السموم لا تزال تأتي من الجار الغربي بلغت كمية الكيف المعالج المحجوزة خلال الأشهر الثلاثة من السنة الجارية 4900 كغ أي حوالي 4 أطنان من الكيف المعالج أغلبها بولايتي تلمسان وبشار الحدوديتين مع المغرب، وهو رقم "قياسي" برأي مصادر على صلة بالملف، حيث تم العام الماضي خلال نفس الفترة حجز 709 كغ فقط من الحشيش، وتفسر هذه المصادر ذلك بمساعي مهربي المخدرات المغاربة "التخلص" من مخزون المخدرات وتهريبه إلى الجزائر على خلفية أن هذه الفترة تتزامن مع حصاد الإنتاج من القنب الهندي في المملكة المغربية وتمنع السلطات هناك المنتجين من تخزين المنتوج الجديد في المستودعات قبل تصفية القديم منه الذي تراكم بعد تفكيك أجهزة الأمن الجزائرية أخطر شبكات تهريب المخدرات التي تنشط على الحدود. * شهادات لمهربين تكشف ان الممونين مجبرون على تصفية المخزون المغربي من الحشيش وقالت مصادر قريبة من التحقيقات في هذه القضايا ل"الشروق اليومي"، أن العديد من المهربين الموقوفين أفادوا خلال الاستجواب أنهم تحصلوا على شحنات هائلة دون دفع المقابل، أي تسلموها قرضا أو تمت مقايضتها بالوقود في بعض الحالات حسب تقارير أمنية بعد أن اضطر الممونون المغاربة إلى إرسال هذه الكميات ليتمكنوا من تخزين المنتوج الجديد تنفيذا لتعليمات السلطات المغربية التي تقضي بضرورة تصفية المخزون القديم وذلك رغم تحفظات المهربين الجزائريين في تسلم الشحنات بسبب الإجراءات الأمنية المشددة التي أسفرت عن حجز كميات كبيرة وعجز هؤلاء عن الترويج لسلعهم في ظل تضييق الخناق عليهم. وحجزت مصالح الدرك الوطني خلال الفترة الممتدة من شهر جانفي إلى مارس من العام الجاري أكثر من 4 أطنان من الكيف المعالج حسب تقرير متوفر لدى "الشروق اليومي" إضافة إلى اكتشاف حقول لزراعة الأفيون تمتد على مساحة 31 هكتارا بولاية أدرار خلال نفس الفترة مقابل حجز 2510 نبتة قنب هندي بهذه الولاية، وتعكس هذه الكمية المحجوزة من المخدرات نشاط مصالح الأمن في مجال مكافحة تهريب المخدرات، وتمثل هذه الأرقام إحصائيات نشاط مصالح الدرك الوطني فقط دون الكميات التي قامت بحجزها مصالح الجمارك والشرطة. وتشير التقارير الأمنية إلى أن أغلب الكميات المحجوزة تم تهريبها من الحدود الغربية والجنوبية من المغرب الذي يعد من أكبر مصدري الحشيش في العالم حسب تقارير عالمية باتجاه ولايتي تلمسان وبشار باعتبارهما بوابتين هامتين. وكان السيد عبد النوري صالح، المكلف بالدراسات في الديوان الوطني لمكافحة الإدمان قد أشار في تصريح حديث إلى أن المغرب ينتج 60 بالمائة من القنب الهندي الذي يسوق في العالم ويصل للجزائر ما يفوق 26 بالمائة منه، وتنشط زراعة القنب الهندي كثيرا في منطقة الشمال المغربي، وكان مكتب الجريمة والمخدرات التابع للأمم المتحدة، من جهته، قد قدر في تقرير حديث مساحة القنب الهندي المزروعة في المغرب بنحو 70 ألف هكتار، وقدر المكتب عائدات المحصول بمليارات الدولارات، إذ يدر على المزارعين البسطاء في شمال المغرب نحو 214 مليون دولار، ويبلغ إنتاج المغرب 470 ألف طن من القنب أنتجت بدورها 30800 طن من الحشيش وذلك حسب ما جاء في التقرير. وتزرع الكمية الأكبر من القنب في جبال منطقة الريف، ويعمل ثلثا مزارعي منطقة الريف في زراعة القنب الذي يسمى في المنطقة بالكيف، والذي يدر عليهم دخلا يعادل ثماني مرات ما تدره زراعة القمح، ويعد الحشيش ثاني مصدر للعملات الصعبة في المغرب بعد تحويلات المهاجرين المغاربة وذلك حسب ما ذكرت مجلة "تل ويل".