أكدت المختصة في علم النفس الأستاذة سامية والي، خلال اليوم التحسيسي الذي شهده أول أمس المجمع البيداغوجي لمستشفى بن عكنون، ومستشفى تقصراين بالتنسيق مع شركة سونلغاز والحماية المدنية لصالح الأطفال، يتمحور حول مخاطر الغاز بمقر المجمع البيداغوجي لمستشفى بن عكنون، في إطار البرامج التحسيسية التي تنظمها المصلحة حول الوقاية من أسباب الإعاقة تزامنا والعطلة المدرسية، أن حوادث الإعاقة عن طريق الكهرباء شهدت تنامٍ خلال الآونة الأخيرة خصوصا وأنها تخلّف آثارا بالغة ليس فقط المتعلقة بالإعاقة وإنما الحالات النفسية التي تصحب الضحية، بالإضافة إلى نظرة المجتمع التي تسيطر بشكل أو بآخر في تعايش الضحية مع حالته مستقبلا. حضر هذا اليوم كل من ممثلي شركة سونلغاز لتوزيع الكهرباء والغاز وضابط ممثل عن أشبال الحماية المدنية، دكاترة ومختصون في علم النفس، أطباء، الصحافة المكتوبة وعدد من المرضى وعائلاتهم، حيث تم، من خلال هذا اليوم، التعريف والتحسيس بخطورة كل من الغاز والكهرباء اللذان يؤديان إلى الإعاقة في كثير من الأحيان وطرح النصائح المثلى لتفادي عواقبهما. وتخلل اليوم التحسيسي عدة تدخلات تمثلت أولاها في تدخل ممثل شركة سونلغاز لعرض مجمل الإحتياطات الوقائية لتفادي التكهرب، وقد وجهت الممثلة عن الشركة من خلال العرض رسالة إلى الأطفال حيث عرضت شرحا مفصلا لمصادر الغاز، فوائده، ومنافعه، بالإضافة إلى خطورته وطرحت على سبيل المثال بعض أعراض حدوث تسربات الغاز ونتائجه من خلال معرض صور حائطية، وكشفت مساعدة المكلف بالاتصال على مستوى شركة توزيع الكهرباء والغاز للجزائر أن مصلحتهم على مستوى ولاية الجزائر، تيبازة وبومرداس شهدت 70 حادث غاز أدى إلى 30 وفاة خلال خمس سنوات. من جانبه، قدّم ضابط في الحماية المدنية عرضا مفصلا للحضور لبعض الإسعافات الأولية التي أكد فيها على خطورة الغاز، وأفصح أن الاختناق المميت للغاز يمكن أن يحدث في ثلاث دقائق من خلال غاز ثاني أكسيد الكربون الذي تطرحه مختلف أجهزة التدفئة المنزلية، وفي ذات السياق، أشار إلى خطورة الكهرباء التي تؤدي في كثير من الأحيان إلى الإعاقة أو الموت المحقق وأورد مثالا يتعلق ببعض أرباب المحلات الذين يفضلون تركيب عداد كهربائي يشمل البيت والورشة في آن واحد، رغم أن قوة الكهرباء المخصصة للمنزل مقدرة ب220 فولط والمخصصة للورشة مقدرة ب380 فولط وتحدث عن إحدى الحالات التي واجهتهم مؤخرا في ولاية بومرداس، حيث تفحم رضيع يبلغ من العمر 9 أشهر، وطرح في السياق ذاته المقاييس الأمنية الواجب اتخاذها قبل أو لدى ظهور أحد الأعراض. كما تضمن اللقاء تدخل مختصين أطباء، ونفسانيين لعرض الآثار الجسمية والنفسية لحوادث التكهرب، بالإضافة إلى عرض تحسيسي هادف مع المهرج يتضمن رسائل تحسيسية. وفي الأخير، تم توزيع جوائز رمزية على الضحية سمية وبعض الشهادات الشرفية. حليس مختصة في التأهيل الحركي: "الوقاية خير من العلاج" وردا على سؤال "السياسي" المتعلق بعلاقة الكهرباء والغاز بالإعاقة، أجابت الدكتورة حليس، طبيبة مختصة في إعادة التأهيل الحركي ببن عكنون، أن الإعاقة تعود لعدة أسباب منها آثار حريق خطير من درجة ثالثة الذي لا علاج له سوى البتر، إذ يتم إنقاذ المصاب ببتر العضو المصاب بجراحة مستعجلة وأي تأخر يؤدي إلى الموت، وهنا تحدث الإعاقة، وتطرقت ذات الدكتورة إلى نوع ثان من الإعاقة يدعى إعاقة غير مباشرة ناجمة عن تيار كهربائي شديد يؤدي إلى كسور، كسور متحركة تؤدي إلى قطع النخاع الشوكي ثم إعاقة إما للأطراف السفلية أو إعاقة مزدوجة سفلية وعلوية، وتضيف نفس المتحدثة أنه يمكن أن يتأثر الجهاز العصبي، فينتج فقدان دائم للوعي وحينما يسترجع المصاب وعيه يحدث شلل للمراكز العصبية المسؤولة عن الحركة بسبب نقص الأكسجين لفترة طويلة، »نحن كمتخصصين في إعادة التأهيل نستقبل أطفالا بعد البتر في مصالح الجراحة لتركيب عضو اصطناعي، غير أن باقي العضو يكون في حالة غير مؤهلة، ودورنا هو تأهيل العضو«، وأضافت الدكتورة أن نوعية المادة الأولية التي تشكل العضو تكون في غالب الأحيان غير مناسبة للعضو، خصوصا وأن العضو الإصطناعي يتميز بثقل وزنه، وكشفت المختصة عن توفر عضو اصطناعي إلكتروني في الخارج يحد من المضاعفات، إلا أن صاحبه يحتاج إلى تركيب وإعادة للعضو والصيانة في حالة أي عطب، واقترحت أن يتكون الفريق من جراح للبتر، وطبيب مختص في إعادة التأهيل الحركي وتقني في صيانة الأعضاء الإصطناعية، دون أن ننسى الرعاية والتكفل النفسي. سمية.. عينة حية لضحايا التكهرب سمية طفلة في ربيعها العاشر وتدرس في الصف الخامس ابتدائي، تنحدر من بلدية قاوس بولاية جيجل، هي ضحية تكهرب أصيبت به العام الفارط، حينما كانت متواجدة بسطح منزلها العائلي، لتصاب بصعقة كهربائية أدت إلى بتر يدها كلية، فيما تعاني اليد الأخرى من حروق شديدة لاتزال آثارها ماثلة إلى يومنا هذا، مما استوجب تنقلها بين كل فترة وأخرى إلى مستشفى بن عكنون لإعادة لتأهيل الحركي رغم إمكانيات عائلتها المتواضعة إن لم نقل الضعيفة، وقد مكثت مؤخرا حوالي شهر ونصف بمستشفى بن عكنون للاستفادة من إعادة التأهيل الحركي وأجريت لها قياسات لتركيب يد اصطناعية مؤقتة إلى حين حصولها على تكفل لتركيب عضو اصطناعي في الخارج. هي فتاة نشطة وذكية، بحسب شهادة كل المحيطين بها، تتمتع بهوايات عدة من بينها الرسم، وبعض الحرف اليدوية، وتمتلك قدرات خارقة في تشغيل الهاتف، تواجدت ضمن اليوم التحسيسي بكل شجاعة وجرأة لتقدم رسالة إلى كل الحاضرين مفادها "احذروا من مخاطر الكهرباء".