية التي تعرف حركة تجارية كبيرة حيث تعد قبلة للعديد الزبائن الذين يقصدونها من مختلف المناطق المجاورة، نظرا لانتعاش تجارة الألبسة، الخضر والفواكه وخاصة تجارة اللحوم التي باتت محل شكوى لعديد المواطنين خاصة بعدما تم تحويل موقع السوق الجواري إلى موقع يتنافى وكل الشروط والمقاييس المعمول بها وفي هذا الصدد اشتكى الباعة من تردي الأوضاع داخل هذا السوق الجواري الذي أسقفه لا تحميهم حرارة الصيف ولا أمطار الشتاء، كما أن وضعية قنوات صرف المياه غير المهيأة تتسبب وفي كل مرة بتجمع المياه الأمر الذي يضطر الباعة إلى صيانتها بإمكانياتهم المحدودة، وفي ذات السياق أوضح الباعة أن المصالح المسؤولة عن رفع النفايات لا تقوم بواجبها على مستوى هذا السوق، الأمر الذي جعل كثيرا من التجار يغلقون أبواب محلاتهم بعد أن تسبب وضع السوق في نفور الزبائن وامتناعهم من التسوق داخل أرجائه الهشة، وفي حديثهم عن سبب إقدامهم على بيع اللحوم على الأرصفة المحاذية لجدران السوق أوضح الباعة أن وضعية السوق المزرية هي العامل الأول الذي جعلهم يتجهون نحو هذا الفعل غير القانوني. غياب التهيئة يحول يوميات السكان إلى كابوس وفي سياق آخر، تشهد طرق وأرصفة بلدية الحراش تدهورا كبيرا حيث بات المرور بها أمر مستعصيا على سائقي المركبات والراجلين، الذين اشتكوا من المطبات والحفر الموجودة على مستوى عديد الطرقات التي تتحول إلى برك مائية فور سقوط قطرات الأمطار متسببة عرقلة حركة سير السير ناهيك عن الإضرار التي تلحقها بالمركبات. الأحياء الجديدة تتسبب في انفجار سكاني بالبلدية تسببت عمليات إعادة الإسكان وتشييد أحياء سكنية جديدة ببلدية الحراش في ارتفاع الكثافة السكانية على مستواها في وقت بقيت عجلة التنمية ثابتة في محلها، وهو ما نجم عنه اكتظاظ على مستوى مرافق عدة بالبلدية على غرار دور البريد، ملحقات البلدية التي تشهد طوابير يومية للمواطنين، كما تسبب ذات الأمر في اكتظاظ خانق على مستوى المؤسسة التربوية التي لم تعد قادرة على استيعاب العدد الهائل من التلاميذ، في وقت ينتظر فيه أن يزيد هذا المشكل حدة بعد تسليم سكنات (عدل) المشارفة على الانتهاء بموقع (بومعطي) في أقرب الآجال. النفايات ديكور يلازم الشوارع ومن جهة أخرى أصبحت بلدية الحراش من أشهر البلديات التي يشهد وضع بيئي مترديا حيث تعرف انتشارا كبيرا للنفايات الموزعة على مستوى كل شوارعها التي باتت مصدرا للروائح الكريهة والحشرات الضارة، الأمر الذي بات يشكل نقطة خلاف بين المواطنين، الباعة المتجولين، وكذا مصالح المجلس الشعبي البلدي، حيث يوجه كل منهم أصابع الاتهام إلى الآخر وتحميله مسؤولية الوضع الذي آل إليه محيط البلدية والذي لا يمت للتحضر بأي صلة. قلة حظائر السيارات... يثير سخط السائقين اشتكى سكان بلدية الحراش من قلة حظائر ركن السيارات المحروسة والتي تسمح للسكان بركن سياراتهم دون تكبد عناء ذلك، وهو الأمر الذي أضحى جزء من يومياتهم في وقت باتت خلافات عدة تنشب بين أبناء أحياء البلدية لذات السبب مما دعاهم إلى مطالبة مصالح المجلس الشعبي البلدي بتشييد حظائر بلدية تسمح لساكني المنطقة وزوارها من صف سياراتهم في أمان من جهة وفتح مناصب شغل لبعض الشباب العاطلين عن العمل من جهة أخرى. سكان الحراش يطالبون بمساحات للتسلية والترفيه لم يعد لأبناء الحراش وجهة أخرى بعد تهيئة واد الحراش وتحويله إلى فضاء للتنزه سوى هذا الأخير، الأمر الذي يجدونه غير كافيا ويجعل أبناءهم عرضة للمخاطر الطرقات في ظل غياب الحدائق العمومية في أحياء هذه البلدية مما جعلهم يطالبون مصالح المجلس الشعبي البلدي للحراش بتشييد أماكن عامة تمكن أبناءهم من اللعب في جو آمن ومناسب. أكد رئيس المجلس الشعبي البلدي للحراش، أن تهيئة الطرقات على مستوى عديد الأحياء يعتبر تبديدا للمال العام، خاصة وأن كثير المشاريع على غرار تهيئة وادي الحراش وميترو الجزائر لم تنتهي بعد، موضحا أن مصالح البلدية قد قامت بكل عمليات تحيين ملفات طالبي السكن وتسليمها للجهات المعنية التي تبقى الجهة الوحيدة المسؤولة عن إطلاق عمليات الترحيل الخاصة بهم. هل من جديد بخصوص عمليات إعادة إسكان قاطني السكنات القصديرية على مستوى بلدية الحراش؟ + في البداية لابد أن نحيطكم علما أن بلدية الحراش من البلديات القديمة التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية لذلك فهي تحصي العديد من السكنات الهشة الآيلة للسقوط والقصديرية وكذا الأقبية والأسطح، حيث مصالحنا تقوم بواجبها في إطار الصلاحيات المخولة إليها من خلال إحصاء العائلات واستلام الملفات، حيث يبلغ عدد السكنات القصديرية أزيد من 450، فيما نحصي أزيد من 120 بناية آيلة للسقوط، في حين يبلغ عدد قاطني الأقبية والأسطح أزيد من 100عائلة ومن هذا المنبر نؤكد لمواطني البلدية أن عمليات الإسكان تتم على مستوى الولاية وفق برنامج مدروس، وعليه فنحن ملتزمون بأداء مهامنا بخصوص إحصاء العائلات واستلام ملفاتها وتسليمها للجهات المعنية. الطرقات والأرصفة تعرف تدهورا كبيرا، متى تنطلقون في عملية التهيئة؟ + عند تولينا رئاسة المجلس الشعبي البلدية للحراش وجدنا العديد من المشاريع التي انتهت بها الدراسة ولم يتم انجازها نظرا لظروف ما، حيث قمنا بتحيين العديد منها لكن المشكل الذي منعنا من الانطلاق هو المشاريع الكبرى التي تشهدها البلدية وعلى رأسها مشروع إعادة تهيئة وادي الحراش، مخارج الميترو، وغيرها الأمر الذي عرقل من تهيئة العديد من الطرقات ونذكر منها شارع الجزائر، بيلفور حسان بادي وغيرها، وعليه لا يمكننا القيام بأشغال تهيئة الطرقات قبل أن تنتهي الأشغال بهذه المشاريع وإلا سوف سنبدد الأموال العامة، ومن جهة أخرى سنشرع في اشغال تهيئة تتم على شطرين الأول يشمل كل من شارع آيت موحند أحمد، نهج 05 جويلية، والثاني شارع عيوب بوعلام، شارع المقراني السعيد، والتي بلغت تكاليف إنجازها 2 مليار سنتيم. يتخبط سوق اللحوم في وضعية كارثية، ما الأسباب التي منعت مصالحكم من تهيئته؟ + تلقينا تقارير من طرف مصالح حفظ النظافة وحماية المستهلك بأن هذه المحلات ليست مطابقة لمقاييس النظافة ومزاولة هذا النشاط التجاري وعليه سنقوم بإبلاغ الباعة وإخطارهم بالوضع لوضع حد لهذه التجاوزات التي من شانها أن تضر المستهلك، أما عن السبب الذي جعلنا نتأنى في إعادة تهيئة هذا السوق فالسبب الأول والرئيسي هو رفض الكثير من الباعة مزاولة نشاطهم التجاري به بحجة انه يقع في منطقة لا تستقطب الزبائن. تعرف بلدية الحراش ترديا للوضع البيئي، ما ردكم؟ + حاولنا عديد المرات توعية مواطنينا بخصوص رمي الأوساخ في الأوقات والأماكن المخصصة لها لكن محاولاتنا باءت بالفشل فالوضع البيئي الذي آلت إليه البلدية يتحمل مسؤوليته المواطنون الذين يمارسون عديد التجاوزات في حق المحيط، لذلك ندعوكم إلى معاينة البلدية في الفترة المسائية بعد أن تقوم مصالح (نات. كوم) بعمليات رفع القاذورات لتلتمسوا الجهود المبذولة من طرف مصالحنا، وعليه ندعو مواطني البلدية إلى احترام التنظيمات والقواعد التي وضعنها للوقوف بواقع البيئة. باتت بلدية الحراش من أكثر البلديات اكتظاظا، كيف تتعاملون مع هذا الوضع؟ + أثرت عمليات إعادة الإسكان التي شهدتها المنطقة مؤخرا بحي كوريفة الذي يحتضن 23 ألف مسكن على ارتفاع الكثافة السكانية ببلدية الحراش، الأمر الذي وضعنا أمام اكتظاظ خانق على مستوى عديد المرافق خاصة على مستوى المؤسسات التربوية التي وصل عدد التلاميذ بأقسامها إلى 70 تلميذا، إلا أننا لم نقف مكتوفي الأيدي أمام هذا المشكل وحاولنا التخفيف من حدته من خلال فتح ابتدائيتين جديدتين، وملحق خاص بالتعليم المتوسط يحتضن إلى حد الآن أزيد من 700 تلميذ غير أن الضغط لا يزال متواصلا، ونحن نعول أن ننسق مع مديرية التربية لإنشاء مؤسسات تربوية جديدة لنضمن حسن سير العملية الدراسية. مرافق الترفيه والتسلية تعتبر الغائب الأكبر، ما السبب؟ + طبيعة بلدية الحراش من حيث التقسيم الإداري جعل منها بلدية معزولة، ولكن تهيئة واد الحراش كان بمثابة متنفس لأبناء البلدية، ومستقبلا المساحات الخضراء ستكون على ضفاف الوادي وهي من أكبر المساحات الخضراء على مستوى الجزائر العاصمة. كيف تقدرون كم ميزانية البلدية؟ + تبلغ ميزانية المجلس الشعبي للحراش 60 مليار سنتيم، وهي ميزانية ضعيفة مقابل الكثافة السكانية الموجودة بالبلدية وبمساحاتها كذلك. ما هي انجازاتكم خلال سنة 2019؟ + ركزنا في سنة 2019 على إعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي خاصة بعد مشروع واد الحراش الذي أحدث العديد من التغيرات على مستوى هذه الشبكات، فيما قمنا بتهيئة العديد من المؤسسات الابتدائية التي كانت تشهد وضعا مترديا نوعا ما، وذلك حفاظا على سلامة التلاميذ، كما أنشانا ملعبين جواريين أحدهما بحي سيدي مبارك والآخر ببومعطي. هل من مشاريع أخرى في الأفق؟ + نعول خلال سنة 2020 أن نقوم بتهيئة عديد الطرقات التي لا تدخل ضمن حيز أشغال أي مشروع، كما أننا استفدنا من مسبح شبه أولمبي من طرف مديرية الشباب والرياضة بحي الأقبية الثلاثة سنشرع في إنجازه في أقرب الآجال، إلى جانب إطلاق مشروع خاص بإنشاء حظيرة بلدية لركن السيارات في جو آمن والذي سيجنبنا النزاعات التي تنشب بين المواطنين كما سيدخل ضمن برنامجنا تهيئة عدة ملاعب جوارية بالبلدية، وتهيئة أزيد من 09 مؤسسات ابتدائية تكملة لما انطلقنا في سنة 2019. ما هي الصعوبات التي تواجه البلدية؟ + من أهم ما تصطدم به البلدية هو ضعف ميزانيتها التي لت تكفيها في بعض المرات حتى لتسديد أجور عمال البلدية، ومن جهة أخرى تواجه البلدية مشكل قلة الإطارات التي تحتاجها على مستوى كل الميادين والمجالات.