أكدت مصادر أمنية مطلعة ل»السياسي« أن مصالح الأمن تكون قد شرعت في خطة أمنية محكمة منذ بداية السنة، للإطاحة ببارونات ترويج وتهريب المخدرات كاستكمال لسلسلة الضربات الموجعة، بعد تشديد الخناق على الشريط الحدودي، حيث مكنتها من حجز 3 أطنان من المخدرات خلال الأسبوع الفارط فحسب، وأكثر من 9 أطنان خلال الشهر الحالي، بالنسبة لمصالح الدرك والأمن الوطنيين أكبرها كانت ما يقارب 5 طن من طرف مصالح الدرك بالغزوات. وحسب ذات المصدر فإن ذلك جاء في إطار مواجهة تسابق بارونات المخدرات المغربية للتخلص من مخزون السنة الفارطة قبل شهر مارس تاريخ بداية جني المحصول، بعد أن شهد المخزون تكدس رهيب في المستودعات بالمغرب بسبب ضربات أجهزة الأمن الجزائرية في أرقام حجز قياسية خلال العام الماضي، وأرقام أكبر بداية السنة، جاءت تزامنا مع التشديد الأمني المحكم على الشريط الحدودي، حيث عرفت أسعار هذه السموم تراجعا دفع بتسارع شبكات الترويج الدولية لشرائها من مافيا المخدرات المغربية، وقد تمكنت الخطة الأمنية المتبعة من الإيقاع بعدد من الممونين الرئيسين، خاصة وأنها تعتمد على ضرورة الوصول إلى الرأس المدبر وليس المروجين والناقلين المهربين فحسب. واستطاعت يقظة رجال مكافحة المخدرات لمصالح الأمن الوطني، ومتابعتهم لكافة الآثار الدالة على بؤر الفساد، ونشاطاتها الإجرامية للاتجار بالمخدرات بإحباط أكثر من ثلاثة أطنان من مادة المخدرات خلال الأسبوع الفارط فقط، آخرها كان بولاية تلمسان بحر هذا الأسبوع، بعد أن استطاع رجال الأمن وبمهنية مميزة من الإيقاع بأحد الممونين الرئيسيين وضبط المواد المخدرة المقدرة ب11 كيلوغرام من القنب الهندي، كانت مخبأة في شكل 22 طرد، مجهزة للترويج، بعد أن تحولت الجزائر من مجرد بلد عابر للمخدرات إلى مستهلك، كما تمكنت مصالح الشرطة بولاية باتنة من حجز ما يقارب 5 كلغ من المخدرات، وفي إطار مكافحة آفة المخدرات دائما تمكنت مصالح الشرطة بولاية باتنة من ضبط وحجز كمية من المخدرات »راتنج القنب الهندي« بوزن إجمالي يقدر ب 4.860 كلغ، كانت مخبأة بإحكام داخل كيس بلاستيكي، على شكل 9 قوالب و 5 صفائح، في حين يبقى التحقيق جاري من طرف مصالح الشرطة. وبذلك تصل كمية المخدرات المحجوزة بين مصالح الدرك الوطني والأمن ما يقارب9 طن، في حصيلة شهرية غير مكتملة يمكن وصفها بالأكبر منذ أكثر من سنة، فبعد حجز ما يقارب 5 طن من المخدرات من طرف الدرك الوطني في أول أيام السنة الجديدة بالغزوات، تمكنت مصالح الشرطة بولاية تلمسان، في 9 من شهر جانفي الحالي من حجز أكبر كمية من المخدرات من مادة القنب الهندي، قدرت بأكثر من 13 قنطار. وحسبما أكدته مصادر أمنية مطلعة ل»السياسي« فإن ذلك جاء في مواجهة محاولات بارونات تهريب المخدرات في المغرب تصريف المخزون الرهيب الموجود في المستودعات بسبب ضربات أجهزة الأمن الجزائرية، بعد حجز كميات قياسية من المخدرات السنة الماضية، وكميات أكبر بداية هذه السنة، وأشار ذات المصدر إلى أن ما تم حجزه خلال هذا الشهر يمثل المخزون بالنسبة لمافيا تهريب المخدرات، حيث أنه وفي حالة عدم تسويقه ستضطر شبكات التهريب إلى إتلافه وحرقه عند دخول المخزون الجديد أي عند إطلاق موسم الحصاد، وجاء هذا التكدس بعد تشديد الحراسة الأمنية على الشريط الحدودي بسبب أزمة ليبيا، والضربات المتتالية خلال السنة الماضية ببشار وتندوف، وفي هذا السياق أكدت مصادر أمنية مطلعة عودة بارونات تهريب المخدرات إلى قنوات التهريب التقليدية عبر الحدود الغربية بمغنية والنعامة وليس الجنوبية الغربية مثل بشار وتندوف. ولذلك فقد أقرت مصالح الأمن خطة أمنية محكمة مع بداية السنة الجديدة، مواصلة لسلسلة الضربات الموجعة بعد ورود معلومات تفيذ بتنامي نشاط مهربي المخدرات من المغرب، مما يعني تزايد نشاط الناقلين على المستوى الوطني من الحدود الغربية إلى الحدود الشرقية ومنه إلى أوروبا، وكذا تنامي نشاط الممونين والنشطاء المروجين للمواد المخدرة وفي مقدمتها الكوكايين والقنب الهندي والكيف المعالج القادم من المغرب، هذا الأخير الذي حول الجزائر من منطقة عبور إلى بلد مستهلك للمخدرات الخطورة، بسبب أن الجارة المغرب تعتبر من أكبر البلدان المنتجة للقنب الهندي في العالم.