سرعة انتشار فيروس كورونا تُصعّب السيطرة عليه كشفت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات والخطوط الجوية الجزائرية عن اتخاذ اجراءات وقائية استثنائية، عبر استراتيجية وطنية للوقاية من فيروس كورونا في الموانىء والمطارات والمستشفيات، اضافة الى اجراءات لاجلاء الجالية الجزائرية من المناطق المتضررة من الفيروس. وقال مدير الوقاية بوزارة الصحة، جمال فرار، في ندوة صحفية، إن الوزارة اتخذت اجراءات مشددة، عبر تكثيف التحسيس من جهة، وتشديد المراقبة عبر الموانىء والمطارات بوضع اجهزة خاصة وكاميرات حرارية لاجراء فحوصات على القادمين من المناطق التي مسها فيروس كورونا ، وتجهيز اقسام خاصة بالمستشفيات الجزائرية تحسبا لأي طارىء، مضيفا أن البعثات الصحية المرافقة للحجاج ايضا مكلفة بالحملة التحسيسية للمعتمرين والحجاج الجزائريين، ولم يستبعد فرار اتخاذ الجزائر لاجراءات لاجلاء الجالية الجزائرية من الصين. من جهته، كشف المكلف بالاتصال بالخطوط الجوية الجزائرية، أندلسي أمين، أن المؤسسة بدورها اتخذت اجراءات استثنائية تتعلق بتطهير الطائرات مع كل وصول وتوزيع البسة خاصة على طاقم الطائرة، اضافة الى اخضاع المسافرين لعملية فحص عبر الكاميرات الحرارية. من جانب آخر، استحسن المسافرون عبر مطار هواري بومدين الاجراءات الوقائية التي اتخذتها الجزائر، معبرين عن شعورهم بالامان مع تشديد الاجراءات وتوفر الفحص. هذا وكشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة إمبريال كوليدج، أن استمرار تفشي فيروس كورونا بهذه الوتيرة يعتمد على كفاءة إجراءات الحد منه، حيث يجب أن توقف إجراءات السيطرة على المرض انتقال العدوى في ما لا يقل عن 60 في المائة من الحالات حتى يمكن احتواء الوباء. وقال نيل فيرجسون، أخصائي الأمراض المعدية وقائد الدراسة، ليس من الواضح في الوقت الحالي ما إذا كان يمكن احتواء هذا التفشي داخل الصين. ويشير الباحثون إلى أن أربعة آلاف شخص في ووهان أصيبوا بالفيروس بالفعل بحلول 18 جانفي الحالي، وإن كل مصاب ينقل العدوى إلى اثنين أو ثلاثة في المتوسط. وأوضحت الدراسة، أنه إذا استمر انتشار الوباء بلا توقف في ووهان وسط الصين، فهذا الرقم سيصبح أكبر بكثير بحلول الرابع من فيفري المقبل. وقدر الباحثون أن يبلغ عدد المصابين بالمرض في المدينة، والتي بدأ ظهور الفيروس فيها في ديسمبر الماضي، نحو 190 ألف شخص بحلول الرابع من فيفري القادم. وقالت راينا ماكنتاير، رئيسة برنامج أبحاث الأمن البيولوجي في معهد كيربي بجامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا، إن اتساع نطاق العدوى في الأيام الأخيرة أمر يثير قلقا كبيرا، وكلما امتدت الإصابة إلى مناطق أخرى من الصين كلما زاد خطر انتشارها عالميا.