* حضوركم قوي في الوطن العربي، لماذا لم تحاولوا استغلال شعبيتكم للإنشاد عالميا؟ - نحن لم نتمكن من التنقل إلى أوروبا، بسبب الأوضاع الأمنية في البلاد، لكننا نطمح للذهاب إلى أوروبا قريبا.
* كيف وجدتم الجمهور الجزائري، وأنتم تزورونها لأول مرة؟ - وجدت هذا البلد يدخل القلب دون استئذان، نحن لا نشعر بالحواجز رغم بعد المسافة لكن ما شهدناه من تجاوب من طرف الجمهور أثلج صدورنا، وأشعرنا بالدفئ، خاصة وقد قدمنا من البلد المجروح بألف جرح.
* حدّثنا عن الطرق الصوفية المتواجدة في العراق؟ - الطرق الصوفية المتواجدة في العراق مشهورة منها الطريقة القادرية والطريقة الرفاعية والطريقة النقشمندية والطريقة الكردزانية.. وغيرها من الطرق وهناك طرق صغيرة ولكن الطرق الرئيسية هي التي ذكرتها وبخصوص الطريقة القادرية، فهي الطريقة المعروفة بالقدر الكبير.
* ما هي المقامات التي تعتمدونها في إنشادكم؟ - أدخلنا مقام الكاركد وهو مقام عربي، ثم أخذنا من مقام الصبا ثم تنقلنا إلى مقامات أخرى.
* هل أثّرت الحروب التي عرفتها العراق على الغناء الصوفي؟ - لا ينقطع الغناء الصوفي في العراق مهما كانت هناك حروب ومهما كان هناك حصار، أي أننا لم نلاحظ أي تغيير من حيث السماع الصوفي.
* هناك عادات عجيبة نلاحظها في الطرق الصوفية، فمثلا الطريقة العيساوية في الجزائر تقوم بوضع اللعاب في أفواه الأطفال، حتى يضمنوا ولاءهم، ما رأيك في ذلك؟ - تعلمنا من مشايخنا أنه ليس هناك شيء يخالف القرآن والسنة من أي شيخ منشد في طريقة صوفية ما، وأي شيء خارج هذا الإطار لا نتكلم أو نعمل به.
* ما هو دور السماع الصوفي في الدفاع عن هويته من المتربصين بها؟ - أكيد نحن ضد الاحتلال وأكيد أن عراقنا عروس العالم في قلبنا وأناشيدنا شيء للوطن وضمير رافض للاحتلال، فالمسألة وطنية وليست مذهبية.
* حدّثنا عن المد الفارسي في العراق؟ - حاليا لا يوجد ما يعرف بالمد الفارسي في العراق، ولكن هناك ما يسمى العراق، صحيح يعتريه بعض الوهن حاليا لكنه يبقى هو العراق، البلد الذي يحتضن كل الطوائف.
* ماذا يمكن لمهرجان السماع الصوفي أن يسجل على مستوى إعادة بعث هذا النوع من الغناء الروحي؟ - إن هذا المهرجان يمكن له أن يبرز مدى الأثر العميق الذي يضطلع به فن المديح النبوي في التعبير عن الوجدان الديني، بل يساهم في دعم التلاحم الروحي للمجتمع العربي وتغذية وتقوية هويته الإسلامية، إذ يعيش المسلم العربي من خلال مختلف الشعائر التعبدية، مثلما يعيش حياته الإسلامية من خلال مختلف المظاهر الثقافية والتقاليد الاجتماعية.
* ما هي وظيفة الإنشاد الصوفي في رأيكم؟ - الإنشاد الصوفي يقوم بوظيفة تطهيرية وتأهيلية للفرد، بغية تحريره من أسر نفسه وتوجيه قلبه نحو قبلة الحق وجماله المطلق، وهذه الوظيفة هي واحدة من جم الوظائف المسندة للسماع في السياق الصوفي، والتي تتعدّد بتعدّد الأحوال والمقامات والأوقات ومنازل السير إلى اللّه سبحانه.
* اقترب موعد احتضان النجف عاصمة للثقافة الإسلامية، هل هناك تحضيرات لهذه المناسبة؟ - هناك تحضيرات في العراق على مستوى قمة بغداد، وعلى مستوى عاصمة الثقافة الإسلامية، هناك حملة إعمار كبيرة لاستقبال هذا الحدث الثقافي في موعده المحدّد.
* هل تعتقد بأن الوضع الأمني غير المستقر في مدينة النجف قد يعجز السلطات العراقية عن احتضان التظاهرة؟ - لا، الوضع الأمني في النجف غير مضطرب، ولكنه في تحسن، إضافة إلى أن البلاد العربية بصفة عامة تشهد غليانا سياسيا، وفي العراق، بدأ الوضع يستقر وهذا ما نتمناه نحن كعراقيين والنجف بالذات أحوالها في تصاعد نحو الأحسن، ونأمل أن تكون تمام التمام، أما عن التحضيرات في العراق على مستوى قمة بغداد وعلى مستوى عاصمة الثقافة الإسلامية، فهناك حملة إعمار كبيرة لاستقبال الحدث الثقافي في الموعد المحدّد، وننتظر أن نستقبل الضيوف في أحسن الأحوال.